جدل واسع يرافق تصريحات نائب وزير الخارجية اليمني حول "فراغ ما بعد الحوثيين"
أثارت تصريحات نائب وزير الخارجية اليمني، السفير مصطفى النعمان، خلال مشاركته في جلسة نقاشية بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن، موجة استياء وانتقادات حادة في الأوساط السياسية والإعلامية اليمنية، بعد تحذيره من أن إضعاف جماعة الحوثي المصنفة إرهابيًا "قد يفتح الباب أمام صعود القاعدة وداعش في حال عدم وجود بديل قوي".
التصريحات التي أعاد نشرها موقع وزارة الخارجية، أثارت صدمة لدى ناشطين ومسؤولين يمنيين اعتبروها تكرارًا لخطاب الحوثيين، ومساسًا بقدرة اليمنيين على إدارة شؤونهم بعد تحرير مناطقهم.
السفير اليمني لدى اليونسكو، الدكتور محمد جميح، قال عبر منصة "إكس": "ما هذا التصريح؟ هل ضاقت اللغة عن المعنى؟"، مبدياً استغرابه من ربط زوال الحوثيين بصعود محتمل لتنظيمات إرهابية. وتابع: "كأن اليمنيين لا يملكون خيارات، وكأن المطلوب هو إبقاء الحوثيين خشية القاعدة!".
الكاتب والإعلامي عبدالله إسماعيل وصف تصريحات النعمان بـ"الخطاب العجيب"، مؤكداً أنها تعيق الجهود السياسية والعسكرية التي تبذلها الشرعية وتحبط ثقة المجتمع الدولي في قدرة اليمنيين على تأمين مناطقهم بعد الحوثيين. وأضاف: "داعش والقاعدة لا وجود لهما إلا في خطاب الحوثيين.. لماذا نكرر أكاذيبهم؟".
كما تساءل إسماعيل عن مدى وعي نائب الوزير بخطورة تصريحاته: "هل يقصد أن الجيش اليمني والسلطات الشرعية غير قادرين على حماية البلاد؟ هذا طرح كارثي يجب التصدي له فورًا."
وفي السياق ذاته، كتب الصحفي عبدالرقيب الهدياني عبر منصة "إكس": "هل يعقل أن هذا هو خطاب اليمن الرسمي للخارج؟! ماذا عن الحكومة التي تقاتل منذ عشر سنوات؟!".
وكان النعمان قد شدد خلال حديثه على أن إضعاف الحوثيين لا يمكن أن يتحقق بالضربات الجوية فقط، بل يتطلب غرفة عمليات مشتركة وقرارًا عسكريًا موحدًا، لكنه حذّر من أن غياب بديل قوي عن الحوثيين قد يؤدي إلى فراغ أمني تتسلل إليه الجماعات المتطرفة.
هذه التصريحات أثارت تساؤلات حول انسجام الخطاب الرسمي اليمني، ومدى تأثير هذه الرسائل على الدعم الدولي للشرعية في مواجهة الحوثيين، في وقت تشدد فيه الحكومة والمجلس الرئاسي على ضرورة استعادة الدولة ومكافحة الإرهاب بكافة أشكاله، بما في ذلك إرهاب جماعة الحوثي.

التعليقات