خرافة الولاية وادعاءات الحوثيين


"فورين بوليسي": تحذيرات من محاولات دولية لتبييض صورة الحوثيين وتحويلهم إلى "حركة مقاومة"

كشفت مجلة فورين بوليسي الأميركية في تقرير تحليلي نشرته هذا الأسبوع، عن ما وصفته بـ"جهود دولية ممنهجة" تهدف إلى شرعنة مليشيا الحوثي الإرهابية وتقديمها للعالم كـ"حركة مقاومة مشروعة"، رغم سجلها الطويل في الانتهاكات، والانقلاب الدموي على الدولة اليمنية، وتورطها في ارتكاب جرائم ضد المدنيين داخل البلاد.

وبحسب المجلة، فإن هذه الجهود تتضمن حملات إعلامية دولية تقودها قنوات روسية وصينية، مثل قناة "RT" الروسية، تقوم بإعادة تصوير الحوثيين كضحايا للتدخلات الأمريكية والغربية، وتبرر هجماتهم على السفن في البحر الأحمر باعتبارها "رداً مشروعاً" على ما يُوصف بـ"الهيمنة الغربية" على المنطقة.

تنسيق عسكري مع روسيا ودعم استخباراتي

وتذهب المجلة إلى ما هو أبعد من التبرير الإعلامي، حيث كشفت عن تنسيق عسكري مباشر بين الحوثيين وروسيا، يشمل بحسب مصادر استخباراتية أميركية قيام المليشيا بإرسال مقاتلين يمنيين للقتال في صفوف القوات الروسية في أوكرانيا. كما يتلقى الحوثيون دعماً استخباراتياً مصدره أقمار صناعية روسية، إلى جانب تزويدهم بأسلحة وتقنيات صينية.

هذه المعلومات تتقاطع مع تقارير سابقة نُشرت في وسائل إعلام أميركية وبريطانية، تحدثت عن شبكات تهريب أسلحة معقدة بين إيران والحوثيين، تمر عبر بحر العرب وتتكامل فيها أدوار لوجستية وأمنية إقليمية ودولية.

توظيف القضية الفلسطينية كغطاء سياسي

ويشير التقرير إلى أن الحوثيين يوظفون القضية الفلسطينية، وحرب غزة تحديدًا، كوسيلة لتبرير انتهاكاتهم الداخلية، بما في ذلك حملات الاعتقال، والتجنيد القسري، ونهب الممتلكات في مناطق سيطرتهم، وذلك في إطار خطاب تعبوي يناهض الغرب وإسرائيل، ويستهدف تضليل الرأي العام المحلي والدولي.

أخطر من الطائرات المسيّرة

ورغم الخطر العسكري الواضح الذي تمثله الهجمات الحوثية باستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية، ترى المجلة أن الخطر الأخطر يتمثل في الرواية الإعلامية التي يتم تسويقها دولياً، والتي تهدف إلى تغيير صورة الحوثيين من ميليشيا مسلحة مدعومة من إيران إلى "حركة مقاومة وطنية".

تحذير من "اعتراف زائف"

وفي ختام التقرير، ينقل الباحث في فورين بوليسي تحذيراً صريحاً من أن الجماعة الحوثية "تسير بخطى متسارعة نحو انتزاع اعتراف دولي زائف"، مشيراً إلى أن هذا التحول يجري بدعم من تحالف دعاية دولي يتقاطع فيه النفوذ الروسي والصيني والإيراني، بهدف إعادة تشكيل الاصطفافات الإقليمية وفرض واقع سياسي جديد في اليمن والمنطقة.

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.