نحن عين اليمن في بلاد المهجر.. اشترك يصلك كل جديد

جماعة الحوثي وداعش الصومالية.. تهديدات إقليمية وأسلحة متطورة على خط التهريب
حذّر معهد الدراسات الأمنية الأفريقي (ISS) في العاصمة الجنوب أفريقية بريتوريا، من تنامي التعاون بين جماعة الحوثي المسلحة في اليمن وتنظيمي حركة الشباب وداعش الصومال، في تطور أمني مقلق قد يُفضي إلى تصعيد خطير في استخدام الأسلحة المتطورة، وعلى رأسها الطائرات المسيّرة الانتحارية.

وفي تقرير أعدّته كارين ألين، المستشارة في المعهد، تساءلت الباحثة عن مدى تأثير هذا التحالف على طبيعة الحرب في المنطقة، مشيرة إلى أن الطائرات المسيّرة التي يعتمد عليها الحوثيون، قد تجد طريقها إلى أيدي الجماعات المتطرفة في الصومال، مما يُحدث تحوّلًا نوعيًا في قدراتهم الهجومية.

وبحسب التقرير، فإن عمليات نقل التكنولوجيا العسكرية بين الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط وإفريقيا باتت أكثر وضوحًا منذ غزو العراق وأفغانستان، مشيرًا إلى أن تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد وشبكات التهريب المفتوحة ساهمت في تعزيز قدرات هذه الجماعات.

وأضاف التقرير أن الطائرات المسيّرة باتت تملأ أجواء النزاعات في إفريقيا، حيث استخدمتها حركة الشباب حتى الآن لأغراض الدعاية والاستطلاع، لكن تقارير أممية رصدت لقاءات جرت في عام 2024 بين قادة الحركة والحوثيين، طلبوا خلالها أسلحة متقدمة وتدريبًا متخصصًا.

وفقًا لمنظمة Conflict Armament Research، فإن معدات حوثية مرتبطة بإيران جرى تتبعها خلال هجمات سابقة في البحر الأحمر، وقد استخدم الحوثيون طائرات من طراز "صماد"، جرى تجميعها محليًا بهياكل مصنّعة ومكونات مزدوجة الاستخدام، إلى جانب طائرات تجارية معدلة.

وأشار تقرير منفصل لمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي إلى أن السواحل الصومالية المفتوحة تحولت إلى ممر إمداد أساسي للحوثيين، بما يشمل معدات صينية تُستخدم في تطوير برامج الصواريخ والطائرات المسيّرة.

وبحسب مصادر ميدانية، بدأ داعش الصومال فعليًا في تجريب الطائرات المسيّرة، إذ نفّذ أولى هجماته في يناير 2024 بإقليم بونتلاند، فيما ضبطت قوات الأمن خلال النصف الأول من العام الجاري خمس طائرات انتحارية وألقت القبض على سبعة متهمين على صلة بالتنظيمات.

ويرى الخبراء أن انتشار الطائرات المسيّرة بين الجماعات المسلحة لا يمثل تهديدًا عسكريًا فحسب، بل قد يؤثر نفسيًا ودبلوماسيًا على جهود التسوية. فوفقًا لـ تيموثي ووكر، الباحث في الشؤون البحرية، فإن التهديد "تجاوز الجغرافيا وبات عاملًا حاسمًا في حسابات الأمن الإقليمي".

وأكد تيمور خان، مدير عمليات الخليج في Conflict Armament Research، أن مجرد تداول مكونات طائرات FPV في شبكات التهريب اليمنية "يُمهّد لانتقالها إلى تنظيمات أخرى"، حتى في حال غياب علاقة مباشرة.

ويتّضح من التقرير أن إيران تلعب دورًا غير مباشر في توسيع نفوذ حلفائها في القرن الإفريقي، مستغلة الحوثيين كأداة لإعادة صياغة توازن القوى في باب المندب وخليج عدن، وهي منطقة استراتيجية شهدت تصعيدًا في الهجمات ضد السفن التجارية.

ويختتم التقرير بتحذير من أن "ضربة ناجحة واحدة بطائرة مسيّرة قد تغيّر قواعد اللعبة في الصومال"، في وقت لا تزال البنادق الهجومية تهيمن على المشهد. لكن نقل التكنولوجيا من ساحة حرب معقدة مثل اليمن قد يعيد رسم ملامح الصراعات المسلحة في إفريقيا، ويهدد استقرار دول مثل الصومال، إثيوبيا، كينيا، وجيبوتي.
لمن لا يعرف اليمن : برنامج : اليمن الكبير : الحلقة 1

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.




وسيبقى نبض قلبي يمنيا