واشنطن تحذر من تهديدات تطال الرئيس السوري أحمد الشرع: فصائل منشقّة قد تغتال رجل المرحلة الانتقالية
أعربت الإدارة الأمريكية عن قلق متزايد من احتمال تعرّض الرئيس السوري أحمد الشرع لمحاولة اغتيال، في ظل تصاعد تهديدات أمنية مصدرها فصائل مسلحة ساخطـة شاركت في الإطاحة بالنظام السابق ثم انشقت لاحقًا.
وقال السفير الأمريكي توم باراك، المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترامب إلى سوريا، إن أمن الشرع بات مسألة "حاسمة"، نظراً لدوره المحوري في إعادة بناء الدولة السورية وتواصله مع الغرب، مؤكدًا: "نحن بحاجة إلى تنسيق نظام حماية شامل حول الشرع".
وأشار باراك إلى أن التهديدات لا تقتصر على فلول النظام السابق أو تنظيم "داعش"، بل تمتد إلى فصائل كانت متحالفة مع الشرع ثم انشقت بسبب ما وصفته بـ"تباطؤ المكاسب السياسية والاقتصادية".
وبينما تواجه الحكومة السورية تحديات مركّبة، على رأسها إعادة دمج المقاتلين الأجانب والتعامل مع معسكرات اعتقال عناصر "داعش"، يواصل الشرع مساعيه لدمج "قوات سوريا الديمقراطية" في مؤسسات الدولة، في خطوة اعتُبرت حاسمة رغم استمرار الخلافات حول مناطق استراتيجية مثل سد تشرين.
وفي تحول سياسي مفاجئ، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال لقائه بالشرع في الرياض منتصف مايو، رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا منذ أكثر من أربعة عقود، واصفًا الخطوة بأنها بداية جديدة لمستقبل البلاد. وتبع ذلك إعلان وزارة الخزانة الأمريكية عن ترخيص للمعاملات المالية مع المؤسسات السورية، مع إعفاء مؤقت من عقوبات "قانون قيصر".
وأكد باراك أن قرار رفع العقوبات لم يكن مشروطًا، بل مبني على "توقعات" بالتزام الشرع بمتطلبات المرحلة الانتقالية، مضيفًا: "نحن لا نملي، لا نضع شروطًا، ولا نبني أمة... لقد جربنا ذلك وفشل".
وحول العلاقة مع إسرائيل، أشار باراك إلى "تفاهم ضمني" تأمل واشنطن أن يتبلور رغم غياب الاتصال المباشر، محذرًا من أن أي تدخل عسكري إسرائيلي في سوريا سيكون "مدمرًا للطرفين"، رغم أن تل أبيب تواصل عملياتها العسكرية جنوب سوريا وتوسّع وجودها في منطقة الجولان.
اقتصاديًا، تعيش سوريا واحدة من أسوأ أزماتها، حيث يتجاوز عدد من هم تحت خط الفقر 90% من السكان، فيما تتراوح تقديرات تكلفة إعادة الإعمار بين 250 و400 مليار دولار. وتأمل واشنطن أن يفتح رفع العقوبات الباب أمام استثمارات خليجية ودولية، وتفعيل الدور السوري الداخلي في عمليات التعافي.
واختتم باراك تصريحه قائلًا: "قد لا يحصل الناس على الكهرباء أو الماء اليوم، لكن رؤية محطة كهرباء قيد البناء كفيلة بأن تعيد لهم الأمل".
لمن لا يعرف اليمن : برنامج : اليمن الكبير : الحلقة 1
التعليقات