ناشطة كويتية.. الجوع ينهش اليمنيين والعمل الإنساني لم يعد يحتمل التأجيل
حذّرت الناشطة الكويتية في المجال الإنساني، معالي العسعوسي، من التدهور غير المسبوق في الوضع الإنساني باليمن، مؤكدة أن الأزمة تجاوزت حدود الانتظار، في ظل تراجع الدعم الدولي والإقليمي إلى أدنى مستوياته منذ بدء الحرب.
وقالت العسعوسي، خلال حديث مؤثر ضمن بودكاست "قصص" على منصة "عرب كاست"، إن هذا العام شهد "أقل نسبة تبرعات ومساعدات تصل اليمن في تاريخها"، معتبرة أن هذا التراجع يُشكل خطرًا مباشرًا على حياة الملايين.
وأضافت: "الجوع ذبح اليمنيين... الناس تموت، الأمل ينتهي، لا رواتب، لا تعليم، لا طعام... كأنهم لا يُحسبون من هذا العالم". وتحدثت العسعوسي من واقع خبرة تمتد لأكثر من 18 عامًا في العمل الإنساني، مشيرة إلى أن ما تشهده اليمن اليوم يفوق كل ما رأته خلال مسيرتها.
واستعادت العسعوسي بعضًا من أكثر المشاهد المروعة التي صادفتها خلال زياراتها الميدانية، قائلة: "زرت أسرة في عمران خلال العام 2015، كانت تُطعم أطفالها علف الحيوانات... قالت لي الأم: ما عندي شيء ثاني أعطيهم".
وأضافت: "رأيت مناطق يأكل الناس فيها ورق الأشجار من الجوع... رأيت أُسرًا تبحث عن الطعام في القمامة، وأطفالًا فقدوا بصرهم لأنهم لم يملكوا 120 دولارًا للعلاج".
وأكدت العسعوسي أن الأزمة اليمنية ليست فقط في حاجة إلى مساعدات مالية، بل إلى حضور إنساني فعلي، مضيفة: "اليمن لا تحتاج فقط لمن يرسل مساعدات، بل لمن يراها بعينه، يلمس معاناة الناس، ويعمل معهم على الأرض".
وشددت على أن "المأساة تمتد من شمال البلاد إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها"، داعية إلى موقف دولي أكثر جدية يقود جهود السلام وينهي سنوات طويلة من المعاناة.
وانتقدت العسعوسي التراجع العالمي في الاهتمام بقضية اليمن، قائلة: "للأسف، اليمن لا صوت لها... لا في الإعلام العالمي، ولا حتى في إعلامها المحلي. أي أزمة جديدة في العالم تُسحب من رصيد اليمن في المساعدات".
واختتمت رسالتها بدعوة صادقة إلى العالم: "لا تتخلوا عن اليمن. الخير لا يزال موجودًا، والتضامن الشعبي قادر على إحداث فرق، حتى إن غاب الدعم الرسمي".
فيديو الوداع الأخير لشاعر اليمن المرحوم فؤاد الحميري في اسطنبول - تركيا
التعليقات