من حجة إلى جباليا "أبو بدر".. قصة اليمني الفلسطيني الذي اختصر برحيله حكاية النكبة والمقاومة
نعى الفلسطينيون، يوم الجمعة، المسن اليمني الفلسطيني أحمد البدري، المعروف بـ"أبو بدر"، وابنه محمد، بعد استشهادهما إثر قصف إسرائيلي استهدفهما في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، في مشهد إنساني مؤلم اختصر أجيالًا من النضال والانتماء العربي للقضية الفلسطينية.
وتداول الناشطون على نطاق واسع صورةً لابن يحمل والده المسن على كتفه قبل استشهادهما، مؤكدين أن هذه الصورة تختزل رمزية النكبة المتجددة، وتعكس عمق الانتماء العربي لفلسطين، حيث أصبح اليمني أبو بدر فلسطينيًا بالهوية والدم والمقاومة.
وبحسب ما كتبه الباحث الفلسطيني ماجد عزام في مقالٍ بموقع "المدن"، فإن أبو بدر البدري جاء إلى فلسطين شابًا متطوعًا من محافظة حجة اليمنية، قبل نكبة عام 1948، وشارك في الثورة الكبرى عام 1936، لكنه لم يُرزق بالشهادة إلا بعد 77 عامًا من النضال والصمود، في نكبة جديدة تفتك اليوم بأهالي غزة.
وأشار عزام إلى أن أبو بدر تزوج في بلدة سمسم قرب غزة، والتي دمّرها الاحتلال لاحقًا، فانتقل إلى مخيم جباليا حيث عاش كأحد أبناء فلسطين، وأنجب ثمانية أبناء وبنات، غرس فيهم روح النضال والمقاومة، وواصلوا طريقه بعده.
وتطرق الباحث إلى الابن البكر "بدر"، الذي زار اليمن في سنوات سابقة وحصل على الجنسية اليمنية بعد استقبال حافل من أهله في حجة، وتزوج هناك قبل أن يُتوفى لاحقًا في صنعاء إثر مرض عضال.
واستعرض عزام كذلك الدور اليمني العروبي في دعم فلسطين على مر العقود، من قوافل المتطوعين في الثلاثينيات والأربعينيات، إلى استضافة المقاتلين الفلسطينيين بعد الخروج من بيروت عام 1982، وتقديم الوثائق وجوازات السفر لتيسير حياة الفلسطينيين.
كما وجّه انتقادًا ضمنيًا للخطاب الحوثي الأخير حول فلسطين، واصفًا إياه بـ"الاستثمار الفئوي المتأخر"، مقارنةً بالحضور اليمني الحقيقي والمتجذّر في دعم القضية دون ضجيج إعلامي.
وختم بالقول:
"الصورة التي جمعت الأب اليمني الفلسطيني وابنه المسن وهما يُقصفان في مخيم جباليا، ليست مجرد لحظة مأساوية، بل شهادة حية على عمق العروبة، وعلى العناد الفلسطيني الذي يُورّث من جيل إلى جيل. لقد فشل الاحتلال في كسر هذه الروح لا بالسلاح ولا بالتفاوض".
فيديو الوداع الأخير لشاعر اليمن المرحوم فؤاد الحميري في اسطنبول - تركيا
التعليقات