قتلوه علانية ودفنوه سرا .... الحوثيون يدفنون الشيخ صالح حنتوس سرًّا ويمنعون الأهالي من وداعه
في مشهد يلفّه القهر والغموض، تجري في هذه الأثناء عملية دفن سرّية للشيخ الشهيد صالح أحمد حنتوس (72 عامًا)، أبرز معلمي القرآن الكريم في محافظة ريمة، وسط إجراءات أمنية مشددة فرضتها ميليشيا الحوثي، ومنعٍ تام للأهالي من الحضور أو توثيق الحدث.
وأكدت مصادر محلية لـ"المصدر أونلاين" أن الميليشيات الحوثية منعت سكان المنطقة من الوصول إلى المقبرة أو تصوير الجنازة، مهددة بسحب الجثمان واختطاف كل من يخالف تعليماتها أو يحاول توثيق عملية الدفن، التي تمت ليلاً في ظل إجراءات أمنية غير مسبوقة.
وجاءت هذه التطورات بعد أقل من 24 ساعة على اغتيال الشيخ حنتوس داخل منزله في مديرية السلفية بمحافظة ريمة، عقب حصار عنيف وقصف بالأسلحة المتوسطة والثقيلة شنته قوة تابعة للحوثيين، في عملية وصفها ناشطون بـ"الإعدام الميداني" لرجل أعزل رفض الخضوع.
وكانت جماعة الحوثي قد برّرت الجريمة باتهامات وصفت بـ"الملفقة والسخيفة"، زاعمةً أن الشيخ أطلق النار على حملة أمنية، واتهمته بـ"التحريض" و"التخابر"، وهي تهم سخر منها أهالي المنطقة، مؤكدين أن الشيخ كان يُعلّم القرآن سراً بعد أن أغلقت الجماعة داره لتحفيظ القرآن ومنعته من التعليم في المسجد.
الشيخ حنتوس، الذي أفنى عمره في خدمة القرآن وتحفيظ الأجيال، سجل وصيته الأخيرة قبل استشهاده قائلًا: "قصفونا داخل المسجد، حاولوا اغتيالي... إن شاء الله هي الشهادة، فمن قاتل دون عرضه أو ماله فهو شهيد".
من جهتها، أعربت زوجته المصابة عن حزنها العميق قائلة: "أخبروا من خدعتهم شعارات الحوثيين لغزة، أن عبدالملك الحوثي يفعل بنا في منازلنا كما يفعل نتنياهو في غزة".
وأشعلت الجريمة موجة غضب شعبي ورسمي واسع، ونددت بها شخصيات دينية وأحزاب سياسية وناشطون على مواقع التواصل، مؤكدين أن ما جرى ليس سوى دليل إضافي على عداء الميليشيا للعلم والعلماء، وتوظيفها لقضية فلسطين كستار لتصفية الأصوات الحرة والمعارضين لنهجها الطائفي.
فيديو الوداع الأخير لشاعر اليمن المرحوم فؤاد الحميري في اسطنبول - تركيا
التعليقات