مصادر دفاعية تكشف امتلاك الحوثيين مواد مشعة وكيماوية لتطوير صواريخ عابرة للحدود
تتكشف خيوط خطيرة عن حجم الترسانة المتطورة التي باتت بحوزة جماعة الحوثي، في تطور يرفع منسوب التهديد الإقليمي والدولي، ويثير المخاوف من دخول اليمن مرحلة أكثر قتامة.
فبحسب معلومات استقصائية نشرتها منصة "ديفانس لاين"، حصلت الجماعة الحوثية على شحنات من المواد المشعة والسلائف الكيماوية، بعضها أُدخل عبر إيران أو نُقل عبر دول وسيطة. هذه المواد تُستخدم في تطوير تقنيات الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار، وهي تقنيات يمكن أن تعيد تشكيل قواعد الاشتباك في المنطقة بأسرها.
وقالت مصادر دفاعية وأمنية للموقع، إن الحوثيين نقلوا براميل تحتوي على نظائر مشعة ومواد كيماوية خطرة إلى مخابئ سرية في صعدة ومناطق جبلية نائية، كجزء من برنامج مستعجل لتحديث قدراتهم الصاروخية والبحرية والجوية.
وتشير المعلومات إلى أن عمليات نقل المواد الحساسة وتسريع برامج التصنيع بدأت فعليًا بعد عام 2022، مستغلين فترة الهدنة التي شهدت توقفًا في الغارات الجوية، وفتح الموانئ والمنافذ، ما خفف من الرقابة على الشحنات الواردة.
وتُظهر الوثائق والتحقيقات أن الجماعة لم تكتفِ بالمساعدات الإيرانية، بل استعادت السيطرة على ترسانة ضخمة من الأسلحة التي كانت مملوكة للجيش اليمني، منها صواريخ سكود روسية الصنع، وصواريخ كورية من صفقات النظام السابق. بعض هذه المنظومات يمكن تزويدها برؤوس حربية كيماوية أو عنقودية.
وكشف ضباط سابقون عملوا ضمن منظومة الجماعة لـ"ديفانس لاين"، أن الحوثيين حصلوا على قنابل "نابالم" الحارقة بعد اغتيال الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح في ديسمبر 2017. وقد كانت هذه القنابل – المحظورة دوليًا – مخزنة في مواقع خاصة بعيدة عن الأنظار.
النابالم، بحسب المختصين، يُعد من أخطر الأسلحة التقليدية، إذ يحتوي على الفوسفور ويُستخدم في تدمير التحصينات وقتل أكبر عدد ممكن من الأفراد، وإشعال حرائق مدمرة في المنشآت والمرافق الحيوية، ما يترك آثارًا طويلة الأمد على المدنيين والبيئة.
وتُضاف هذه الترسانة إلى ما نقلته تقارير استخباراتية حول قيام النظام العراقي في عهد صدام حسين بنقل أسلحة كيماوية إلى اليمن ضمن تفاهمات سرية مع الرئيس صالح، وتم تخزينها لاحقًا في قواعد ومخابئ عسكرية داخل صنعاء، وهي المواقع التي باتت اليوم تحت سيطرة الحوثيين.
وأكد ضباط صاروخيون للمنصة أن الجماعة أجرت تعديلات على هذه الأسلحة بإشراف خبراء من إيران ودول أخرى، إلى جانب خبراء يمنيين دُربوا داخليًا وخارجيًا ضمن برنامج طويل الأمد لتطوير القدرات الصاروخية.
وتكشف المعلومات كذلك عن حصول الحوثيين على تقنيات وقطع حيوية من وجهات متعددة عبر وسطاء وشركات واجهة، منها معدات تُستخدم في صناعة الوقود الصلب للصواريخ الباليستية، وهي إحدى أكثر التقنيات حساسية على المستوى العالمي.
ومع تزايد المؤشرات حول استخدام الجماعة لهذه القدرات في تهديد أمن الملاحة الإقليمية والدولية، خصوصًا في البحر الأحمر، تتصاعد المطالب بإعادة تقييم شامل لخطورة ما بات في حوزة الحوثيين، ليس فقط من حيث استخدامه ضد الخصوم المحليين، بل لكونه يُشكل بوابة محتملة لحرب إقليمية بأسلحة غير تقليدية.
اليمن الكبير|| مأرب التاريخ والعراقة (الجزء الأول)
التعليقات