في تصريح لافت يكشف عن مدى امتداد النفوذ العسكري الإيراني خارج حدودها، أعلن وزير الدفاع الإيراني العميد محمد رضا آشتیاني، أن بلاده قامت بإنشاء "بنى تحتية عسكرية ومصانع لإنتاج السلاح" في عدد من الدول، مؤكداً أن طهران لن تتردد في الكشف عنها خلال الشهر المقبل إذا اقتضت الظروف.

وقال آشتیاني، في مقابلة مع وسائل إعلام محلية، إن إيران لا تكتفي بتطوير قدراتها العسكرية داخل حدودها، بل نقلت خبراتها وتقنياتها إلى دول أخرى، مشيراً إلى أن هذه المنشآت تمثل جزءاً من "مشروع استراتيجي طويل المدى" يهدف إلى تعزيز قدرات حلفاء طهران في المنطقة.

ورغم امتناعه عن ذكر أسماء الدول التي تستضيف هذه المصانع، إلا أن مراقبين ربطوا هذه التصريحات بانتشار النفوذ الإيراني في سوريا والعراق ولبنان واليمن، حيث يُعتقد أن الحرس الثوري الإيراني عمل خلال السنوات الماضية على نقل تكنولوجيا الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية إلى حلفائه المحليين.

ويأتي هذا التصريح في وقت حساس يشهد فيه الإقليم تصاعداً في حدة التوترات، خصوصاً بعد الضربات الإسرائيلية المتكررة التي استهدفت مواقع ومنشآت مرتبطة بإيران في سوريا، وكذلك الهجمات الغامضة التي ضربت منشآت نووية وعسكرية داخل الأراضي الإيرانية خلال الأعوام الماضية.

وأضاف الوزير الإيراني أن بلاده "لن تتردد في كشف ما لديها من إنجازات عسكرية وصناعية إذا استمرت التهديدات"، في إشارة إلى الضغوط الغربية والإسرائيلية المتصاعدة بشأن برنامج إيران الصاروخي والنووي.

وتعكس هذه التصريحات ما وصفه محللون بأنه "رسالة ردع مزدوجة" موجهة إلى إسرائيل والولايات المتحدة، مفادها أن أي استهداف مباشر لإيران قد يفتح الباب أمام حلفاء طهران في المنطقة لاستخدام قدراتهم العسكرية التي جرى تطويرها في هذه المصانع.

وبحسب تقارير استخباراتية غربية سابقة، فإن إيران نجحت بالفعل في إقامة خطوط إنتاج للمسيّرات المتطورة مثل "شاهد-136" في بعض الدول الحليفة، وهو ما يفسر استمرار وصول هذه الأسلحة إلى ساحات الصراع رغم العقوبات المشددة المفروضة على طهران.

هذا، ومن المتوقع أن تشكل تصريحات آشتیاني مادة دسمة للنقاش في الأوساط السياسية والعسكرية الإقليمية، خصوصاً في ظل المخاوف من أن يؤدي الكشف عن مواقع هذه المصانع إلى فتح جبهات جديدة من الصراع في المنطقة.

وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زادة: لدينا أسلحة لم تُستخدم حتى الآن وأنشأنا بنية تحتية لصناعة الدفاع ومصانع أسلحة في عدة دول#قناة_العربية pic.twitter.com/q6SO2MuvjK

— العربية (@AlArabiya) August 23, 2025