برنامج : اليمن الكبير : تعز أيقونة الثورة والحرية والنضال

صحيفة تكشف عن ارتباك حوثي واسع بعد الضربة الإسرائيلية التي أطاحت بحكومتهم


أحدثت الضربة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت اجتماعاً لقيادات حوثية بصنعاء هزة غير مسبوقة داخل الجماعة، بعد أن أطاحت برئيس حكومتها أحمد الرهوي وعدد من الوزراء البارزين، في مشهد كشف هشاشة بنيتها الأمنية والسياسية، وأدخلها في حالة ارتباك داخلي عميق.

صحيفة نيويورك تايمز رصدت في تقرير لها مظاهر الارتباك، مشيرة إلى أن الضربة وإن لم تمس القيادات العسكرية العليا، إلا أنها كسرت وهم الحصانة الأمنية لدى الحوثيين الذين اعتقدوا طويلاً أنهم بعيدون عن قدرات الاستخبارات الإسرائيلية.

المحلل اليمني فارع المسلمي وصف ما جرى بأنه "حد لوهم قادة الحوثيين"، إذ كشف اجتماع كبار المسؤولين في مكان واحد عن استهانة أمنية فادحة دفعت ثمنها الحكومة الحوثية كاملة.

المحللون أجمعوا على أن الضربة وضعت الجماعة أمام معادلة صعبة: فهي من جهة تخشى أن تطال الضربات القادمة قادة الصف الأول العسكريين، ومن جهة أخرى ترى أن التراجع أمام إسرائيل سيظهرها بموقع الضعيف، وهو ما يجعلها أكثر اندفاعاً للتصعيد.

أحمد ناجي من مجموعة الأزمات الدولية اعتبر أن الحوثيين الآن "قلقون من أن الدور القادم قد يصل إلى القادة الفعليين في الميدان".

انعكاسات الارتباك ظهرت سريعاً عبر خطابات تهديدية من قيادات الجماعة، أبرزها من رئيس مجلسها السياسي مهدي المشاط الذي توعد الإسرائيليين بأنهم "لن يتذوقوا طعم الأمن بعد الآن"، في خطاب عكس حالة من الانفعال والتوتر أكثر من كونه إعلاناً لاستراتيجية جديدة.

كما سارعت الجماعة إلى اقتحام مقار منظمات أممية واحتجاز موظفين، في محاولة لإظهار القبضة الأمنية وتعويض حالة الإرباك.

وبحسب محللين، فإن تصاعد التوتر داخل الجماعة سيؤدي على الأرجح إلى تشدد أكبر، خصوصاً أن كثيراً من الوزراء الذين قُتلوا كانوا محسوبين على التيار البراغماتي، ما يعني أن غيابهم سيمنح التيار العقائدي المتشدد مساحة أوسع في صناعة القرار.

وفي الوقت ذاته، يرى مراقبون أن إسرائيل أرادت من خلال هذه الضربة ليس فقط تصفية قيادات حوثية، بل أيضاً إرباك الجماعة وإظهار عجزها الاستخباراتي والأمني، وهو ما تحقق بشكل لافت، حيث لم تستطع حتى الآن إعلان رواية رسمية متماسكة عن الخسائر.
اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”

أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية

اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”



وسيبقى نبض قلبي يمنيا