هل الحوثيون أداة بيد الأمم المتحدة أم العكس؟.. عودة هشام شرف ونقل الجرحى تثير جدلاً واسعاً في الشارع اليمني
يتصاعد الجدل في الأوساط السياسية والإعلامية حول طبيعة العلاقة بين ميليشيات الحوثي والأمم المتحدة، في ظل ما يصفه مراقبون بـ"التخادم المريب" بين الطرفين، والذي باتت شواهده واضحة في أكثر من محطة ميدانية وسياسية.
ففي خطوة مفاجئة، عاد وزير الخارجية السابق في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً، هشام شرف، إلى صنعاء على متن طائرة تابعة للأمم المتحدة، رغم أن مطار صنعاء الدولي مشلول منذ سنوات ومعظم طائراته المدنية دُمرت في الغارات الإسرائيلية الأخيرة. هذه العودة عبر البوابة الأممية أعادت طرح السؤال القديم الجديد: هل الحوثي أداة بيد الأمم المتحدة أم أن الأمم المتحدة نفسها صارت ورقة بيد الحوثي؟
اللافت أن هذه الحادثة ليست الأولى؛ فقد سبقتها رحلات خاصة نقلت جرحى من وزراء وقادة حوثيين للعلاج في الخارج بعد الغارات الإسرائيلية التي عُرفت بـ"اليوم الدامي"، والتي قُتل فيها رئيس حكومة الحوثيين أحمد الرهوي وعدد من وزرائه. هذا الأمر أثار استغراباً واسعاً في الشارع اليمني، وسط اتهامات للأمم المتحدة بتقديم خدمات لوجستية للميليشيا أكثر مما تقدم للشعب اليمني.
وما يعزز هذه الشكوك أن الأمم المتحدة نفسها كانت قد اتهمت الحوثيين باختطاف عشرات من موظفيها في اليمن، ولا يزالون حتى اللحظة داخل السجون الحوثية، دون أن تتمكن المنظمة من الإفراج عنهم أو حماية طواقمها. وهو ما يطرح تساؤلات أعمق: كيف يمكن للأمم المتحدة أن تتحدث عن حياد وسعي للسلام، بينما من جهة تدين الحوثيين بانتهاكات جسيمة ضد موظفيها، ومن جهة أخرى توفر لهم رحلات آمنة عبر طائراتها الخاصة وتؤمّن تنقلاتهم للخارج؟
هذه المفارقة تجعل الكثيرين يرون أن الأمم المتحدة، بدلاً من أن تكون وسيطاً نزيهاً بين الحكومة الشرعية والحوثيين، قد تتحول تدريجياً إلى أداة لإطالة أمد الصراع في اليمن، من خلال ممارسات تثير الريبة وتغذي الشكوك حول مصداقية دورها الدولي.
التعليقات