تقرير: هجمات إسرائيل على الحوثيين تنتقل من ضرب البنية التحتية إلى تصفية القيادات
كشف تقرير تحليلي نشره مركز الجزيرة للدراسات الاستراتيجية أن الهجمات التي تشنها إسرائيل على جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن منذ يوليو/تموز 2024، والمعروفة بعملية "الذراع الطويلة"، شهدت تحولات لافتة في طبيعتها وأهدافها، حيث انتقلت من ضرب الأصول الاقتصادية والخدمية إلى استهداف قيادات سياسية وعسكرية بارزة.
وأوضح التقرير الذي أعد الخبير اليمني والمحلل العسكري الدكتور علي الذهب أن العملية بدأت في 20 يوليو/تموز 2024 واستهدفت في مرحلتها الأولى موانئ الحديدة الثلاثة، ومطار صنعاء الدولي، ومحطات الكهرباء ومصانع الإسمنت في عمران وباجل، إضافة إلى صهاريج الوقود ومرافق حيوية، مشيراً إلى أن هذه الأهداف تمثل مصادر رئيسية لتمويل الحوثيين ودعم نشاطهم العسكري والإداري.
وأكد أن هذه الضربات كبّدت الحوثيين خسائر اقتصادية ضخمة، منها تدمير مصنعي الإسمنت وخسائر في موانئ الحديدة قُدرت بمئات الملايين من الدولارات.
وأكد أن هذه الضربات كبّدت الحوثيين خسائر اقتصادية ضخمة، منها تدمير مصنعي الإسمنت وخسائر في موانئ الحديدة قُدرت بمئات الملايين من الدولارات.
وأشار التقرير إلى أن هجمات 28 أغسطس/آب 2025 شكلت تحولاً مفصلياً بعدما استهدفت مقر حكومة الحوثيين غير المعترف بها في صنعاء وأدت إلى مقتل رئيسها أحمد غالب الرهوي وأحد عشر وزيراً وموظفاً رفيعاً.
كما اتسعت دائرة الأهداف في هجمات 10 سبتمبر/أيلول لتشمل وزارة الدفاع ورئاسة الأركان ومؤسسات مالية وعسكرية في صنعاء والجوف.
كما اتسعت دائرة الأهداف في هجمات 10 سبتمبر/أيلول لتشمل وزارة الدفاع ورئاسة الأركان ومؤسسات مالية وعسكرية في صنعاء والجوف.
وبحسب المركز، استخدمت إسرائيل في عملياتها مزيجاً من الطائرات المقاتلة "إف-15" و"إف-35" والسفن البحرية المتمركزة في البحر الأحمر، بما يعكس رغبتها في توزيع الأعباء بين سلاحي الجو والبحر، إلى جانب اختبار قدراتها القتالية جنوباً.
كما أظهرت الضربات دقة عالية في الاستهداف، ما يشير – وفق التقرير – إلى وجود شبكة استخباراتية متعددة المستويات قد تكون نجحت في اختراق الجماعة.
كما أظهرت الضربات دقة عالية في الاستهداف، ما يشير – وفق التقرير – إلى وجود شبكة استخباراتية متعددة المستويات قد تكون نجحت في اختراق الجماعة.
وأكد التقرير أن الاستراتيجية الإسرائيلية في اليمن تختلف عن جبهاتها الأخرى في غزة ولبنان وإيران، حيث ركزت بداية على تدمير البنى الاقتصادية للحوثيين قبل استهداف قياداتهم. واعتبر أن هذا النهج يعكس مسعى لإضعاف قدراتهم المادية أولاً، تمهيداً لتوجيه ضربات نوعية ضد القيادة العليا.
كما ربط التقرير بين وتيرة الهجمات الحوثية على إسرائيل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 وبين مستوى الرد الإسرائيلي، مشيراً إلى أن كل عملية مؤثرة في العمق الإسرائيلي كانت تقابل بضربة واسعة النطاق داخل اليمن.
وخلص إلى أن المواجهة باتت جزءاً من معادلة إقليمية أشمل، ترتبط باستمرار الحرب في غزة واحتمال اندلاع مواجهة مفتوحة بين إسرائيل وإيران، الأمر الذي قد يدفع تل أبيب إلى مزيد من التصعيد أو إلى الدفع نحو تحالف دولي لمواجهة الحوثيين باعتبارهم تهديداً للأمن العالمي.
وخلص إلى أن المواجهة باتت جزءاً من معادلة إقليمية أشمل، ترتبط باستمرار الحرب في غزة واحتمال اندلاع مواجهة مفتوحة بين إسرائيل وإيران، الأمر الذي قد يدفع تل أبيب إلى مزيد من التصعيد أو إلى الدفع نحو تحالف دولي لمواجهة الحوثيين باعتبارهم تهديداً للأمن العالمي.
اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”
التعليقات