مسؤول أمني يكشف معلومات خطيرة عن مصانع المخدرات في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي
قالت وزارة الداخلية اليمنية إن معلومات استخباراتية مؤكدة أثبتت وجود مصانع نشطة لصناعة المخدرات في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، محذّرة من أن اليمن أصبح هدفاً رئيسياً لعصابات التهريب والتصنيع عقب تضييق الخناق على هذه الشبكات في سوريا ولبنان.
وأوضح مدير عام إدارة مكافحة المخدرات بالوزارة، العميد عبدالله لحمدي، أن ضبط أول مصنع متكامل لإنتاج مادتي الكبتاجون والشبو في مديرية شحن بمحافظة المهرة شكّل نقطة تحول خطيرة في مسار الجريمة المنظمة، مؤكداً أن العملية كشفت حجم الانخراط المباشر للحوثيين في تمويل وتشغيل شبكات تهريب منظمة، بدعم من خبراء أجانب مرتبطين بإيران.
وأشار لحمدي إلى أن الأجهزة الأمنية تمكنت خلال العام 2025 من تحقيق سلسلة ضبطيات نوعية، أبرزها: 599 كيلوجراماً من الكوكايين النقي مخبأة داخل شحنة سكر قادمة من البرازيل في ميناء عدن، وضبط 646 ألفاً و290 حبة بريجابالين في مديرية دار سعد، إضافة إلى اشتباك بحري قبالة سواحل لحج أسفر عن ضبط 314 كيلوجراماً من الشبو و25 كيلوجراماً من الهيروين و108 كيلوجرامات من الحشيش. كما تمكنت القوات الأمنية من مصادرة 432 كيلوجراماً من الشبو عبر البحر الأحمر، وكشف وكر تهريب في باب المندب يحتوي على 150 ألف حبة كبتاجون وعشرات آلاف الأقراص المخدرة. وفي منفذ الوديعة أحبطت محاولة تهريب 13,750 قرص كبتاجون داخل شاحنة قادمة من صنعاء كانت في طريقها إلى السعودية.
وقال المسؤول الأمني إن "ما يجري لم يعد مجرد عمليات تهريب محدودة، بل مشروع منظم لإغراق المنطقة بالمخدرات، تُديره مليشيا الحوثي بدعم مباشر من النظام الإيراني"، مشدداً على أن الوزارة ستواجه هذه المخاطر بكل حزم عبر التنسيق مع الأجهزة الأمنية والعسكرية محلياً، والتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين.
وأكدت الوزارة أن ستة متهمين يمنيين ضُبطوا في مصنع المهرة على صلة مباشرة بشبكات تمويل مرتبطة بالحوثيين، إلى جانب ارتباطات بخبراء وعناصر أجنبية سبق القبض على بعضهم في المهرة وعدن.
ويشير خبراء إلى أن الموقع الاستراتيجي لليمن المطل على البحرين العربي والأحمر جعله ممرّاً أساسياً لشحنات المخدرات نحو أسواق الخليج وأفريقيا، غير أن الحرب والانفلات الأمني حوّلاه تدريجياً إلى ساحة لإقامة مصانع بدائية لإنتاج الكبتاجون والشبو والهيروين، ما يضاعف التحديات أمام السلطات اليمنية ودول الجوار.
وتتفق تقارير دولية سابقة مع هذا التوجه، إذ ربطت بين تصاعد نشاط الحوثيين وشبكات تهريب المخدرات، معتبرة أن الجماعة تستغل عائدات هذه التجارة في تمويل أنشطتها العسكرية والسياسية، مستفيدة من خبرات لوجستية وفنية أجنبية. كما أن تراجع قدرة شبكات الإنتاج التقليدية في سوريا ولبنان دفع عصابات المخدرات إلى البحث عن ملاذ جديد، وجدت في اليمن بيئة خصبة لذلك.
وتؤكد هذه الوقائع، بحسب مراقبين، أن اليمن لم يعد مجرد محطة عبور كما في السابق، بل تحوّل إلى مسرح فعلي لتصنيع وتوزيع المخدرات، ما ينذر بتهديد أمني وصحي عابر للحدود ويضع السلطات أمام تحديات غير مسبوقة في مواجهة الجريمة المنظمة.
المصدر بلقيس نت
المصدر بلقيس نت
اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”
التعليقات