برنامج : اليمن الكبير : تعز أيقونة الثورة والحرية والنضال

إنذار مبكر أم أزمة عميقة؟.. ما سرّ استدعاء وزير الحرب الأمريكي مئات الجنرالات دفعة واحدة؟
أثار وزير الحرب الأمريكي بيت هيجسيث عاصفة من الجدل في الأوساط السياسية والعسكرية بعد إعلانه المفاجئ عن استدعاء مئات الجنرالات والأميرالات إلى اجتماع طارئ يعقد في قاعدة مشاة البحرية بكوانتيكو بولاية فيرجينيا.

ويأتي هذا التحرك في توقيت حساس، بعد أسابيع قليلة من قرار الرئيس دونالد ترامب تغيير اسم وزارة الدفاع إلى "وزارة الحرب"، وهو قرار وُصف بأنه رسالة قاسية للحلفاء والخصوم على السواء، ويعكس تحوّلاً في طبيعة الخطاب السياسي والعسكري الأمريكي.

وبحسب ما أورده مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، فإن حجم الاجتماع المزمع عقده مطلع الأسبوع المقبل يُعتبر غير مسبوق في تاريخ المؤسسة العسكرية الأمريكية. فبينما اعتادت القيادة على عقد لقاءات دورية بين وزير الدفاع ورؤساء القيادات القتالية الأحد عشر، فإن استدعاء هذا العدد الكبير من كبار الضباط دفعة واحدة يطرح تساؤلات عديدة حول أهداف الاجتماع وخلفياته، خصوصاً أن الإعلان عنه جاء مفاجئاً للرأي العام رغم أن التحضيرات كانت تجري منذ فترة في دوائر سرية مصنفة.

وتدور التكهنات حول أن الاجتماع سيشهد الكشف عن استراتيجية دفاع وطني جديدة تركز بدرجة أساسية على الأمن الداخلي الأمريكي، في تحول جوهري عن الاستراتيجيات السابقة التي وضعت الصين وروسيا في صدارة التهديدات.

كما يرجح مراقبون أن يعلن الوزير عن خطوات لإعادة هيكلة القيادة العسكرية من خلال دمج بعض القيادات الكبرى، وسط شائعات عن إمكانية دمج القيادة الأوروبية مع الأفريقية، وكذلك دمج القيادة الجنوبية مع الشمالية، في إطار ما يعتبره محللون محاولة لإعادة صياغة الخريطة العسكرية الأمريكية بما يتلاءم مع المرحلة المقبلة.

ولا يُستبعد أن يستغل هيجسيث هذا الاجتماع لتوجيه رسائل صارمة إلى كبار قادته العسكريين، تحمل في طياتها إشارة واضحة بأن المرحلة الجديدة تتطلب انضباطاً كاملاً والتزاماً دون تردد، في ما يشبه خيار "إما الالتزام أو الرحيل". هذا التوجه يعكس بحسب محللين طبيعة الوزير المثير للجدل الذي يسعى إلى فرض أسلوب مختلف في إدارة المؤسسة العسكرية بعد تغيير اسمها وصورتها أمام الداخل والخارج.

ورغم ما يحمله الاجتماع من أبعاد استراتيجية، إلا أن مراقبين حذروا من المخاطر الأمنية المترتبة على جمع هذا العدد الكبير من القيادات العسكرية في مكان واحد. فقاعدة كوانتيكو قد تتحول إلى هدف محتمل لهجمات إرهابية أو احتجاجات واسعة، الأمر الذي سيجبر السلطات على اتخاذ تدابير أمنية مشددة وتعليق أنشطة التدريب والتعليم فيها لعدة أيام.

كما أن الغياب الجماعي للقادة قد يترك فراغات في مواقع القيادة المنتشرة حول العالم، رغم وجود قادة بالإنابة لسد هذه الثغرات، وهو ما يعكس خطورة انعقاد اجتماع بهذا الحجم في هذا التوقيت.

ويظل البعد السياسي حاضراً بقوة، فقرار الرئيس ترامب تغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب لا يزال يثير جدلاً داخل الولايات المتحدة وخارجها.

ففي حين ترى الإدارة الأمريكية أن التسمية الجديدة تعبّر عن واقعية صريحة في مواجهة التحديات، يعتبرها آخرون إشارة إلى تصعيد عسكري ورسالة غير مطمئنة للحلفاء، كما يقرأها خصوم واشنطن باعتبارها إعلاناً عن توجه أكثر صدامية في السياسة الخارجية.

وبين هذه الرؤى المتباينة، يبقى الاجتماع المرتقب علامة فارقة ستحدد اتجاه المؤسسة العسكرية الأمريكية في المرحلة المقبلة، سواء من حيث استراتيجياتها الدفاعية أو بنيتها التنظيمية أو طبيعة رسائلها للعالم.
اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”

أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية

اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”



وسيبقى نبض قلبي يمنيا