مأساة في عدن.. جندي يحرق نفسه أمام أسرته بعد عجزه عن إطعام أطفاله
في حادثة مؤلمة هزّت العاصمة المؤقتة عدن، أقدم الجندي أمين صالح محمد الحمري، أحد أفراد اللواء الرابع، على إحراق نفسه أمام زوجته وأطفاله الأربعة في مديرية دار سعد الغربية، بعد أن وصل إلى مرحلة من اليأس الشديد بسبب انقطاع الرواتب وتراكم الديون عليه.
ووفقًا لمصادر إعلامية، وقعت المأساة في منزل والد زوجته، بعدما رفضت الزوجة العودة إلى بيتها الفقير الذي يفتقر لأبسط مقومات الحياة. وطالبت بتوفير الطعام وغاز الطهي والاحتياجات الأساسية قبل عودتها، إلا أن الجندي عجز عن تحقيق ذلك نتيجة تأخر صرف مرتباته منذ أشهر طويلة.
المصادر أوضحت أن الحمري كان يعيش ظروفًا إنسانية قاسية للغاية، حيث باع ما يملك، بما في ذلك أسطوانة الغاز، لتأمين لقمة العيش لأطفاله، لكن عجزه عن تلبية احتياجات أسرته دفعه إلى انهيار نفسي كامل.
كما أكدت المصادر أن الجندي كان يعاني من إعاقة في إحدى ساقيه، مما منعه من مزاولة أي عمل إضافي، ليجد نفسه محاصرًا بين الجوع والعجز واليأس.
وأثناء مشادة كلامية مع زوجته أمام الأطفال، سكب مادة مشتعلة على جسده وأضرم النار في نفسه وسط صرخات أسرته، قبل أن يفقد وعيه على الفور. وتم نقله إلى مستشفى الجمهورية في خور مكسر، حيث يرقد حاليًا في حالة حرجة جدًا إثر إصابته بحروق من الدرجة الثالثة.
الحادثة المؤلمة أثارت موجة غضب وتعاطف شعبي واسع في أوساط سكان عدن، الذين عبّروا عن سخطهم من تدهور الأوضاع المعيشية واستمرار تأخر صرف الرواتب، معتبرين ما حدث جرس إنذار لما قد تؤول إليه الأوضاع في حال استمر الإهمال والمعاناة.
التعليقات