كثّف رئيس مجلس النواب اليمني سلطان البركاني تحركاته السياسية والدبلوماسية خلال الأيام الماضية، في مسعى لحشد دعم دولي وإقليمي لاستئناف انعقاد جلسات البرلمان وتفعيل دوره التشريعي والرقابي بعد توقف طويل.

وفي هذا السياق، عقد البركاني، الإثنين 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، لقاءين منفصلين مع القائم بأعمال السفير الأمريكي لدى اليمن جوناثان بيتشيا، وسفيرة فرنسا لدى اليمن كاترين قرم كمّون، بحسب وكالة سبأ الرسمية.

وخلال لقائه بالمسؤول الأمريكي، شدد البركاني على أهمية استعادة البرلمان لدوره التشريعي لضبط المشهد السياسي والحفاظ على المسار الدستوري، مؤكداً ضرورة توحيد القوى الوطنية لمواجهة المشروع الحوثي واستعادة مؤسسات الدولة. وأشار إلى أن السلام الحقيقي يستند إلى المرجعيات الثلاث واحترام النظام الجمهوري ووحدة اليمن وسلامة أراضيه.

من جانبه، أكد القائم بالأعمال الأمريكي دعم بلاده للشرعية الدستورية ولمؤسسات الدولة اليمنية، مشيداً بالدور المحوري للبرلمان في الرقابة والإصلاح السياسي، ومجدداً دعم واشنطن لمسار السلام وإنهاء الانقلاب الحوثي.

وفي لقاء آخر مع سفيرة فرنسا، أكد البركاني أن تفعيل مؤسسات الدولة وتوحيد القرار الوطني يمثلان مدخلاً رئيسياً لإصلاح الوضع السياسي والاقتصادي، مشدداً على محاربة الفساد وتلبية احتياجات المواطنين. وأكدت السفيرة الفرنسية دعم بلادها لليمن واستعدادها لتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي ودعم المؤسسات الدستورية.

وتأتي هذه التحركات بالتزامن مع قرار سابق لهيئة رئاسة البرلمان بتكليف لجنة لإعداد آلية عقد جلسات البرلمان عبر الاتصال المرئي، إضافة إلى دراسة إمكانية عقد الجلسات في إحدى المحافظات المحررة.

يُذكر أن البرلمان اليمني لم يعقد جلسات منتظمة منذ سنوات باستثناء جلسة قصيرة في عدن عام 2022، وسط اتهامات للمجلس الانتقالي الجنوبي بعرقلة انعقاده داخل المدينة، في وقت تشير تقارير أممية إلى مساعٍ داخل الانتقالي لاستبدال البرلمان بهيئة التشاور والمصالحة التابعة لمجلس القيادة الرئاسي.