شنّ الكاتب الصحفي والباحث السياسي ياسين التميمي هجوماً حاداً على وزير الخارجية اليمني الأسبق خالد اليماني، متهماً إياه بالتحول إلى “منظّر بلا مصداقية للمشروع الانفصالي”، بعد سلسلة من التصريحات والمواقف التي قال إنها تصبّ في خدمة المجلس الانتقالي الجنوبي وتقدمه بوصفه ممثلاً وحيداً للقضية الجنوبية.

وقال التميمي إن اليماني، الذي تولّى مناصب دبلوماسية رفيعة بينها سفير اليمن في واشنطن ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة ووزير الخارجية، كان يُنظر إليه كشخصية وطنية “عقلانية”، لكن مساره الإعلامي والسياسي – خصوصاً عبر مقالاته المنتظمة في "إندبندنت عربية" – جعله ينخرط، حسب وصفه، في خطاب يتماهى مع سياسات تُنسب للإمارات.

وأضاف أن هذا التحول يمثل “سقوطاً مدوياً” لليمائي ونسفاً لرصيده السابق، مؤكداً أن المجلس الانتقالي “ليس ممثلاً وحيداً للجنوب ولا يمتلك خلفية نضالية أصيلة”، وأنه “مشروع إماراتي بامتياز” يعتمد في نفوذه على الدعم المالي والسياسي الخارجي.

وربط التميمي توقيت تصريحات اليماني بالمشهد السياسي الإقليمي، لافتاً إلى أنها جاءت عقب مطالبة ولي العهد السعودي للرئيس الأميركي دونالد ترامب بإنهاء الحرب في السودان، وهي الحرب التي قال إن الإمارات “منخرطة فيها بصورة واسعة”.

وأشار إلى أن الانتقالي لم يخض معارك منفردة ضد مليشيا الحوثي كما يدّعي، ولا يمتلك القدرة على فرض مشروعه الانفصالي، معتبراً أن “القضية الجنوبية” في خطاب الانتقالي ما هي إلا “نضال مزيف” وظفته أطراف سياسية أكثر مما يعكس واقعاً شعبياً أو ميدانياً.

وقال التميمي إن الانقسام في جنوب اليمن سابق للوحدة، وإن الهوية الجنوبية “متعددة ومتباينة”، ما يجعل الحديث عن مشروع انفصال موحد “غير واقعي”.

وختم الباحث السياسي بالقول إن مواقف اليماني الأخيرة “لن تضيف إلى وزنه السياسي شيئاً”، بل ستخصم من رصيده الوطني، واصفاً مساره الحالي بأنه “اصطفاف مخجل خلف مشاريع لا تخدم اليمن ولا القضية الجنوبية”.