خرافة الولاية وادعاءات الحوثيين
 حقائق قد لا يعرف الكثير عنها شيء

في مثل هذا اليوم 12 ديسمبر من العام 2015م عُرض علي العمل في موقع "اليمن العربي" الممول من الإمارات، كمحرر ومراسل أغطي اخبار انتصارات وانجازات الجيش الوطني في مختلف الجبهات، براتب شهري 600$ .

وعلى مدى 3 سنوات و 9 أشهر والعمل كذلك دون قيود أو شروط، وجزء من الموقع يخدم الجيش الوطني ويهاجم الحوثي بشراسة، على الرغم من كون الهدف العام من وجود ذلك الموقع هو الاهتمام بالأخبار التي تخدم الامارات وتلمع وجودها في اليمن، كأنشطة الهلال الأحمر الإماراتي، وأيضاً من مهامه المساندة الاعلامية للموالين لها، من أي حزب كانوا وفي أي منطقة.

في 30 اغسطس 2019م، خرجت من الموقع بعد الضربة الغادرة التي تعرض لها أبطال الجيش الوطني من قبل الإمارات في عدن وأبين.

ولم يكن خروجي من الموقع الممول من الإمارات، إلا واجباً دنياً ووطنياً قمت به ولا شكر لي عليه ولا فضل.

كان آخر خبر أرسلته للموقع في تمام الساعة الثامنة والنصف من مساء يوم الجمعة 30 اغسطس 2019م، بعد يوم 1 فقط على غارات الغدر الإماراتية التي طالت أبطال الجيش الوطني في عدن وأبين.

وعلى الرغم من تغطيتي للواقع كما هو دون قيد أو شرط ونشرهم لكل ما ارسله من أخبار تخدم الجيش الوطني والسلطة الشرعية، إلا ان الاملاءات والنقاط التي طلبوا منا الكتابة على ضوئها دفعتني إلى الخروج من الموقع وترك العمل الذي يحاول تزوير الواقع وتبرير سفك دماء أبطال الجيش الوطني ومحاولة إلصاق تهمة الإرهاب بهم وتلميع الجماعات الإرهابية المتمثلة في هاني بن بريك وعيدروس الزبيدي، لتدمير الوطن والعبث به.

 

إليكم بالحرف الواحد نص الرسالة التي وصلتني ع الخاص من إدارة الموقع وهي عبارة عن نقاط وعناوين يطلبون منا كتابة تقارير على ضوئها كحملة إعلامية تبرر استهداف الامارات لأبطال الجيش الوطني :

- نص الرسالة كما ورد :

((الرجاء تركيز التغطية الاعلامية للأحداث الجارية في المناطق الجنوبية مع ضرورة ابراز علاقة التنظيمات الارهابية وحزب الاصلاح الذي يتحكم بالحكومة اليمنية .

- تسليط الضوء على الدوافع التي يكفلها القانون الدولي بالضربات التي وجهتها الامارات على التنظيمات الارهابية ودور الامارات الريادي عالميا في مكافحة الارهاب

- العمل على الحصول تصريحات أجنبية وعربية تشير الى المخاطر والاثار المترتبة على الجنوب والممرات المائية اذا ما تمكنت الجماعات الارهابية من السيطرة عليها.

- التأكيد على استعانة الحكومة اليمنية بالتنظيمات الارهابية في عدن حيث سبق ذلك تهديدات وزير الداخلية الميسري وتهديدات من شخصيات تتبع القاعدة مثل عادل الحسني.

- تتبع الاحداث و نقلها كعاجل خصوصا ما يصدر من المجلس الانتقالي الجنوبي وما يصب في صالح المجلس.

الموضوع هام جدا و نرجو منكم مشاركتنا بروابط النشر المميزة منكم..))))..!!!!.

 

لم أكن يوماً أكتب ما يُملى علي من الآخرين، مهما كانت الحاجة إلى ذلك، ولم أكتب يوماً ضد قناعتي وفهمي للواقع وما يمليه علي ضميري، ولم أنقل يوماً خبراً مغلوطاً، ولم أزور واقع ولا أضلل رأي.. وهذا ليس كرماً مني ولكنه واجب ديني ووطني وإنساني ومهني.

بعد خروجي من الموقع بنحو شهر و4 أيام وبالتحديد يوم الخميس 3 أكتوبر 2019، قامت شركة فيس بوك بإغلاق صفحات اليمن العربي وصحيفة الفجر المصرية، وكان الرد من فيس بوك هو أن تلك الصفحات تنتهج "سلوك مزيف منسق" من شأنه التلاعب وتضليل الآخرين.

 

اليمن العربي هو موقع اخباري يمني يتبع مؤسسة الفجر المصرية، وهي مجموعة وسائل إعلام مصرية ممولة من الإمارات.

الإمارات لديها شبكة إعلامية واسعة في الوطن العربي، أما بالنسبة للسعودية والاعلام بخصوص اليمن، فلا توجد لديها غير وسائل إعلام رسمية أو مخصصة لمشاريع معينة كمركز الملك سلمان وغيره، ولا توجد أي مواقع او صحف أخرى ممولة، كتلك التي تتبع الإمارات.

[ملاحظة] عدم نشري للاستقالة في حينها عند خروجي من الموقع في 30 اغسطس، كونه أمر طبيعي لا يستحق، وواجب ديني ووطني ليس بغريب ولا يُعد إنجازاً، وأيضاً من باب الحرص على عدم استغلالها للمناكفات السياسية، أو توظيفها بشكل خاطئ، أو استغلالها من قبل أعداء الوطن والمتربصين؛ حتى اننا كإعلاميين في الجيش الوطني نتحاشى صرف المعركة أو خلق اجواء اعلامية متوترة تصرف الجميع عن الهدف الحقيقي الأول وهو القضاء على انقلاب مليشيا الحوثي وإنهاء تمردها، على الرغم من التحديات الكبيرة والمعارك الجانبية التي تُفرض على الجيش الوطني والحكومة الشرعية.

ونشري في هذا التوقيت واجب مهني وإنساني يفرض علي الحديث عن واقع عايشته ومررت به. [نهاية الملاحظة]

بعد خروجي من اليمن العربي وجدت نفسي بلا راتب.. فلا رواتب شهرية في اليمن، لكن ذلك لم يحرمني السعادة التي غمرتني بنجاحي في الحفاظ على كرامتي وكرامة وطني، والوفاء لدماء الشهداء الأبطال الذين جادوا بأرواحهم من اجلنا ومن اجل عز وكرامة الوطن، وما نجود به لا يساوي قطرة دم واحدة من دمائهم الطاهرة الزكية.

نحن كشعب لا نستعدي الإمارات، ولكن هي من يستعدي الشعب اليمني، من خلال سياساتها الخاطئة وتدخلاتها السافرة، وخلقها معارك جانبية تصرف الجميع عن محاربة مليشيا الحوثي وتشغلهم بها، وتزيد الوضع توتراً وتدهورا.

تعطيل الموانئ وإيقاف انتاج وتصدير النفط، وبناء تشكيلات مسلحة خارج إطار الدولة وزعزعة الأمن والاستقرار في عدن وعدد من المحافظات المحررة، هي حرب ضد أبناء اليمن في الجنوب والشمال، وليس ضد حزب أو جماعة، والشعب اليمني هو المتضرر الأكبر من الحروب والصراعات وعدم الاستقرار.

خلال فترة العمل وبعد خروجي منه تعلمت الكثير والكثير، سأسرده باختصار على النحو التالي:

قد يأتيك العمل من باب لا تسعى إليه ولا تتوقعه.

3 سنوات و 9 أشهر من العمل المرتبط بالانترنت والكهرباء والدوام اليومي المُزمّن، تعلمت خلالها الارتباط واحترام الالتزامات وبرامج العمل، وهذا شيء إيجابي، أما السلبيات فقد يكون أبرزها الانطواء والعزلة وإدمان الجلوس لساعات أمام شاشة اللابتوب حتى خارج ساعات العمل وفي ظل عدم وجوده.

3 سنوات و 9 أشهر من العمل المكثف والمستمر أوقفت خلالها كافة المشاريع الإعلامية التي كنت أسعى إلى تحقيقها، حتى على مستوى مقالات الرأي انشغلت عنها.

3 سنوات و 9 أشهر براتب شهري مستمر لم أدرك خلالها معاناة من حولي ومن تتأخر رواتبهم لأشهر، فلا رواتب شهرية في اليمن.

بدأت العمل في 12 / 12 / 2015م، والدولار الواحد يساوي 210 ريال يمني، وتقاضيت أول راتب، بقيمة 126 ألف ريال يمني، ويعتبر راتب بسيط، وكل يوم تنهار العملة المحلية حتى أصبح الدولار الواحد يساوي 750 ريال يمني، أواخر 2018 وبداية 2019، وأصبح الراتب يساوي 450 الف ريال ريمني، وهذا لا يعني انه ارتفع ولكن العملة تنهار والأسعار ترتفع.

تقاضيت آخر راتب من الموقع والدولار الواحد يساوي 600 ريال يمني، والفارق بين أول راتب قبل 4 سنوات وآخر راتب، 3 أضعاف.

الانهيار الكبير في العملة المحلية جعل من راتب التربوي إذا كان يتقاضى 60 ألف ريال في 2015 وما قبلها، أصبح اليوم يتقاضى 20 ألف ريال فقط، فالـ 60 ألف ريال كانت تساوي 300 دولار، واليوم الـ 60 الف تساوي 100 دولار فقط، وهذه جريمة بحق التعليم والمعلمين ومن الواجب على الحكومة معالجة وضع التربويين وغيرهم من الموظفين الحكوميين.

خلال 100 يوم بلا عمل ولا راتب أصبحت أدرك أكثر ان الشباب هم الأكثر تضرراً من الحرب وهم من يدفع ثمنها سواء بأرواحهم أو مواقفهم أو مستقبلهم والحرمان من قطف ثمار دراستهم وشهاداتهم.

لا جهة عمل مناسبة قد تستوعب الشباب، فلا وظائف ولا فرص عمل، غير الجبهات، أو المنظمات والأنظمة الأجنبية وفرص العمل فيها ضئيلة ومحدودة ومعظمها لها أهداف تخدم مصالحها والجهات التي تتبعها وقد تضر بالوطن.

لا رواتب شهرية في اليمن غير لمن يعمل مع منظمة أو وسيلة عمل تتبع جهة خارجية.

الرواتب الحكومية والمحلية لا تغطي احتياجات أصغر موظف.

رواتب الجيش المتأخرة تعد كابوس بالنسبة للفرد والصف وحتى الضابط، فهي موعد سداد كافة الديون ولكنها لا تكفي حتى لسداد 20% من ديونه، فقط تضعه في إحراج كبير أمام أصحاب الدين.

انتظار الراتب مضيعة للعمر، والاعتماد على الراتب الشهري ضياع، والاكتفاء بالراتب لسنوات دون بناء مشروع خاص في حالة فقدانه يجد فاقده نفسه فجأة في العراء.

وأخيراً.. لا كرامة ولا عز لمواطن ولا قيمة له، إلا بكرامة وعز وقيمة وطنه، ولا تكون عزة وكرامة للوطن إلا بعزة وشموخ وإباء أبنائه وصلابة مواقفهم، وقوة تماسكهم وتمسكهم به.

لو لا تضحيات أبطال الجيش الوطني من شهداء وجرحى، والمواقف الوطنية الصلبة والحملة الإعلامية الشرسة ضد الإمارات لما تحررت شبوة وعادت إلى أحضان الوطن، ولما عادت الحياة إليها، ولما وصلت القوات إلى أبواب عدن، ولو لا الصمت على تجاوزات الإمارات وغض الطرف عنها لما كانت هناك من مليشيات في عدن على غرار صنعاء، ولما تآكلت الدولة وتقاربت أطرافها، ولما ظهر هناك من أعداء جدد للوطن ولما تعددت المعارك وكثرت الصراعات، ولما كانت هناك من مشكلة غير الحوثي والذي جاء نتيجة التدخلات الخارجية السافرة والصمت عنها، وربما لم يكن أو لم يبق إلى اليوم.

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.