نخب تعز السياسية تغرقها في الحرب الأهلية
صراع النخب السياسية على تعز من أبناء تعز تصر على إلغاء بعضها البعض وتعزيز الانقسام بين شرائح المجتمع . استطاعت المصالح الشخصية الاستحواذ على الاتجاه العام بفعل ظروف خارجية وداخلية . تعيش النخب التعزية والتي تعد من نخب الصف الأول في اليمن بشكل أو بآخر صراع الولاء بين المحاور الإقليمية والاتجاهات الحزبية .
تفحصوا معي هذه الأسماء :
سلطان البركاني سلطان العتواني سلطان السامعي
حمود الصوفي حمود المخلافي رشاد العليمي
نبيل شمسان عبده الجندي علي المعمري
أمين البحر محمود الجنيد عارف جامل
بيت هايل سعيد بيت شاهر عبد الحق
يستطيع هؤلاء جلب المقاتلين إلى طاولة الحوار ، كما يستطيعون إقناع الأطراف الأخرى المؤثرة بتحويل أموال الحرب إلى الإعمار .
خرجت تعز عام 2011 ضد الفساد كما قالوا ، وضد الركود والفقر ، فلماذا تحولت إلى ساحة للحرب الأهلية ؟ الإجابة تقول إن النخب التي ذكرناها حولت تعز إلى بنك لاستثمار مصالحها عبر بورصة الدماء والجثث والخراب . ولذلك ولدوا خزان كبير من الأفراد الذين ليس لديهم شيء يخسرونه وبالتالي هم على استعداد للقتال حتى النهاية .
ألا يستطيع هؤلاء وهم قيادات حزبية وفي أعلى هرم السلطة لدى الأطراف جميعها وعلى علاقة بدول الإقليم التي تغذي الحرب أن يعلنوا عن عفو عام وتشكيل قيادة جماعية لإدارة تعز وبدء الإعمار بدلا من الاستمرار في التدمير والقتل ؟
ألا تلاحظون أن الصراع في تعز بين الحوثيين والشرعية أصبح شبه جامد وأن المواجهات باتت نادرة . أي أن المواجهات أصبحت حالة من الجمود الضار . وأصبحت المواجهات والتوتر داخل مكونات الشرعية .
فقد أعاقت التوترات الحزبية والفئوية عملية الاستقرار في تعز . غير أن الشرعية لم تقم بأي محاولة واضحة للتغلب على هذه الانقسامات ، بل إن العديد من الإجراءات التي اتخذت حتى الآن لم تؤد إلا إلى مزيد من تفتيت تعز .
تبدو تعز في الوقت الراهن أقرب إلى حافة الانهيار ، فالجميع يتنافسون على من يسيطر على أكبر حصة . وتلجأ أطراف الصراع إلى حشد الدعم الحزبي والفئوي والإقليمي ، وهو ما يولد مزيدا من التفكك الاجتماعي .
لست بحاجة للقول إن هذه النخب قد كشفت سوأتها بسبب علاقتها أولا ، بدول الإقليم المتعددة من طهران إلى أنقرة ومن الرياض إلى أبو ظبي وبينهما الدوحة ، وثانيا بسبب ضبابية مواقفها من الصراع الذي يقتل تعز ويبعدها عن التحديث ويرمي بها في العصور السحيقة .
لقد تحولت تعز إلى حرب استنزاف طويلة ومذبحة مفتوحة بين أبناء تعز أنفسهم . يبدو سلاح الشرعية ذابلا وبلا أي مشروع سوى السطو على أمن الناس ومستقبلهم وهذا ما يؤكده جمود الجبهات مع الحوثيين وشراهة القتال داخل الشرعية ذاتها .
ترهلت النخب السياسية التي زاد انكشافها فشلها الذريع في إيقاف الحرب في تعز . هذا الفراغ السياسي الذي نستعرضه من خلال بعض الأسماء التي كان لها دور في النظام السابق واللاحق ، ولو أنفقت جزءا مما غنمته خلال تواجدها مع النظام السابق واللاحق وكذلك من التحالف العربي أو المرتبطة بدول إقليمية خارج التحالف العربي ، لجعلت من تعز مدينة تضاهي أجمل مدن العالم وأكثرها أمنا واستقرارا .
أخيرا أقول بشكل عام إن اليمن تحتاج إلى تحسين نسل النخب السياسية قبل سقوط الهيكل على الجميع .تحتاج اليمن إلى إعادة الاعتبار للكفاءة على حساب فائض الولاء ، ولفعل التغيير الحقيقي على حساب الشعارات الكاذبة والصراخ الزاعق.
من صفحة الكاتب على فيسبوك
التعليقات