ثورة ٢٦ سبتمبر واعلان قيام الجمهورية

رمضان .. في فضاءات كورونا !

تجربتي في رمضان هذه السنة لم يسبق لي أن عشتها مُسبقاً ولا أتوقع أنني سأعيش رمضاناً آخر في قادم السنوات بهذه الكيفية، تتمحور صعوبة تجربتي هذه في كوني أقيم في تركيا منذ عامين لدراسة الإعلام في إحدى الجامعات التركية.

تجربةُ في غاية القسوة، تراكمت بالغربة والبعد عن الأهل والزملاء والأصدقاء، وضغوط الدراسة الجامعية والاهتمامات الأخرى، والاضطرابات النفسية وقلق المستقبل القريب، وانحسار الروحانية وطعم العبادات لأدنى حد، بالإضافة إلى الحجر في المهجع الطلابي منذ أشهر سابقة والذي لايزال مستمراً حتى هذه اللحظة، وبعض الإشكالات الأخرى.

استقبلت رمضان هذه السنة وأنا أعلم يقيناً أنني سأعاني كثيراً، فبطبيعتي شخص مفعم بالنشاط والحركة للقيام بعدة مهام في اليوم الواحد في ظل أهداف أعمل عليها انطلاقاً من خطتي السنوية، ولذا غالباً ما أقضي وقتي خارج السكن.

كان قد اضطرب كل شيء تقريباً منذ خضوعي للحجر في المهجع الطلابي قبل شهر من قدوم رمضان تقريباً، فقد كان جدولي الأسبوعي قبلها مقسّمُ بين حضور الدروس الجامعية وتدريبات عملية أقوم بها مع إحدى المؤسسات الإعلامية، بالإضافة إلى دروس الإنجليزية لتحضير التوفل هذا العام، وكنت بصدد استلام مهمتي كمسؤول إعلامي في إدارة وحدة تطوع إحدى المؤسسات لتنفيذ برنامج تدريبي خاص بها، وبالرغم من أن ازدحام جدولي ذاك قد انتهى بفعل الحجر إلا أن قدوم رمضان كان قد أدى إلى اضطراب الأمور أكثر مما هي عليه.

كنت بحاجة إلى المزيد من الوقت للتأقلم على واقع الحجر حتى أستقبل رمضان كسابقيه بهمة وعزيمة للعبادة والتغيير، إلا أن ذلك لم يحصل، أَثَر الضغط النفسي الناتج عن العزلة سيطر عَليَّ للحد الذي دفعني للاعتذار لمعهد اللغة عن استكمال دروس الإنجليزية " عن بُعد " إلى ما بعد انتهاء رمضان، والأمر ذاته أيضاً مع الدروس الجامعية فقد تغيبت عن الحضور في غالبيتها بالرغم من أنها أصبحت عن بعد أيضاً.

لا الطعام التركي في مطعم السكن الطلابي كان يعجبني ولا كان مسموحاً لي أن أخرج لأشتري الطعام الذي أريد، أو أن أذهب لمنزل أحد أصدقائي لنطبخ طعامنا الرمضاني المفضل ونستمتع بأكله، والأمر ذاته في تقلبات روتين النوم فتارة أنام نهاراً وتارة ليلاً وتارة بشكل متقطع، وتارة لا أستطيع النوم في أوقات اعتدت على النوم فيها، وكنت قد أعددت جدولاً للعبادات لكنني لم أستطع سوى تحقيق القليل منها بين الصيام وقراءة القرآن، وقيام الليل وابتهالات الفجر، والنوافل الأخرى.

لم يسبق أن حصل معي كل هذا، شعرت بالتشظي والتذمّر والانزواء وفقدان قيمةِ ولذةِ الأشياء والمعنى، وأتمنى أن لا أعيش رمضاناً قادماً بهذا الكيفية.

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.