قصة بطل.. "نفقد الأعضاء لنبني عليها الأوطان"
في الوقت الذي كانت فيه معاول المليشيا القادمة من أقصى شمال اليمن، تهدم كل ما وقع تحت ضرباتها الساحقة في قبيلة حاشد بمحافظة عمران مطلع 2013، كان هناك بطل يقف على شوامخ "دنان" بمديرية العشة يرقب المشهد عن كثب.
ذلك المشهد أشعل فيه شعلة الحمية على وطنه وأرضه، فالتحق صاحب الـ 23 عاماً بصفوف المقاومة الشعبية لردع المليشيا. إنه البطل "ابراهيم صمع" من أبناء العصيمات بمحافظة عمران.
أخذ ابراهيم موقعه في الصفوف الأولى بجبل "دنان" متسلحاً وازعه الوطني وشجاعة قلبه، فقارع المليشيا وكأنه سدٌ منيعٌ، حسب وصف رفاق درب نضاله، حيث ضرب أروع صور الفداء والثبات.
تحدث إبراهيم عن تلك التضحيات لموقع "يني يمن"، قائلاً: "احتدمت المعركة في سوق الخميس بمنطقة دنان بين الحوثيين والمقاومة من أبناء حاشد نهاية 2013، يومها أطلق الحوثي علينا قذائف الهاون بشدة. انبطحت أرضاً لتسقط قذيفة على كلتا ساقي أدت إلى بترهما كلياً، على إثرها تم اسعافي إلى المستشفى."
ورغم الضرر الذي لحق بابراهيم ذلك اليوم، وانكسار محافظة عمران أمام الحوثيين، إلا أن حمية إبراهيم على وطنه لم تنكسر، وظلت معنوياته شامخة.
تحولات سياسية وثبات على المبدأ
تعاظمت الأحداث على الواقع اليمني، وسقطت العاصمة صنعاء، وأضحت محافظات الجمهورية في فترة زمنية وجيزة تحت مرمى تهديد الحوثي.
هرع الأبطال يتجمعون، تحت راية الشرعية، إلى إنقاذ آخر حصون الجمهورية وقلاعها، مدينة مأرب، التي كادت تلك المعاول أن تهدمها.
احتدمت معركة الحرب بسبأ الحضارة، فصال الأبطال الشجعان بين دخان المعركة. وها هو "إبراهيم" يتصدر طليعة الأبطال من جديد. يكّر بذراعيه الفولاذيتين على أرض المعركة تارة، وتارة أخرى يصوب بهما بندقيته في وجوه خصوم الوطن.
استمر إبراهيم في نضاله، والتحق بالوحدات العسكرية للواء التاسع مشاه، يتصدر المتارس الأمامية، لكن هذه المرة في محافظة الجوف، بحدود محافظة عمران.
عزيمة لا تقهر
في الصفوف الأولى بوادي "وقز" بجبهة المصلوب في الجوف، وجدنا ابراهيم في مترسه الأمامي يرقب بعينية الثاقبتين خط تماس الخصوم. يحدثنا عن معنوياته المرتفعة وأنه في "جهاد وواجب وطني، ولن يبرح أرض المعركة حتى النصر أو الشهادة."
رفاق دربة وقادة الكتائب يقولون إنه "كلما فترت العزائم رأينا ابراهيم في مترسه فتزداد المعنويات لدينا."، أركان حرب اللواء التاسع سابقاً، عبد الغني هزاع، تحدث عن إبراهيم قائلاً: "على المخلفين في منازلهم أن يقتدوا بإبراهيم ويحذوا حذوه تجاه وطنه. ونحن واجبنا تجاه ابراهيم تعويضه بأطراف صناعية تعينه على مواصلة العيش."
توجه ابراهيم مؤخراً إلى دولة مصر الشقيقة لتركيب ساقين صناعيتين على نفقة الدولة، ويأمل إبراهيم أن يعود من رحلته في أسرع وقت ممكن إلى حيث تعشق نفسه، خطوط التماس مع العدو.
التعليقات