اللاجئون في مأرب.. أزمة مضاعفة
شهدت مدينة مأرب السبأية خلال الفترة ما بين (2015-2018) ازدهاراً مبهراً في تشييد المباني والمنشئات الخدمية وسفلتة الطرقات ورص وتشجير أرصفتها. لكن ثمة معضلة تشوب هذا الازدهار، تترك انطباعاً سلبياً عند الوافدين إلى مدينة مأرب. فبالرغم من تشجير أرصفة شوارع مدينة مأرب وتزيينها بأشجار "الدمس" وهو أعلى سعراً من شجر "الفيكس"، والاعتناء بها، إلا أن معظم تلك الأرصفة كـ (شارع المحافظة وسبأ فون والبنك) أمسى ما بين شفق وغسق كمرفأ للنازحين الأثيوبيين والصوماليين، الذين تقذفهم أمواج النزوح، لترسوا فيها قوارب مآسيهم بمرور الأيام! تقريبا لا يخلوا ظل كل شجرة على تلك الأرصفة من شخص أو شخصين (ينامون أو يمضغون القات أو يتعاطون السيجارة والتبغ أو يتناولون وجباتهم اليومية)، بل وصل بهم الحال إلى أن يستحموا هناك!! مستخدمين أثاثهم وأغراضهم المعيشية البسيطة مثل (الاسفنج والوسادة والأوعية والصحون) للوجبات الخفيفة. أما ملابسهم وحوائجهم الشخصية، كالصابون والشامبو والزيوت وأدوات الحلاقة وما شابهها، فقد جعلوا من أغصان شجرة الزينة "شماعة" لتعليق أشيائهم وتجفيف ملابسهم. أما المخلفات فيضعونها على حواف أرصفة الطريق مما يسبب عرقلة لحركة المشاة على تلك الأرصفة. من المسؤول؟ وفي تصريح خاص لموقع "يني يمن"، اكتفى المسؤول الإعلامي في مكتب التحسين والنظافة بالمحافظة، ياسر حنتوس، بقوله" "إن هذا المظهر غير لائق بصورة المدينة التي تعد عاصمة اقليم سبأ؛ لاسيما والنازحون من خارج اليمن في ازدياد وليس أمامهم سوى اللجوء للأرصفة." ومن جانبه قال القائم بأعمال مدير مديرية مأرب، ناصر حسين، إن "النزوح من خارج اليمن يشكل في الأساس عبئاً ثقيلاً على المحافظة كون النزوح إليها في تزايد ملحوظ من داخل محافظات الجمهورية"، مضيفاً بأن النازحين من اثيوبيا والصومال "غير النظاميين لا يلتزمون بالنظام في المدينة"، مشيراً إلى أن قبائل وأهل مأرب يقومون بمساعدتهم في المأكل والمشرب. وحول ما قام به المجلس المحلي تجاه هذه المشكلة، أوضح حسين أن "بعض النازحين قبل شهور قاموا بنصب خيام و(صنادق) للسكن على بعض الأرصفة، فقام المجلس المحلي برفع تلك المخالفات إلى الجهات المختصة - أمن المحافظة - وقاموا بإزالتها من الشوارع والأرصفة. وأضاف حسين: "على مكتب التحسين بمأرب تحمل مسؤوليته، كونه الجهة التي تتحصل رسوم النظافة والتحسين"، ودعا حسين المنظمات الدولية لحقوق الإنسان المتواجدة فروعها بمأرب "تحمل جزءاً كبيراً في استيعاب النازحين الأجانب وإيجاد الحلول المناسبة لذلك." حلول مقترحة سكرتير المجلس المحلي لمدينة مأرب،.....، اقترح ثلاثة حلول لمنع حدوث مثل تلك الممارسات وهي: توفير وسيلة نقل لمكتب النظافة بشكل دوري لمراقبة هذه الأعمال ومنع تواجدها، تجاوب الجهات المختصة بالضبط والتعاون مع مكتب التحسين والنظافة لمنع استمرار تلك الممارسات، والقيام بحملات وبرامج توعوية وحملات ميدانية لنظافة الشوارع والطرقات من قبل منظمة اليونيسف وصندوق التحسين بالمحافظة. ومع ديمومة النزوح المستمر إلى مدينة مأرب من الداخل والخارج، يظل العبث بشوارع وأرصفة المدينة في خطر مستمر، فما إن تدب حياة الجمال فيها، إلا وتتبعها موجة نزوح جديدة، ليذبل معها جمال المدينة من جديد لتنتظر ربيعاً آخر قد لا يأتي.

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.