"يني يمن" يعيد نشر حوار سابق مع الشهيد "علي عميسان" قائد جبهة المخدرة (مأرب)
جبهة المخدرة أو "كفة الترجيح" كما يسميها البعض، تتبع محافظة مأرب مديرية الجدعان، وتبعد قرابة 45 كيلو عن مركز المحافظة باتجاه الغرب. تمتد بامتداد جبال "هيلان" باتجاه العاصمة صنعاء، ويحدها من جهة الجنوب جبهة صرواح، ومن الشمال الطريق الاسفلتي ما بين مأرب وصنعاء. سميت بالمخدرة لوجودها على طريق "مخدورة" بين جبل هيلان وجبل مرثد، الذي يمتد من صرواح حتى الخط الواصل ما بين صنعاء ومأرب. مراسل "يني يمن"، علي المضعلي، استضاف قائد جبهة المخدرة، العميد علي سعيد عميسان، في حوار صحفي ناقش خلاله جملة من القضايا المتعلقة بالجبهة وأهمية المعارك الدائرة فيها، وكذلك المعوقات التي تحول دون النصر والتحام المخدرة بجبهة "صرواح".
صف لنا جبهة المخدرة بشكل مختصر؟
مرحباً بكم، ونشكر زيارتكم لجبهة المخدرة. تتكون الجبهة من اللواء الثالث و12 كتيبة تعود تشكيلتها العسكرية إلى عدة ألوية متواجدة في عدة جبهات كنهم وصرواح. مساحة الجبهة تقدر (طول باتجاه /شرق × غرب/  40 كم )× (عرض بحوالي 2 إلى 13كم)، إلا ان العدو لايزال حتى الان يسيطر على مرثد وهيلان.
متى بدأت الحرب في جبهة المخدرة؟
بدأت المعارك هنا في شهر إبريل2015، حينما أراد العدو الالتفاف على مدينة مأرب من جهة صرواح عبر طريق المخدرة، ما بين جبل مرثد وجبل هيلان، وقطع الطريق بين المدينة ومعركة معسكر "ماس" الواقع شمال غرب المخدرة. فتصدت له المقاومة من أبناء المديرية وتم ردع العدو حينها وتم دعم الجبهة ببعض الوحدات العسكرية.
في تاريخ 22/6/2016 تم تحرير جبل "مرثد" وعدة مواقع منها "المشجح"، فلماذا تخليتم عن جبل مرثد؟
نحن لم نتخلى عنه! نحن تركنا الجبل بعد أربعة أيام من التعب والسهر، والجهد الكبير وطول الانتظار للدعم والإمداد من وحدات الجيش التي للأسف لم تأتي فاضطررنا للانسحاب.
لماذا تأخر الإمداد؟
السبب يعود للمنطقة العسكرية الثالثة كونها دعمت بكتيبتين فقط، وهي تعرف أن الكتيبتان لن تفي بالغرض، كون الجبهة اتسعت حيث تم تحرير أكثر من 22 موقع. هناك ضعف في الإرادة والترتيب وعدم التخطيط الجيد المسبق، فأحياناً التخطيط بعد السيطرة أهم من قبلها.
هل لازالت الـ22 موقعاً بأيديكم؟
نعم، باستثناء موقع جبل مرثد.
ما طبيعة المعركة حالياً في جبهة المخدرة؟
هناك استبسال من الوحدات المرابطة في المخدرة، رغم محاولة العدو استرجاع ما فقده من مواقع وقطع الخط بين جبهة نهم (المنطقة السابعة) ومأرب، غير أنه يواجه رداً عنيفاً من أبطال الجيش. كما أن المخدرة تختلف عن بقية الجبهات من حيث التمسك بالمواقع التي يتم السيطرة عليها ولا يمكن أن نتراجع عنها.
بالرغم أهمية المخدرة، كيف تنظر القيادة السياسية والعسكرية لها؟
الاهتمام لا بأس به، غير أن هناك أسباب ضعف لذلك كون جبهة المخدرة تختلف عن الجبهات الاخرى حيث الجبهات الاخرى تتكون من ألوية بجميع عتادها بينما المخدرة تتكون من اللواء الثالث والبقية كتائب من ألوية متفرقة من عدة ألوية من (السابعة والثالثة) وهي متواجدة أساساً في مناطقها وهذه الألوية لا تهتم مالياً ولا إدارياً ولا لوجستياً بالكتائب الموجودة في جبهة المخدرة، فيركز القائد على دعم كتائبه المتواجدة معه وينسى الكتيبة التي بالمخدرة. وحين نرفع بهذا لرئاسة هيئة الاركان يتم الرد لنا أن المستحقات والنفقات ترفع لقيادة المناطق وقيادة المناطق توزعها على قيادات الألوية. ومن هنا يتم التطنيش لكتائب المخدرة.
أليست هذه الكتائب تابعة للجيش ولها مستحقات؟
نعم، وأسمائهم في كشوفات الرواتب، وإذا تم مطالبة قيادة الألوية يطالبوننا باسترجاعهم إلى اللواء ويتم الصرف لهم. ويبررون ذلك أن ما يصلهم لا يفي لتغطية الكتائب التي تحت أيديهم.
كيف تتعاملون مع هذه الإشكالية؟
نحن تأتينا حصة بترول من قيادة المنطقة العسكرية الثالثة لا تكفي كتيبة، ومع ذلك نوزعها على الكتائب. وبالنسبة للذخائر فيتم استلامها من المنطقة الثالثة. كما أن هناك أفراد ضمن الجيش وكشوفاته، لكن لم يتم تسليحهم، ويحملون سلاحهم الشخصي فقط، وهم مجبرين على مواجهة العدو.
ما أسباب ذلك؟
هذه الوحدات مروت بمعارك مستمرة، في الوقت الذي كان هناك ألوية تتشكل خارج جبهة المخدرة، وكان يتم تسليحهم، وهذا ما كانت تبرر به لنا القيادة العسكرية.
متى ستلتحم جبهة المخدرة مع صرواح ثم السيطرة على جبل هيلان؟
بعد النظر إلى هذه الوحدات وإعطائها مالها وإلزامها بما عليها من حقوق، وترتيب الوحدات ترتيب عسكري، واستبدال الأسلحة الخفيفة والثقيلة التي أُتلفت بفعل ألغام العدو وخرجت عن جهوزيتها. أهمية الجبهة تأتي من حيث أنها تمثل ضربة للعدو من الخلف، ليصبح محاصراً في مواقع بصرواح. ولذلك قبل استشهاد الشدادي كان يتصل علي اللواء الشدادي ويقول:
"شدوا حيلكم من المخدرة وبا نلتقي في صرواح."
كنتم تتلقون دعماً مالياً مباشراً من التحالف هل لازال الدعم مستمراً إلى اليوم؟
الدعم هو كان عبارة عما نسميها (صرفه يوميه للأفراد)، لكنها الآن نقصت بشكل كبير.
ماذا عن الجرحى، من يقوم بعلاج جرحاكم؟
نحن قمنا بعلاج عدد بسيط قرابة 50 جريح في الخارج من دعم التحالف (الصرفة)، وما بين 10-15 جريح على حساب اللجنة. وهناك جرحى تعالجوا على حسابهم الخاص، وهذا محرج للغاية، ونحن لا زلنا نتواعدهم حتى يأتي الفرج.
هل تشهد الوحدات لديكم تقهقر في عدد الأفراد؟
لدينا نقص في بعض الوحدات بسبب اشكاليات إدارية، أو سقوط أسمائهم من كشف الرواتب، أو عدم تسوية في رتبهم العسكرية. وبالنسبة لتجنيد بدلاء عن الشهداء، فلا يوجد تجنيد، لأنني لا أملك ألوية بحيث أضم أفراداً "بدل فرار" وإنما يتم التعزيز على طريقتنا الشخصية ومتابعة الشخصيات القبلية.
هل تم زيارة الجبهة من القيادة العسكرية؟
قيادة المنطقة العسكرية الثالثة تزورنا، وهناك زيارتين من اللواء المقدشي حين كان رئيساً لهيئة الأركان. وبالنسبة لرئيس هيئة الأركان، العقيلي، لم يزرنا بعد.
والمؤسف أن نائب رئيس الجمهورية يزور المنطقة العسكرية السابعة ويمر من جوار المخدرة ولم يكن منه حتى زيارة بسيطة للجبهة.
أين القيادة السياسية مما يحصل هنا؟
نحن ندعو القيادة السياسية إلى أن ينظروا إلى جبهة المخدرة، ليس لشخص قيادتها أو أفرادها، ولكن لأهميتها الاستراتيجية والعسكرية على مستوى المنطقتين العسكرية الثالثة والسابعة. لأن حدوث شيء، في هذا المكان سيؤثر على الشرعية الكثير بشكل عام. كما ندعوهم إلى النظر إليها، والنزول المباشر للنظر في نواقصها، حالهم كحال الجيش الوطني، ويعطون وحداتنا ما تستحق من رواتب وأطقم وكل أشيائها التي تخص المعركة، أسوة بالوحدات العسكرية الأخرى ليس أكثر.
لو امتلكت جبهة المخدرة القوة الكافية من العتاد، كيف تكون المعادلة؟
ستكون المعادلة مرجحة، يرون بأعينهم مالا تسمعه أذانهم، وستكون الاستفادة والتحرير الأكبر.
وصلنا إلى ختام الحوار، هل لديكم ما تضيفوه؟
أريد أن أؤكد على أن أفراد جبهة المخدرة من خيرة المقاتلين الصابرين رغم شحة الإمكانيات، لكن هذه النوعيات أحياناً إذا استمر التقصير بأشيائهم، قد ينقلبون للعكس أو يضعف الأداء. لذلك نرفع رسالة لرئيس الجمهورية، ونائب الرئيس، ورئيس الحكومة، ورئاسة الأركان، وقيادة المنطقة العسكرية والسابعة، بضرورة النظر إلى الجبهة بما تستحقه من أشياء، مقارنة بالوحدات الأخرى. وأن يتعاملوا معنا معاملة عسكرية بحته، فنحن بشعر أن نظرتهم لنا نظرة قبلية ليس إلا.

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية