لماذا لا تدفن الشرعية اتفاق ستوكهولم ؟

ألحق اتفاق ستوكهولم أكبر الضرر بسمعة الشرعية وهيبتها ، لأنها قبلت بتجزئة المعركة مع عصابة الحوثي ومكنتها من التحضير للحرب وتعزيز الجبهات الأخرى ومكنتها من تجنيد الأطفال والشباب الواقعين تحت سيطرتها والزج بهم إلى الجبهات لمواجهة الشرعية ، بهذا الاتفاق ظهرت الشرعية وكأنها جزر متباعدة لا يجمعها أي رابط ، وهاهي نتائج هذا الاتفاق تظهر جلية في استماتة هذه العصابة بمهاجمة مأرب وتوقف جبهة الحديدة ، وهذا يحتم على الشرعية إعلان عدم التزامها بهذا الاتفاق وتوحيد المعركة كما قال طارق صالح من مارب إلى الساحل والملتقى صنعاء .

إذا كانت إيران وعصابة الحوثي والحشد الشعبي وحزب الله يتحدثون عن واحدية المعركة وجعلوا من اليمن ساحة لحربهم ، فلماذا لا تكون واحدية معركتنا نحن مع هذا الإرهاب الذي يمتد من إيران إلى صنعاء عبر العراق ولبنان ؟ إذا كان الحاكم العسكري الإيراني في صنعاء حسن إيرلو يعتبر اليمن القلب النابض في جبهة المقاومة واليد العلياء في محور المقاومة ، فإن الاستمرار في اتفاق ستوكهولم سيكون ضربا من الخيانة وتفريطا بالشرعية.

الشرعية تدافع عن المشروع الوطني ، وهو مشروع معركة الاستقلال الوطني وهو نقيض الانقلاب ونقيض المشروع الصهيوني في المنطقة الذي يتجلى بالتعاون الإيراني السري من ناحية وبالتطبيع العلني من ناحية أخرى ، وبالتالي فإن المشروع الوطني تعبير عن الكل الوطني ، وهو ليس ملكا لحزب أو جماعة بل ملكا لمن يستطيع تحمل استحقاقاته وحمايته من أي تدخلات خارجية وحرفه عن وجهته الوطنية .

لن ينتصر اليمنيون على الإرهاب الحوثي التابع لإيران مالم يحارب من في مارب مع من في الساحل معا الساق بالساق والمنكب بالمنكب ، من أجل كرامة الشعب اليمني ، وإحقاق الحق ، وكسر الحلقات المفرغة التي تعيق إلحاق الهزيمة بعصابة الحوثي الإرهابية ، وما أسهل هزيمتها إذا توحدت الأصابع على الزناد وصوبت البندقية إلى صدرها .

لماذا تتخلى الشرعية عن عناصر وأوراق قوتها وتتركها في متناول الإرهابيين ؟ فأين هي قرارات مجلس الأمن ، ولماذا تتخلى عنها الشرعية ؟ ولماذا تترك الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن يتحركون خارج إطار القوانين الدولية ؟ أليست الأمم المتحدة هي الوصي على القرارات الأممية والقانون الدولي ؟ فأين الدور الدبلوماسي الذي يقود معركة الدفاع عن القوانين الدولية التي رمت بها عصابة الحوثي عرض الحائط بسبب غياب الدور الدبلوماسي من قبل الشرعية .

أليست مأرب مدينة للسلام ، فلماذا يصمت المجتمع الدولي عن مهاجمتها من قبل عصابة الحوثي الإرهابية وهي المدينة التي تمثل التعايش بين مختلف اليمنيين ؟ يعود السبب في ذلك إلى أن المجتمع الدولي بكل بساطة لا يدري ما الذي يجري هناك ، بسبب تقصير إعلامي ودبلوماسي تتحمل الشرعية مسؤليته .

لماذا المجتمع الدولي يقفز اليوم على النقطة الأساسية والمحورية وهي أن عصابة الحوثي الإرهابية انقلبت على الشرعية واستولت على العاصمة صنعاء بالقوة ؟ ولماذا التباكي على الوضع الإنساني وهو نتاج انقلاب هذه العصابة التي أقدمت على تصفية حتى حليفها الرئيس السابق علي عبدالله صالح ؟ لقد أضعنا سبع سنوات من التراخي بكلفتها الكبيرة تجاه الانقلابيين الذين قتلوا ودمروا وزرعوا الأرض بالألغام وملؤا الوطن بالنازحين والمهجرين قسريا .

ولا نعفي حزبي المؤتمر والإصلاح من هذا الانقسام الذي امتد لاصطفاف مع محاور إقليمية ، هذا الانقسام يتكئ على أحداث ٢٠١١ ، التي يفترض أن الواقع قد تجاوزها بعدما توحد الجميع في التهجير وفي الإقصاء ، لكن ذلك لم يكن كافيا على ما يبدو خاصة وأن هناك أصواتا تظهر من داخل هذين الحزبين تخذل اليمنيين مجددا من خلال التعاطي مع ما يجري في مارب وكأن سقوطها سيشفي غليل حقد مدفون .

ولا ننسى أن نعرج على المملكة العربية السعودية بوصفها من يقود تحالف دعم الشرعية ونذكرها بأن حدودها محاطة بالأدوات الإيرانية وأن حدودها مع اليمن تبلغ ١٤٧٠ كيلو متر ، ونقول لها إن التعاطي مع الحرب في اليمن بهذه الطريقة سيجعل إيران تنتصر بأقل كلفة ، وأن هزيمة إيران لن يتحقق إلا بإزالة الصورة الذهنية التي رسمتها الإمارات عن الشرعية وإعادة تصحيحها بتسليح الشرعية والعمل معها على تحقيق القرار الأممي ٢٢١٦ ، على المستوى العسكري والدبلوماسي ، وأن الاعتماد على الحلفاء الخارجيين سيقدم المملكة قربانا لإيران .

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية