صنعاء: 11 مسلحاً يهاجمون محامي الأغبري بعد حكم بإعدام القتلة

اعتدى مسلحون يعتقد انتماؤهم لمتهمين بقتل الشاب عبدالله الأغبري، اليوم الأحد، على محامي أولياء الدم وضاح قطيش، لحظة مغادرته محكمة ابتدائية وسط العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي.

وأصيب قطيش بجرح غائر في الوجه، نقل على إثره إلى مستشفى أهلي جنوبي صنعاء، بعدما طعنه "أحد هؤلاء المعتدين الذين لهم علاقة بقضية الأغبري" وفق ما نقلته منصة "يمن فيوتشر" عن زميله المحامي يحيى الحمري.

ووقع الهجوم عند الساعة 12 ظهر اليوم الأحد، في محيط محكمة جنوب غرب أمانة العاصمة صنعاء الخاضعة لسلطة الحوثيين منذ سبتمبر/ايلول 2014.

وقال الحمري: "حوالي 11 شخصا هاجمونا بآلات حادة، وبدأوا الاعتداء على وضاح، واستطعت الهرب إلى إحدى السيارات القريبة".

وأضاف "في تلك اللحظة، أحد هؤلاء المعتدين الذين لهم علاقة بقضية الأغبري طعن وضاح في الوجه وأحدث به جرحا كبيرا".

وتابع: "أراد المعتدي أن يضرب وضاح مرة أخرى، قبل أن يتدخل أحد أفراد الشرطة العسكرية لمنعه، لكن آخرين واصلوا الاعتداء عليه بالضرب".

وأشار المحامي الحمري، في إفادته، إلى أنهم تلقوا تحذيرا بعد صدور الحكم النهائي أمس السبت بإعدام أربعة من قتلة الأغبري.

وكانت المحكمة العليا الخاضعة لسلطة ميليشيا الحوثي في صنعاء، أيدت أمس السبت، حكما استئنافيا في قضية قتل الشاب العشريني عبدالله الأغبري الذي أدى احتضاره في اغسطس/اب الماضي تحت تعذيب وحشي، إلى أكبر احتجاج شعبي في مناطق نفوذ الميليشيات شمالي اليمن.

وقال محامي عائلة الأغبري، قطيش، إن المحكمة العليا في صنعاء أيدت الحكم الاستئنافي"بجميع فقراته بإعدام المتهمين من الأول حتى الرابع والحكم بالسجن خمس سنوات للمتهم الخامس مع دفع دية مغلظة".

وعدَل الحكم الاستئنافي، الصادر في ديسمبر العام الماضي، حكما ابتدائيا إلى الإعدام لأربعة مدانين فقط بدلا عن خمسة، وتخفيف العقوبات بحق المتهمين الخامس والسادس، ضمن إجراءات قضائية متباطئة حسب محامين، أغفلت الحق العام، وأبقت الباب مفتوحا بشأن دوافع الواقعة المروعة.

والمتهمون المحكوم عليهم بالإعدام هم: عبد الله حسين ناصر السباعي، وليد سعيد صغير العامري، محمد عبدالواحد محمد الحميدي، دليل شوعي محمد الجربة، فيما تم الاكتفاء بسجن المتهم الخامس، منيف قائد عبدالله مغلس، خمس سنوات بدلاً من حكم الإعدام، وسجن المتهم السادس عبدالله إسماعيل القدسي، 6 أشهر بدلاً من عامين.

ولقي الشاب عبدالله الأغبري حتفه في 26 أغسطس الماضي على يد "عصابة" مكونة من عدة أشخاص، أثناء جلسة تعذيب استمرت 6 ساعات، في جريمة قوبلت بغضب عارم بعد تسريب مقاطع فيديو وصور عن هذه الجريمة التي لا يزال الغموض يشوب تفاصيلها.

وتحولت الجريمة إلى قضية رأي عام، وسط مطالبات حقوقية وشعبية بالقصاص من المنتهكين وإدانة الجريمة مجتمعيا تجنبا لتزايد مؤشر الجريمة بين أوساط المجتمع.

وتحاول ميليشيا الحوثي إخفاء الجرائم التي يرتكبها عناصرها وقياداتها في صنعاء والمحافظات التي تسيطر عليها، إلا أن التسريبات التي تظهر بين الحين والآخر تدل على الفوضى الأمنية وازدهار العصابات الإجرامية، رغم احترازات الميليشيا بعدم وصول الجرائم إلى وسائل الإعلام، وعدسات الراصدين.

وأحصى تقرير الطبيب الشرعي، عددا صادما من آثار التعذيب الوحشي الذي تعرض له الأغبري، بينها "573 جلدة بالأسلاك، و187 صفعة، و88 لكمة"، كما أضيف في قرار اتهام النيابة أن "الخمسة المتهمين انهالوا عليه عدوانا بوسائل وحشية مباشرة، بمختلف أنواع التعذيب ركلا وضربا وزبطا، كانت كافية لإزهاق روحه".

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية