أشاد بمليشيا الحوثي وبارك جرائمها.. هل قبض الشيخ السلفي "المهدي" ثمن دماء طلبة (دار الحديث) بمأرب ؟
"رضي الله عنك، كنت أحبك من خلال الصورة، أما الآن فأنا أحبك زيادة، والله العظيم"، بهذه الكلمات عبّر الشيخ السلفي المشهور محمد المهدي، عن حبّه وإعجابه، بالقيادي محمد علي الحوثي، بعد أيام من استهداف مليشيا الحوثي لـ"دار الحديث" التابع للسلفيين جنوبي مأرب، بصاروخ باليستي، أسفر عن مقتل عشرات الطلاب.
 
جاء ذلك خلال لقاء بصنعاء، ترأسه محمد علي الحوثي، عضو ما يُسمى بالمجلس السياسي الأعلى للحوثيين، وضمّ الشيخ السلفي المعروف في إب محمد المهدي، رئيس جمعية الحكمة، ومعه مجموعة من مشائخ السلفية في إب وتعز، لمناقشة مواضيع تسعى المليشيا لفرضها على البنوك الأهلي، حيث طلب القيادي الحوثي من مشايخ السلفية التركيز على محاربة الربا، وفق وسائل إعلام حوثية. 
 
وفي اللقاء، بارك الشيخ السلفي محمد المهدي، التقدمات التي تحققها مليشيا الحوثي في جبهات القتال، وعبّر عن سروره بسقوط خمس مديريات في شبوة ومأرب، بأيدي المليشيا، واصفًا ذلك بـ"العجائب"، بحسب فيديو تداوله نشطاء. 
 
كما أشاد المهدي بما أسماه "الأمن والرخاء" في محافظة إب الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي، في تزوير مفضوح لواقع المحافظة التي تشهد أعلى معدل للجريمة والانتهاكات الحوثية، بين المحافظات الأخرى.
 
ظهور الشيخ السلفي محمد المهدي، إلى جوار القيادي الحوثي، في لقاء علَت فيه القهقهات واتسعت الضحكات، بحسب الفيديو الذي وثّق جانبًا من اللقاء، أثار جدلًا واسعًا في أوساط الصحفيين والنشطاء، لا سيما أنه جاء عقب استهداف مليشيا الحوثي لمركز دار الحديث الذي يديره الداعية السلفي البارز يحيى الحجوري، بقرية العمود بمديرية الجوبة، بصاروخ باليستي أسفر عن مقتل نحو 50 شخصًا من طلاب المركز.
 
ورقة حوثية
 
رئيس مركز أبعاد للدراسات، عبدالسلام محمد، فقال: "الحوثيون كما إيران أجادوا استخدام التيارات الأيدلوجية حتى المتصادمة معهم".
 
وأضاف في تغريدة تابعها، أن الحوثيين "استخدموا داعش في البيضاء، وعند دخولهم بيحان شبوة سبق دلك دخول عشرات من مقاتليها تحت غطاء جماعة التبليغ، واستخدمت السلفيين في وساطات وهمية، وتحولت مراكزهم وبعض الصوفية إلى بؤر ارباك بعد اختراق الحوثيين لها".
 
 
مغزى خطير
 
من جانبه، اعتبر الناشط طارق عبد السلام الشعيبي أن "اجتماع الشيخ السلفي محمد المهدي مع محمد علي الحوثي في هذا التوقيت، له دلالة ومغزى خطير".
 
وقال الشعيبي: "من خلال اللقاء، أرسل الحوثي رسالة للعالم أن السلفيين أصدقاؤهم، وأن ما حصل في الحجوري حالة استثنائية".
 
وأكد الشعيبي أن "قبول الشيخ المهدي الظهور في هذا التوقيت وقبل مرور أقل من أسبوع من تطاير اشلاء سلفيي الحجوري بمأرب، يدل فيما لايدع مجالًا للشك، أن المهدي استلم ثمن دماء طلبة الحجوري في مأرب".

مشيرًا إلى أن المهدي أراد أن "يسوق نفسه للحكام الجدد باعتباره شيخ السلفيين الأول في حظيرة طاعة ولي الأمر الحوثي". 
 
وعبّر الشعيبي "عن خيبة أمله في السعودية، والتي أهدرت ملايين الريالات على أذرع باعتها لإران مع أول مواجهة".
 
 
استمتاع بالانقلاب
 
الدكتور فؤاد البنا، علق على اللقاء بالقول: "ليست المشكلة في أن يقابل محمد المهدي محمد علي الحوثي، فقد يكون مضطرا لذلك، ومن المعلوم أن أكل لحم الميتة والخنزير جائز عند الضرورة". مضيفُا "لكن الضرورة تقدر بقدرها، كما تنص قواعد الشريعة الإسلامية". 
 
وقال البنا "إنما تكمن المشكلة في أن المهدي لم يقف عند حدود الضرورة، بل ذهب نحو الاستمتاع بالانقلاب، حيث أثنى على الوضع الذي أحدثه والمناطق التي أسقطها".
 
ووفق الدكتور البنا، فإن محمد المهدي كان "يضحك وعلامات الابتهاج بادية عليه، وأكد على أن الأمن مستتب وأن المجرمين ترتعد فرائصهم من الحوثيين".
 
وأضاف ساخرًا: "وكان ينقصه القول بأن الراكب يسير من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلا الله والذئب على غنماته!!
 
وبحسب البنا، فإن "الأشد من ذلك أنه حلف يمينا بالله بأنه كان يحب محمد على الحوثي من الصورة وأنه صار يحبه أكثر بعد أن التقاه مباشرة"!
 

العشق الممنوع
 
فيما علّق الناشط عبدالله صالح الدميني، على الصورة التي جمعت المهدي بالقيادي الحوثي، بالقول: "محمد علي الحوثي الشيعي الاثناء عشري وجنبه الشيخ محمد المهدي الذي الّف الكتب ضد الشيعة والذي كان يخطب ويذكر الناس بخطر الشيعة". مضيفًا "زمان وسخ ابن وسخ".
 
وفي تدوينة أخرى على حسابه بالفيسبوك، وصف الدميني لقاء مشايخ السلفية بالحوثي، بـ"العشق الممنوع"، معتبرًا أن أن الشيخ محمد المهدي أحد مشايخ الامن القومي "يكمل مشروع عمهم عفاش".
 
وأضاف ساخرًا "طلعوا الحوثيين دولة بشهادة محمد المهدي الذي اشبعنا خطب عن الشيعة والحوثي".
 
وتأتي هذه اللقاءات الودّية بين مشايخ السلفية بقيادات المليشيا الحوثية، رغم الجرائم البشعة التي مارستها المليشيا ضد السلفيين، والتي أولّها تهجير آلاف السلفيين من دماج بصعدة، مطلع يناير 2014، بعد حصار خانق دام شهرين، وليس آخرها قصف مركز دار الحديث في مديرية الجوبة بمأرب، بصاروخ باليستي، ومقتل نحو 50 من الطلاب السلفيين، بعد أن كان المركز بديلا لدار الحديث في دمّاج الذي هُجّرتهم منه المليشيا الحوثية.

*الجوزاء

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية