أحداث لا تُنسى: كيف أطاحت ثورة سبتمبر بحكم الإمامة؟
فوضى شاملة وأوضاع أمنية ومعيشية متردية.. مليشيا الانتقالي تبدد سلم وأمان جزيرة سقطرى

دخلت محافظة أرخبيل سقطرى مرحلة جديدة من اللادولة، والانفلات الأمني، وانتشار السلاح والميليشيات، منذ سيطرة الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، على الجزيرة، في 19يونيو/حزيران 2020، بعد مواجهات دامية مع القوات الحكومية.

فوضى شاملة وأوضاع أمنية ومعيشية متردية خلفتها ميليشيا الانتقالي الجنوبي المستقدمة من محافظات يمنية أخرى، في الجزيرة الآمنة والمسالمة.

صباح الثلاثاء، 7 ديسمبر/كانون الأول 2021، اندلعت اشتباكات عنيفة بين جنود سقطريين ومرتزقة جلبتهم مليشيا الانتقالي من خارج المحافظة، في منطقة نوجد جنوب الجزيرة، على خلفية اعتداء مسلحين من الضالع على أحد جنود الكتيبة العسكرية، وخلفت جرحى من الطرفين.

سلاح متفلت من يد الدولة، وميليشيات لا تحتكم إلى أي عرف أو قانون، مشكلة مثلت كابوسا في حياة السقطريين، واخترقت مجتمعهم المسالم، وتجره عنوة إلى فصل دموي يخالف طبيعة الانسان السقطري.

في حديثه لـ "المهرية نت" يقول الصحفي أحمد ثاني أن "الاعتداءات على السقطريين من قبل العناصر التي استقدمتها مليشيا الانتقالي من خارج المحافظة هو خدش في سلمية أبناء سقطرى وغير مقبول وسيكون لأبناء سقطرى كلمتهم لوقف عبث الميليشيا".

وأضاف ثاني "العناصر التي استقدمتها ميليشيا الانتقالي من خارج الجزيرة عبارة عن مجموعة همج ولا يفهمون طبيعة سقطرى المسالمة التي تنبذ العنف، وليست المرة الأولى التي يعتدون بها على أبناء سقطرى فقد سبقها اعتداء بالقنابل على أبناء منطقة سرييهن".

وبحسب ثاني فإن "أبناء سقطرى يحملون الحكومة الشرعية المسؤولية الكاملة لما يتعرضون له من اعتداءات من قبل ميليشيا الانتقالي".

وأكد ثاني وجود وانتشار أسواق سواد لبيع الأسلحة المنهوبة من المنشئات العسكرية والأمنية في محافظة أرخبيل سقطرى.

وبحسب تقارير دولية ومحلية فإن الإمارات تدخل بشكل مستمر أسلحة مختلفة إلى الجزيرة، دون علم الحكومة الشرعية وبصمت سعودي، ضمن دعمها المستمر للانتقالي الجنوبي في الجزيرة.

 

مسلسل طويل من الاعتداءات

اعتداءات مليشيا الانتقالي المسلحة على أبناء جزيرة سقطرى تكررت لأكثر من مرة، في صورة تؤكد نهج الميليشيا وإصرارها على العبث بأمن الجزيرة، ومحاولات تركيع أهلها، تنفيذا لمخطط إماراتي بالسيطرة على الجزيرة، ضمن حسابات وصراعات دولية معقدة.

في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2021 نفذت ميليشيا الانتقالي الجنوبي حملة مداهمات واعتقالات واسعة طالت العديد من أبناء المحافظات الشمالية المقيمين في جزيرة سقطرى، بتهمة "العمل في خلايا نائمة لصالح جهات معادية للانتقالي".

وفي 9 أكتوبر/تشرين 2021 الأول اعتدت مليشيا الانتقالي، على باخرة نفطية تابعة لرجل الأعمال أحمد العيسي في ميناء محافظة أرخبيل سقطرى، واختطفت مدير المحطة، وأقدمت على قطع حبل الباخرة من رصيف الميناء لأسباب مجهولة.

كما اندلعت اشتباكات مسلحة في 11 نوفمبر/تشرين الثاني2021، بين أفراد من الحزام الأمني من أبناء سقطرى وآخرين استقدمهم المجلس الانتقالي من محافظة الضالع، أثناء عملهم جميعاً في نقطة أمنية بجولة "سرهين" بالعاصمة حديبو.

عقب الاشتباكات ومغادرة أبناء سقطرى المكان إلى منازلهم، فوجئوا بمهاجمة الجنود الضالعيين لهم إلى منازلهم، حيث باشر أحدهم برمي قنبلة يدوية، ما أدى إلى إصابة ثلاثة منهم واثنين من أبناء سقطرى.

وأقدمت عناصر مسلحة تابعة لمليشيا الانتقالي، في 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، على افتعال فوضى بأحد المطاعم في مدينة حديبو عاصمة الأرخبيل، وقاموا بترويع الزبائن من بينهم سياح من جنسيات مختلفة.

 

 

 

كما أقدمت مجاميع مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي في 23 سبتمبر/أيلول 2021، على منع موظفي جهاز الأمن القومي والسياسي في سقطرى من دخول ميناء المحافظة، ومباشرة عملهم في مراقبة وتفتيش السفن الداخلة والخارجة للمحافظة، دون أسباب.

وأعلنت مليشيا الانتقالي في 26سبتمبر/أيلول 2021، في بيان منع إقامة أي مظاهرات أو وقفات احتجاجية، وهددت باتخاذ "إجراءات صارمة وفقاً لقانون حالة الطوارئ".

حوادث كثيرة لاعتداءات مسلحة طالت أبناء سقطرى، غير أنها لم تمنعهم من قول كلمتهم، حيث تشهد المحافظة أنشطة وفعاليات وتظاهرات جماهيرية، للتنديد بالأوضاع المتردية والمطالبة برحيل ميليشيا الانتقالي من الجزيرة.

 

رفض سقطري

ما تقوم به ميليشيا الانتقالي من اعتداءات مسلحة وتخريبية، في الأرخبيل، يقابله رفض سقطري واسع، فالمحافظة لا تعرف أصوات الرصاص، قبل دخول مسلحي الانتقالي، بحسب أبناء سقطرى.

يقول الصحفي أنيس أبو حاتم أن "ما حصل في نوجد من اشتباكات وإطلاق الرصاص الحي من قبل ميليشيات مستقدمة من خارج الجزيرة أمر ننبذه جملة وتفصيلا كمجتمع سقطري مسالم لا يعرف ولم يألف اصوات الرصاص".

وأضاف "هذا ليس بجديد فتلك المجموعة المستوردة من خارج سقطرى قد تجاوزت الحدود وتعدت الخطوط الحمراء، وسبق في فترة من الفترات أنهم اعتدوا بإطلاق الرصاص بالسلاح المتوسط ومضاد الطيران على أبناء نوجد في وقفة احتجاجيه مساندة للسلطة الشرعية وبالأمس القريب قامت بعض من تلك المجموعة بتفجير قنبلة يدوية بين مواطنين في وسط احدى الحارات في العاصمة حديبو وأصيب مواطنين بجروح".

ولفت أبو حاتم إلى أن جزيرة سقطرى تعيش اليوم أسوأ مرحلة لم تمر بها من قبل، مؤكدا أن المحافظة تشهد حالة انفلات أمني وفراغ إداري وتلاعب بأسعار المواد الغذائية.

كما أكد على أن "سقطرى اليوم وبعد دخول تلك الميليشيات أنهت سلمها الاجتماعي المتوارث أباً عن جد، وسلطة الامر الواقع وقفت عاجزة عن ردع تلك العصابة التي لا تعرف سوى لغة السلاح في وجه كل من اعترض طريقهم".

 

لا مبرر لصمت الشرعية

وفي ظل غياب دور الحكومة الشرعية والسلطات المحلية بمحافظة أرخبيل سقطرى تجاه هذه الاعتداءات، دعا وزير الثروة السمكية السابق فهد كفاين، ميليشيا الانتقالي الجنوبي إلى التوقف الفوري عن إيذاء السقطريين والاعتداء عليهم، مؤكدا " لا مجال للصمت والمهادنة أمام كل ذلك الغرور والصلف والظلم بحق أبناء سقطرى".

وأضاف كفاين عبر حسابه على موقع تويتر "في أرخبيل سقطرى يستمر مسلسل الاعتداءات على المواطنين من قبل العناصر التي استقدمها الانتقالي من خارج المحافظة، اعتداءات طالت المواطنين والمنشئات وفي صلف وجموح غير مسبوق"

ولفت إلى أن عناصر الانتقالي عاثت فسادا في سقطرى، ولم تتوقف عند نهب وسلب المنشئات الرسمية والعسكرية فقط بل امتدت أياديها الى المواطنين، حسب قوله.

وحمل الوزير السابق الحكومة الشرعية المسؤولية الكاملة عما يتعرض له أبناء سقطرى من اعتداءات متكررة من قبل عناصر الانتقالي، ودعاها إلى القيام بواجبها في حماية المواطنين ومحاسبة الجناة، مؤكدا "لا مبرر لهذا الصمت المستمر إزاء ما يحصل في سقطرى".

المصدر: 
المهرية نت

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.