أحداث لا تُنسى: كيف أطاحت ثورة سبتمبر بحكم الإمامة؟
استهداف الحوثي لأبوظبي.. مناورة أم معركة محتملة؟

في ثاني استهداف خلال أسبوع، أعلنت وزارة الدفاع الإماراتية اعتراض دفاعاتها الجوية صاروخين باليستيين أطلقتهما مليشيا الحوثي على أبوظبي بالتوازي مع استهداف المليشيا منطقتي شرورة وجازان، داخل الأراضي السعودية.

ما بين استهداف السعودية واستهداف الإمارات، تبدو الأخيرة أكثر حدّة في التعاطي مع المخاطر الإستراتيجية، فقد عمدت الإمارات إلى مطالبة المجتمع الدولي والعربي بتصنيف مليشيا الحوثي ك'جماعة إرهابية'، وعززت هجوم قوات العمالقة التابعة لها، التي تمكنت من تحرير مديرية 'حريب'.

يبدو الوضع ماضياً في خيارين حاسمين: إما تصعيد جدي من جانب التحالف وحسم المعركة مع مليشيا الحوثي على الأرض، أو أن صواريخ الحوثي ستقرِّب أكثر مما مضى من خيار التسوية السياسية.

 

-ضغط وردة فعل

وفي السياق، يرى نائب المدير التنفيذي لمركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، أسامة الروحاني، أن 'الهجمات الحوثية على الإمارات هي أداة ضغط سياسية، وردة فعل من قِبل الحوثيين على الهزائم التي يتلقونها على الأرض",.

وأضاف الروحاني، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة "بلقيس"، مساء أمس، أن "هذه الهجمات بروباجندا يحاول من خلالها الحوثيون نشر الذعر في الأوساط داخل الإمارات، والتأثير على اقتصاد البلد".

ويربط الروحاني بين التقدّم العسكري الملحوظ لقوات العمالقة والجيش في شبوة ومؤخرا التقدّم في أجزاء واسعة من مديرية 'حريب' بمأرب ومديريات أخرى بالتصعيد الحوثي على الإمارات.

ويعتقد الروحاني أن الحوثيين "يحاولون تعويض خسائرهم البرية من خلال استهداف الإمارات بالصواريخ والطيران المسيّر".

ويرى الروحاني أن الحوثيين "يهدفون -من خلال هذه الهجمات- إرسال رسالة للإمارات بأن عليها الانسحاب من المعارك التي تشنّها القوات الموالية لها على الأرض".

ويوضح الروحاني أن الحوثيين "يدركون جيدا أن الإمكانيات الإماراتية مختلفة، وأن القوات الموالية لها أكثر فاعلية وانتظاما، وبإمكانها تحقيق تقدّم على الأرض، بعكس القوات التي تدعمها السعودية".

وعن سبب عودة الإمارات إلى الساحة اليمنية، يستبعد الروحاني أن تكون عودة أبوظبي إلى الساحة جاءت بقرار منفصل منها، بعكس ما كان ذلك بقرار دولي.

ويلفت إلى أن "المجتمع الدولي حاول جاهدا -خلال الفترة الماضية- أن يدفع بالحوثيين إلى طاولة المفاوضات، ولكن واجهوا كل تلك الدعوات بالتعنّت".

ويعتقد الروحاني أن "المجتمع الدولي وصل إلى خلاصة أهمية الضغط العسكري على الحوثيين لإجبارهم على الدخول في عملية سلام".

وعلى ضوء ذلك، يرى الروحاني أن "الإمارات اليوم بين خيارين: إما أن تستجيب للضغط الحوثي وتنسحب من هذه المعركة وتكون في موقف الضعيف المنهزم، أو أن تستمر في دعم وكلائها المحليين وتحقيق انتصارات فعلية ضد الحوثيين".

 

-فرصة وحيدة

بدوره، يرى سفير اليمن لدى اليونسكو، محمد جميح، أن "استخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة هي الفرصة الوحيدة لمليشيا الحوثي للضغط على التحالف والحكومة الشرعية والإمارات".

ويوضح جميح أن الحوثيين "يعتقدون أن الإمارات عبارة عن دولة مالية تعتمد على الاقتصاد بشكل كبير، وبالتالي يعتقدون أن استهدافها يمكن أن يدفع بالشركات ورؤوس الأموال إلى مغادرتها".

ويتابع موضحا: "هدف الحوثيين واضح وهو دفع الشركات العاملة في الإمارات لمغادرتها، لكن لا أعتقد أن تلك الشركات العالمية ستنصاع للتهديدات الحوثية".

ويلفت جميح إلى الإجماع الدولي عبر بيان رئاسي لمجلس الأمن ضد مليشيا الحوثي وصدور قرار يدين هجماتها الإرهابية على الإمارات، وكذلك إجماع الدول العربية على ضرورة تصنيف الحوثيين ك'جماعة إرهابية'.

من جهته، يقول الباحث في الشأن الإيراني، نبيل العتوم: "إن توسّع بنك الأهداف لدى مليشيا الحوثي واستهدافها للإمارات يثير الكثير من التساؤلات".

ويضيف العتوم أن "إيران -خلال الشهرين الماضيين- مارست سياسة تصعيدية غير مسبوقة ضد دولة الإمارات".

وتساءل العتوم عمّا إذا كانت الضربات الحوثية ستستمر ضد الإمارات والسعودية، وما دوافعها وأهدافها؟

ويفيد أن "إيران تسعى إلى استمرار استهدافها للإمارات، وتتحدث في إعلامها أنها تحاول الحد من مسار التطبيع الجاري بين أبوظبي وتل أبيب".

 

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.