اليمنيون.. بين الشتات والبحث عن فرص للعيش

بحثا عن فرص عيش أفضل، يغادر اليمنيون البلاد بشكل مستمر، فيما باتت الهجرة أحد أهم المواضيع التي تشغل بال المواطن، وسط التراجع المستمر للأوضاع الاقتصادية، وانعدام الأمن والصحة والتعليم.

الحرب اليمنية دخلت عامها السابع، ولا حل يلوح في الأفق؛ وهناك خاسر وحيد في معادلة الصراع: المواطن البسيط، أما العديد من مسؤولي الدولة فقد ذهبوا إلى الخارج لتأمين مستقبلهم ومستقبل أبنائهم، والبحث عن امتيازات اللجوء بمعزل عن الهم الوطني.

إلى جانب ذلك، يغادر الكثير من التجار وأصحاب رؤوس المال إلى الخارج كنتيجة طبيعية للأوضاع المتدهورة بسبب الصراع، غير أن دوافع هجرة اليمنيين متنوّعة، فمنهم من يغادر البلاد لأجل كسب لقمة العيش، والبعض يهاجر خوفا على حياته ومستقبله.

 

-الحرب وتداعياتها

وفي هذا السياق، يقول الصحفي المقيم في سويسرا، صدام أبو عاصم، إن الظروف التي دفعته ودفعت الكثير من اليمنيين إلى مغادرة بلادهم هي الحرب وتداعياتها.

وأضاف أبو عاصم، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة "بلقيس"، مساء أمس، أن "هناك آلاف اليمنيين غادروا بلادهم إلى دول الشتات منذ بدء الحرب قبل سبع سنوات".

ويوضح أبو عاصم أن قرار مغادرة البلاد بالنسبة له والبحث عن مكان آمن له كصحفي لم يكن اختياريا بل خيارا فرضته الحرب.

ويلفت أبو عاصم إلى أنه غادر البلاد إلى سويسرا بعد ستة أشهر من انطلاق عاصفة الحزم بقيادة السعودية، وهناك حصل على لجوء.

ويضيف أنه قدم لجوءاً وهو مجبر على ذلك، معتبرا تقديم اللجوء كان بالنسبة له تجربة حزينة في بداية الأمر، كونه لم يكن لديه خيار آخر.

ويفيد أنه رأى أن مغادرته البلاد، وحصوله على اللجوء في سويسرا، سيمكنه من خدمة قضية بلاده أفضل من البقاء في أي مكان آخر.

ورغم ذلك، يرى أبو عاصم أن "البلد الأم تظل هي الوطن، ولن يجد لها أحد بديلا مهما كانت رفاهية العيش والدخل الاقتصادي، والفضاء المفتوح في بلدان الشتات".

ويؤكد أبو عاصم أن باب الأمل لاستعادة الدولة عند اليمنيين في الخارج لم يغلق، مضيفاً أن "الجميع يعيشون على أمل دائم أن اليمن سيعود يوما ما".

 

-مصالح شخصية

من جهته، يلفت المسؤول الإعلامي في منظمة "syi"، فهد سلطان، إلى أن هناك الكثير من المسؤولين اليمنيين التابعين للحكومة الشرعية ذهبوا وراء تأمين مصالحهم الشخصية في الخارج، بعيداً عن مهامهم الحقيقية.

ويرى سلطان أن "ذهاب هؤلاء المسؤولين وراء مصالحهم الشخصية هو جزء من الفشل الذي تعاني منه الحكومة الشرعية، وجزء من فسادها أيضا".

ويوضح أن "البعض من هؤلاء المسؤولين ذهب إلى طلب اللجوء، والبعض الآخر ذهب للبحث عن حياة أخرى له ولأسرته وأولاده، مستغلين بذلك الوظيفة العامة والمناصب".

ويفيد أن "ذهاب المسؤولين إلى تأمين مستقبلهم ومستقبل أولادهم في الخارج ليس إخلالا في الوظيفة العامة بقدر ما هي خيانة، كون اليمن يتعرض اليوم لأكبر محنة في تاريخه القديم والحديث".

بدوره، يرى عضو مؤسس منظمة 'أطباء اليمن في المهجر'، شكري الفلاحي، أن "مسألة هجرة العقول اليمنية إلى الخارج قديمة وليست حديثة، لأسباب متعددة".

ويضيف أن "العقول اليمنية، وتحديدا الأطباء، يغادرون اليمن منذ فترة طويلة لأسباب اقتصادية ولأسباب متعددة".

ويلفت إلى أن كثيرا من الأطباء اليمنيين غادروا البلاد قبل الحرب عندما توفرت لهم الفرص لذلك.

ورغم أن الفلاحي يرى أن مسألة مغادرة العقول اليمنية وخاصة الأطباء مسألة قديمة، إلا أنه يرى أن "الحرب المستمرة، منذ سبع سنوات، كان لها أيضا دور في مغادرة من تبقى من هؤلاء الأطباء".

ويوضح أن "الدوافع، التي تقف وراء مغادرة العقول اليمنية منذ بدء الحرب، لم تعد مقتصرة على الدوافع الاقتصادية بقدر ما كانت أيضا البحث عن الأمن والاستقرار".

ويفيد الفلاحي أن "مسألة الهجرة من البلاد لا تخص الأطباء وأصحاب الكفاءات فقط، وإنما تخص أي يمني يستطيع الهجرة"، مؤكداً أن "90% من الشعب اليمني سيغادر البلاد متى ما توفرت لهم الفرصة لذلك".

المصدر : قناة بلقيس

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية