ثورة ٢٦ سبتمبر واعلان قيام الجمهورية

الألغام الحوثية.. القاتل الأعمى الذي يحصد أرواح اليمنيين في كل مكان

يصادف اليوم الاثنين، الرابع من أبريل، اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام، في وقتٍ باتت فيه اليمن إحدى أكثر الدول الملوثة بالألغام في العالم، نتيجة زراعة مليشيا الحوثي ملايين الألغام  لتضيف للبلد المنهك بالحرب أحد المآسي التي تتهدد حاضره ومستقبله.

وتشير الإحصاءات الحكومية إلى زراعة مليشيا الحوثي الإيرانية نحو مليوني لغم منذ انقلابها في سبتمبر 2014م، في حصيلة هي الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، أدت إلى سقوط آلاف الضحايا المدنيين بينهم مئات الأطفال والنساء.

ووفق التقارير الحقوقية، فإن ارتفاع الحوادث الناجمة عن انفجار تلك الألغام، ارتفعت بشكل متصاعد في عدداً من محافظات الجمهورية، خلال الآونة الأخيرة وسط تعمد من مليشيا الحوثي لاستخدام هذا السلاح أداة لقتل وإرهاب المدنيين.

 

إصرار على القتل

أكد خبير الألغام والمتفجرات الدولي البريطاني كريس كلارك، العامل مع مشروع مسام لنزع الألغام في اليمن، أن الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها الحوثيون في المدارس والمنازل والمساجد تستهدف المدنيين بشكل مباشر، و"تهدف للقتل".

وأضاف في حوار مع صحيفة «الشرق الأوسط»، أواخر فبراير الماضي، إنه لامنطق عسكري فيما يجري، وأن المليشيا تزرع الألغام في المدارس والأماكن المدنية بهدف القتل وليس الإصابة فقط.

وتابع: "ما نفهمه من ذلك أن الحوثيين لا يريدون لليمنيين العودة إلى قراهم ومنازلهم، هذه ليست حرب عسكرية، هذه جرائم".

ووفقاً لخبراء نزع الألغام فإن الحوثيين قاموا بزراعة الألغام بأشكال مختلفة على "شكل صخور"، ويقومون بزراعتها في المناطق الجبلية، وعلى شكل "كتل رملية" تزرع في الصحاري والوديان، كما صنعت "عبوات ناسفة وألغاماً" لتتناسب مع زراعتها داخل العلب والأكياس الغذائية لتحقق أكبر قدر من الخسائر في الأرواح.

 

ضحايا وخسائر كبيرة

تكشف التقارير الحقوقية والدولية أن المدنيين يمثلون النسبة الأكبر لضحايا الألغام في اليمن منذ بدء الحرب وحتى الآن.

وفي أحدث التقارير التي كشفت حجم كارثة الألغام وضحاياها في اليمن، كشفت منظمة سام للحقوق والحريات، اليوم الاثنين بمناسبة اليوم الدولي للتوعية بمخاطر الألغام، مقتل وإصابة آلاف المدنيين وتضرر مئات المنشآت والممتلكات الخاصة والعامة.

وحسب تقرير المنظمة الذي اعتمدت إحصاءاته من مصادر متعددة بما فيها مركز "مسام" المتخصص في نزع الألغام، فقد بلغ العدد الإجمالي لضحايا الألغام من المدنيين والمنشآت المدنية في اليمن جراء انفجارها (6018) مدنيا بينهم (2632) قتيلا و(3386) مصابًا، في الفترة من (2015 – 2022م).

وأوضح التقرير أن من بين أعداد القتلى تم توثيق مقتل (477) طفلا و (168) امرأة، في حين بلغ عدد الأطفال المصابين بسبب انفجار الألغام (730) طفلا، وبلغ عدد النساء المصابات بسبب انفجار الألغام (219) امرأة.

في حين شملت الأضرار التي طالت المنشآت المدنية الخاصة (1005) منزلًا بصورة كلية، وتضرر (464) منزلًا بصورة جزئية، كما شمل تضرر عدد (167) منشأة تجارية بصورة جزئية وكلية، في حين تضررت (588) مركبة بصورة كلية وجزئية، وتضرر (344) مزرعة، ومقتل وإصابة (2185) من المواشي المملوكة للمواطنين.

أما المنشآت العامة فقد شملت الأضرار بسبب انفجار الألغام تضرر(80) منشأة تعليمية منها (53) بصورة كلية، (17) وحدة صحية،(25) مقار حكومية،(93) خزانات وآبار مياه، (36) معالم أثرية، (120) جسرًا و (72) مسجدًا، حسب التقرير.

 

جهود.. ودعوات توعوية

رغم المناطق الشاسعة التي لوثتها المليشيا الحوثية في مختلف المحافظات اليمنية والأضرار الكبيرة الناتجة عنها إلاّ أن جهوداً كبيرة يبذلها المركز الوطني للألغام والمشروع السعودي لنزع الألغام (مسام) في إطار مساعي تطهير اليمن من الألغام.

وحسب إحصاءات مركز مسام لنزع الألغام، في آخر تحديث له أمس الأحد الموافق 3 أبريل 2022م، فقد تم نزع 329.537 لغماً وعبوة ناسفة وقذيفة غير متفجرة منذ انطلاق عمله (في يونيو/ حزيران 2018).

في السياق يحذّر خبراء ومهتمون بملف الألغام في اليمن المواطنين الذين يعيشون في المناطق الملوثة أو أولئك الذين تتهدد حياتهم الألغام في الطرقات العامة إلى تجنب السير في تلك المناطق قبل تطهيرها.

ويقول الدكتور منصور الوازعي مدير مركز الأطراف في مدينة تعز (حكومي): "يجب على المواطنين تجنب المناطق الخطرة المتوقع تلوثها بالألغام الحوثية وعدم المشي فيها الا بعد فحصها من فريق مختص في مجال الألغام".

ودعا الوزاعي في رسالة بعثها عبر "يمن شباب نت"، المواطنين إلى عدم المخاطرة بأنفسهم وسلوك طرقات متوقفة منذ سنوات بسبب الحرب.

وأضاف أن المركز الذي يُديره يستقبل بشكل شبه يومي حالات إصابة نتيجة انفجار الألغام الحوثية وتساهل المواطنين في سلوك مناطق ملوثة كانت تحت سيطرة المليشيا الحوثية.

وشدد الوازعي على أهمية إطلاق برامج وطنية تهدف لتوعية المواطنين بمخاطر الألغام ونزول فرق ميدانية توعوية إلى المدارس والقرى واستخدام المنابر الدينية والإعلامية للتحذير من مخاطر هذه الألغام التي تهدد حاضر ومستقبل اليمنيين.

 

مناشدات

بالتزامن مع الهدنة الإنسانية التي رعتها الأمم المتحدة في اليمن والتي دخلت حيّز التنفيذ أمس الأول السبت 2أبريل 2022م، ناشد المرصد اليمني للألغام، أمس الأحد، المبعوث الأممي إلى اليمن، بالضغط على جماعة الحوثي لتسليم خرائط الألغام.

وشدد المرصد في تغريدة نشرها على صفحته في "تويتر"، على ضرورة الضغط على الحوثيين بتسليم خرائط الألغام، بالتزامن مع بدء سريان الهدنة لمدة شهرين"، "خاصة في المناطق التي يستخدمها المدنيين كالطرق وغيرها".

واعتبر المرصد الحقوقي، "هذه الخطوة إنسانية ملحة"، مؤكدا أنها "ستسهم في وقف النزيف اليومي لحياة المدنيين".

ويوم الجمعة، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن توصل الأطراف اليمنية إلى هدنة لمدة شهرين، بالتزامن بدء المشاورات اليمنية - اليمنية التي تستضيفها العاصمة السعودية الرياض، تحت رعاية الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي.

من جانبها دعت منظمة سام للحقوق والحريات في بيانٍ لها اليوم الاثنين، الأمم المتحدة والإجراءات الخاصة المتعلقة بالألغام، للتحرك الجدي والفاعل من أجل المساهمة في إنهاء ملف انتهاكات الألغام في اليمن، من خلال عدة خطوات أولها، التواصل مع جماعة الحوثي لمعرفة أماكن تواجد تلك الألغام، ومن ثم العمل على إرسال الفرق المتخصصة من أجل تفكيكها، وضرورة توفير الخدمات الصحية والنفسية الأساسية لضحايا الألغام وتشكيل صندوق خاص لدعم وتعويض المتضررين اليمنيين من تلك الألغام.

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.