مجلس القيادة الرئاسي بين ترحيب رسمي متفائل ورفض حوثي

فاجأ الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، شعبه فجر الخميس، بإعلانٍ تخلى بموجبه عن صلاحياته لصالح مجلس رئاسي مكوّن من 8 أعضاء، برئاسة، رشاد العليمي، مستشار الرئيس، بعد 10 سنوات من مكوثه في السلطة.

وفي الوقت الذي شكّل فيه ذلك الإعلان مفاجأة غير متوقعة، فقد حظي بردود أفعال محلية مختلفة، أجمعت في ظاهرها على الترحيب بتلك الخطوة، دون إخفاء بعض التوجس والقلق من أن يشكل ذلك زيادة في الاحتقان السياسي والعسكري، على خلفية التباينات الحاصلة في المشهد اليمني عمومًا.

 

** ترحيب رسمي

نائب الرئيس اللواء علي محسن الأحمر، "رحب بالإعلان الرئاسي بنقل السلطة وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي والهيئات والفرق المصاحبة له، لاستكمال المرحلة الانتقالية".

وقال في بيان، "كل التوفيق لأعضاء المجلس والحكومة ورجالات المرحلة في إكمال مسيرة النضال الوطني وإنجاز المعركة الوطنية حتى استعادة الدولة وإنقاذ الوطن من حرب وطموحات المشروع الإيراني التخريبي، والوصول إلى بناء يمنٍ اتحادي يتشارك فيه كل أبناء الشعب اليمني".

وأوضح: "في الوقت الذي أرحب فيه بهذه القرارات، فإنني أودع مرحلة حياةٍ من الالتزام والجدية الكاملة في مؤسسة القوات المسلحة وفي رئاسة الجمهورية بدأت مع بدايات ثورة الـ 26 من / سبتمبر/ أيلول 1962، حتى اليوم (في إشارة لإعفائه من منصبه كنائب لهادي)".

وأشار، أنه "حاول في تلك الفترة تقديم ما أستطاع، وإعطاء اليمن وشعبه الكريم ونظامه الجمهوري كل جهدٍ مخلص"، مؤكدًا "انحيازه للشعب والجمهورية مترفعاً عن الثأر لذاتي، أو الانحياز لمصالحي".

بالمقابل، رحب المجلس الانتقالي الجنوبي (يطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله)، "بنتائج مشاورات الرياض ومضامين البيان الختامي للمشاورات مثمناً الجهد الكبير الذي بذله الأشقاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية لإنجاح المشاورات".

وأكد، في بيان، أن "المجلس بكل هيئاته سيتعاطى بإيجابية مع ما تمخض عن هذه المشاورات ومع مهام المرحلة الجديدة واستحقاقاتها".

وجدّد، "موقفه الثابت والراسخ في التمسك بمشروعه الوطني الجنوبي وصولاً إلى عملية سلام شاملة يتحقق من خلالها لشعب الجنوب كافة أهدافه وتطلعاته الوطنية".

وعلى ذات المنوال، رحب المكتب السياسي للمقاومة الوطنية الذي يتزعمه طارق محمد عبدالله صالح نجل شقيق الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، بقرار تشكيل مجلس القيادة الرئاسي.

وأكد، دعمه للقرار معتبرًا إياه "نقطة تحول فارقة في مسيرة نضال جماهير الشعب اليمني بمختلف مكوناته من أجل استعادة مؤسسات الدولة المختطفة ووقف الحرب ورفع المعاناة عن الشعب اليمني".

 

** مهمة كبرى

في السياق قال رئيس الحكومة السابق خالد بحاح، إن "مهمة المجلس الرئاسي كبيرة جدًا"، مشيرًا أن "الرئيس هادي أجتهد خلال سنوات حكمه الصعبة".

وزاد: "هي صفحة جديدة، وخطوة نحو إنعاش حضور الدولة، وإيقاف الحرب وصناعة السلام".

من جانبه، تمنى وزير الأوقاف السابق أحمد عطية، أن "تفتح هذه الخطوة باب أمل لليمنيين"، مشيدًا بـ"المواقف الوطنية للرئيس هادي ونائبه (علي محسن الأحمر)"

ودعا في تغريده على حسابه بتويتر، "المجتمع الدولي إلى الالتفاف والتعاون مع القيادة الجديدة، والعمل على خروج اليمن من محنته نحو الاستقرار والأمن".

 

** مسرحية هزلية

جماعة الحوثي التي امتنعت عن المشاركة في المشاورات اليمينة اليمنية بالرياض، اعتبرت أن قرار تشكيل المجلس "مسرحية هزلية".

وقال المتحدث باسمها محمد عبد السلام، على قناته بموقع "تلغرام"، إن "حاضر ومستقبل اليمن يتقرر داخله، وأن أي نشاط خارج حدوده ما هو إلا مسرحيات هزلية تمارسها دول تحالف العدوان".

وفي ذات السياق، اعتبر عضو المكتب السياسي للجماعة، محمد البخيتي، القرار بإنه "لم يكن إلا مظلة لتمرير القرار الأمريكي(لم يوضحه)".

وتابع، "هادي، ومحسن كانا رهن الإقامة الجبرية في السعودية، ولم يسمح لهما بمقابلة اي شخص إلا برفقة المخابرات السعودية وفي الفترة الأخيرة تم منعهما نهائيا من استقبال المسؤولين وأصبح رشاد العليمي(رئيس المجلس الجديد) هو من يقوم بمهامهما".

 

** تخوفات كبيرة

مستشار وزير الإعلام مختار الرحبي، عبر عن تخوفه من القرار، وقال للأناضول، "هناك تخوفات من هذا المجلس لوجود قوى متصارعة بداخله في إشارة (إلى وجود ممثل عن المجلس الانتقالي، الزبيدي)، والمكتب السياسي للمقاومة الوطنية (طارق صالح)، وممثل محافظة صعدة (عثمان مجلي)".

وأضاف، "هذه القوى غير متوافقة على رؤى محددة بالنسبة للقضية اليمنية، وبالتالي يشعر الجميع بالقلق من السقوط في مستنقع عدم التوافق بين تلك الأطراف".

وتابع، "تشكيل المجلس كان مفاجئا، لأنه خرج عما كان معتادَا عند إصدار قرارات مصيرية مثل هذا، والتي تكون في الغالب بعد تشاور وتوافق مع باقي الأحزاب والمكونات السياسية".

وفي سياق التخوّف، عبر الكاتب والمحلل العسكري الجنوبي العميد خالد النسي، عن التغيير اللي حصل في مؤسسة الرئاسة لا يمكن الرهان عليه، خصوصا فيما يتعلق بالقضية الجنوبية".

وأضاف، في تغريده على حسابه بتويتر، "بعد سنوات من الفشل أصبح التغيير ضرورة ولكن لا يجب الرهان عليه لتغيير إيجابي جنوبًا".

وأشار، إلى إن المجلس الرئاسي يعمل وفق ثوابت وهي: (الحفاظ على الجمهورية والوحدة)، وبالتالي التمثيل الجنوبي فيه لا يستطيع الحصول على قرار وأحد لصالح قضية الجنوب وحقه في تقرير مصيره".

وعلى النقيض منذ ذلك، اعتبر الكاتب علي محمد السليماني، "إن القضية الجنوبية لم تسقط وحلم استعادة دولته لا زال باقيًا".

وأضاف، في تغريدة على تويتر، "لم يسقط شيء، الذي سقط حلم استعادة الدولة الطائفية القبلية والعسكرية المركزية".

 

** وضع معقد

الكاتب والباحث اليمني ماجد المذحجي، "اعتبر إزاحة رئيس لم يفعل شيء سوى التلاعب بكل شيء من أجل أن يبقى في الحكم، خطوة نحو صياغة وجه اليمن الجديد".

وقال في تغريدة له "نحن الآن أمام اختبار قيادة جماعية للبلد في وضع معقد وتناقضات سياسية كبيرة، وفي الظلال يراقب اليمنيين المشهد بخوف وامل ورجاء".

أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية