صحوة يمنية تنسف احتفالات مليشيات الحوثي بخرافة "يوم الولاية"

استنفرت مليشيا الحوثي بشكل غير مسبوق، مستخدمة كل إمكانيات الدولة التي سطت عليها بقوة السلاح في انقلابها المشؤوم على السلطة، للاحتفال السنوي بما تسميه "عيد الغدير" أو "عيد الولاية"، في مسعى منها لترسيخ وتكريس خرافة أحقية سلالتها بالحكم دون بقية اليمنيين.

ولأجل ذلك أجبرت المليشيا الحوثية آلاف المواطنين وموظفي الدولة في مناطق سيطرتها، الأحد الموافق الثامن عشر من ذي الحجة، على التظاهر والاحتفال في مراكز المحافظات والعاصمة صنعاء بهذه المناسبة الطائفية.

ويوم الغدير يعد أحد أكبر الأعياد التي يحتفل بها الشيعة الاثنا عشرية، ويصادف يوم الثامن عشر من ذي الحجة، وفي هذا اليوم من العام العاشر للهجرة خطب النبي عليه الصلاة والسلام خطبة في منطقة "غدير خم" عند عودته من مكة من حجة الوداع، وذكر فضائل علي بن أبي طالب، واستدل الشيعة بهذه الخطبة على أحقية علي في الولاية، وفق معتقداتهم.

التحشيد الحوثي قابله صحوة يمنية غير معهودة نسفت ادعاءات الحوثي الزائفة ودافعت عن حقها في المواطنة المتساوية والدولة المدنية الضامنة لجميع المواطنين في حكم أنفسهم وفق الأساليب الحضارية التي توصل إلى العقل الانساني.

وإزاء ذلك أطلق ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي، حملة إلكترونية واسعة لنسف مزاعم المليشيا الحوثية الانقلابية بحقها في الولاية من منظور سلالي طائفي.

 

الحكومة: استلاب أحقية اليمنيين في الحكم

اعتبر وزير الأوقاف والإرشاد حمد عيضة شبيبة، احتفال الحوثيين بـ"عيد الغدير" يعني عدم أحقية اليمنيين في حكم بلادهم.

وكتب الوزير اليمني في حسابه على تويتر قائلاً: "إقامة الغدير في اليمن معناه باختصار.. لا حق لليمني ولا مشروعية له في حكم بلاده".

وأضاف "ذلك معناه تكفير اليمني إن لم يحصر حكم بلاده في سلالة الرسي".

تصريحات شبيبه، أسبقها بتعميم وزاري لخطباء المساجد، وجههم فيها بتخصيص خطبة الجمعة والمحاضرات والدروس لدحض خرافة "يوم الغدير والولاية".

وأكد الوزارة في تعميمها على "أهمية دحض هذه الخرافة التي يروج لها الحوثيون، وأن الأمر يستوجب الإشارة إلى هوية اليمن الحضارية والتاريخية والدور اليمني في حمل رسالة الإسلام منذ بواكيره الأولى وأن الأمر شورى".

وشددت وزارة الأوقاف والإرشاد "على ضرورة توضيح أن الحكم باختيار الشعب وأهل الحل والعقد وأن نظرية حصر الحكم في سلالة بعينها وتميزها على غيرها غير مقبولة في بلانا وعند شعبنا".

وأشارت إلى أن "ثورة 26 سبتمبر قامت ضد السلالة الكهنوتية وضحى ثوراها بدمائهم وممتلكاتهم ليعود الحق لأهله والاختيار للشعب وليتخلص اليمن من سلالة عنصرية تدعي الحق الإلهي في الحكم والدين والمال".

 

الإصلاح يدعو لتجريم الاحتفال

وفي إطار الصحوة الرسمية والوطنية، دعا حزب التجمع اليمني للإصلاح، الرئاسة والحكومة ومؤسسات الدولة التشريعية والقضائية إلى تجريم خرافة الولاية وتحصين الشعب اليمني منها.

جاء ذلك في بيان صادر عن الدائرة القانونية للتجمع اليمني للإصلاح بأمانة العاصمة، نشره الموقع الرسمي للحزب الصحوة نت"، يوم الأحد، بالتزامن مع حملة إلكترونية مستنكرة لخرافة الولاية الحوثية.

وأدان البيان، قيام مليشيا الانقلاب السلالي الكهنوتي الحوثي، باستخدام مؤسسات الدولة المختطفة بأيديها، لتنظيم فعاليات احتفالية طائفية تحت مسمى يوم الولاية المختلقة (يوم الخرافة).

كما ندد بقيام مليشيا الحوثي بإلزام موظفي المؤسسات والمواطنين بحضور فعاليات يوم الخرافة السلالية قسراً، وخصوصا أن هذه الخرافة الكهنوتية ذات بعد سياسي واضح كونها تمثل المنطلق الفكري للجماعة الحوثية السلالية الإرهابية.

وقال البيان، إن هذا الفكر يحصر الحق في السلطة والحكم في سلالة بعينها كميزة عرقية وحق إلهي دون غيرهم من أبناء الشعب، وهو ما استندت عليه في تبرير عدوانها على اليمن أرضا وإنسانا، (...) ومصادرة حقوقهم الدستورية والقانونية جميعها، وعلى رأسها الجمهورية والديمقراطية والحرية والعدالة والمواطنة المتساوية والانتخاب والترشيح والحق في الوظيفة العامة.

وأكد أن خرافة الولاية الحوثية وحصرها للحقوق السياسية في سلالة بعينها تعد من أسوء صور التمييز العرقي والعنصري.

وأوضح أن الخرافة الحوثي تقصي الدستور اليمني وأحكامه، وتعطل جميع القوانين التي أصدرتها الدولة اليمنية منذ قيامها، وتصادم جميع الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان التي انظمت لها اليمن وصادقت عليها وتجعل من عموم الشعب ضحايا لتلك الجرائم التي تخلص منها العالم.

وحثت الدائرة القانونية للإصلاح، على تحريك الدعاوي القضائية ضد من يقترفها، وتحصين أبناء الشعب اليمني وخصوصاً الأطفال والشباب، فكرياً وعلمياً ودينياً منها ومن مخاطرها على حاضر اليمن ومستقبله.

ودعت الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية وقادة وصناع الرأي في الداخل والخارج إلى إدانتها والتصدي لها بكافة الصور الممكنة والمتاحة.

كما طالبت الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن بإدانة تلك الممارسات والدعوات والتأكيد على حماية حقوق اليمنيين المشروعة وعدم المساس بها بأي شكل.

 

صحوة يمنية

في احتشاد كبير وواسع أطلق مدونون وإعلاميون وسياسيون، حملة إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي (مستمرة من الأحد) تكفلت بنسف مزاعم المليشيا الحوثية الانقلابية بحقها في الولاية والحكم دون سائر اليمنيين.

ورصد "يمن شباب نت"، مئات التغريدات لناشطين وإعلاميين وصحفيين تحت هشتاج #يوم_الخرافة، أكدوا فيها أن إحياء المليشيا الإرهابية لما يسمى بعيد الغدير، محاولة أخرى للخداع وادعاء الاصطفاء الإلهي لسلالة طائفية وتهدف إلى استلاب اليمنيين حقهم في حكم بلادهم.

وفي هذا الصدد قال الصحفي عبدالله المنيفي قائلا: "بخوض اليمنيون ثورة فكرية هي الأعظم والأوسع لتحطيم خرافة ما يسمى بـ يوم الولاية التي دأبت مليشيا الحوثي المتمرّدة المدعومة من إيران على تكريسها في الـ18 من ذي الحجة من كل عام هجري".

وأشار الصحفي غمدان اليوسفي، إلى أن فكرة الولاية "تلغي الدين، وتحول الرسول عليه السلام من نبي إلى ملك، فالأنبياء لايورثون شيئا، أما الملوك فيفعلون".

وأضاف: "مشروع إحياء الولاية هو إعادة لتدمير قداسة النبي والصحابة في قلوب المسلمين، وهو الأمر الذي يشكل خطرا من خلال خلق آلاف الأسئلة، ولن يجد الناس جوابا يقنعهم".

من جانبه كتب الإعلامي محمد الضبياني إن "يوم الخرافة، وسيلة حوثية إمامية رخيصة لإغراق اليمنيين في وحل خرافاتهم الخبيثة، وأهدافهم المريضة، وأكاذيبهم السخيفة، وعقيدتهم المنحرفة، ورغبتهم الدفينة في استعباد اليمنيين واختطاف دولتهم وأموالهم وامتهان كرامتهم وحقهم في الحياة".

و أكد وكيل وزارة العدل فيصل المجيدي على أن الاحتفال بما يسمى بيوم الولاية نقض لعُرى الاسلام القائم على العدل والمساواة  ويتناقض مع قول الله سبحانه "ان اكرمكم عند الله اتقاكم" وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "الناس سواسية كأسنان المشط "، مشيراً إلى أن من يحتفلون به يقولون بان الله خلق بشرا بجينات راقية كحكام مفروضين من السماء وبقية الخلق محكومين وعبيد تابعين لهم ليوم القيامة وهذا يتنافى مع تعاليم ديننا الحنيف الذي حث على العدل والمساواة والحرية".

وأشاد السفير اليمني ومندوب اليمن لدى منظمة اليونسكو، الدكتور محمد جميح بالحملة قائلاً: "الذين يحطمون اليوم ولاية الكهنة إنما يحطمون الأصنام ذاتها التي حطمها أبو الأنبياء إبراهيم، والأصنام التي حطمها خاتم الأنبياء محمد عليهما الصلاة والسلام".

وختم: "الولاء لله والولاية للشعب، لا ولاية لكاهن".

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية