أحداث لا تُنسى: كيف أطاحت ثورة سبتمبر بحكم الإمامة؟
في ظل الجهود الكبيرة التي يبذلها لتقسيمه.. هكذا ترك التحالف اليمن وحيدا في مواجهة المشروع الإيراني!

خلال 8 سنوات، استطاعت إيران أن تصنع من المليشيات التابعة لها في اليمن سلطة قوية ومتماسكة، وأصبحت اليوم تستخدمها كأداة ضغط لفرض شروطها بما يخدم مشروعها النووي، وأجندتها في المنطقة، وفي المقابل استطاع التحالف السعودي - الإماراتي أن يبني مليشيات متفرّقة من المخا إلى المهرة، وتمكّن من خلالها القضاء على ما تبقى من السلطة الشرعية.

امتدحت إيران، على لسان مستشار مرشدها الأعلى للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، العرض العسكري الذي نظّمته مليشيا الحوثي مؤخرا في مدينة الحديدة، ووصفته بأنه الجوهر الحقيقي لمحاربة ما وصفتهم بالأعداء المتغطرسين.

وفي اللقاء، الذي جمع المستشار الإيراني، علي أكبر ولايتي، بالمتحدث باسم مليشيا الحوثي، محمد عبدالسلام، في طهران، وجّهت إيران رسالتها إلى التحالف السعودي - الإماراتي، على لسان مستشارها، مفادها: "ذلك هو عرضنا، وتلك هي قوتنا واؤلئك هم حلفاؤنا"، في ظل الجهود الكبيرة التي يبذلها التحالف السعودي - الإماراتي لتقسيم اليمن، وإضعاف جيشه ودولته وشرعيته.

 

- تقارب سعودي - إيراني

في هذا السياق، يقول رئيس دائر التوجيه المعنوي في الجيش اليمني، اللواء محسن خصروف: "ليس هناك أدنى شك بأن إيران صادقة في تحالفها مع مليشيا الحوثي وتربطهما علاقة استراتيجية لها أبعادها الجغرافية، ليس على مستوى اليمن فقط بل على المستوى الإقليمي".

وأوضح لبرنامج زوايا الحدث، الذي بثته قناة بلقيس يوم أمس، أن "العرض العسكري لمليشيا الحوثي هو إحدى تجليات إيران، فمن الطبيعي أن تشيد إيران بما تقوم به المليشيات من أعمال عسكرية وسياسية بشكل واضح".

ويرى أن "هناك تقاربا بين السعودية وإيران في ملف اليمن، وخلاصته عقد صفقة لتقاسم المصالح بينهما، إذ يتم بموجبها بيع الوحدة اليمنية والمقاومة الوطنية اليمنية وبيع الجيش الوطني".

ولفت إلى أنه قال سابقا وسيظل يقول: "إن السعودية ودول الخليج إذا كانوا يعتقدون بأنهم في مأمن من المخطط الإيراني، فإنهم واهمون، وسيدفعون ثمن تخليهم عن اليمن، وعن الجيش الوطني، وعن السعي لتقسيم اليمن، غاليا".

وأشار إلى أن "إيران صادقة ومخلصة بتعاملاتها مع مليشيا الحوثي من منطلق مصالح مشتركة هدفها السيطرة على اليمن والسعودية والخليج العربي، وإكمال الهلال الشيعي، والمليشيات تتعامل معها على هذا الأساس".

وقال: "هناك أسئلة وأمور محيّرة وتثير الدهشة، كيف للسعودية التي تعلم وتعي أن إيران لديها مخطط للاستيلاء على مكة والمدينة وجمع الهلال الشيعي في حيز جغرافي واحد، وهدفها في اليمن ليس إلا خطوة في طريق السيطرة على شبه الجزيرة العربية والخليج العربي، ومع ذلك تخذل اليمن واليمنيين؟".

وأشار إلى أن "استثمارات السعودية والإمارات في إيران تفوق عشرات المرات استثماراتهما في مصر واليمن وبقية الدول".

ويرى أن "اللاعب الأكبر، ومن بيده خيوط مسرح العرائس، خارج القطر اليماني، وخارج الإقليم، وهو من يحرك كل هذه الدمى في المنطقة لأهداف أكبر بكثير مما تخطط له السعودية أو الأطراف المحلية في اليمن".

وتساءل: "هل من المنطقي أن نقول بأن الولايات المتحدة الأمريكية غير قادرة على حماية الممرات المائية، سواء في مضيق هرمز، أو في باب المندب، أو في البحر الأحمر، أو في الخليج العربي؟".

ولفت إلى أن "قوات الشرعية اليمنية كانت على بُعد 3 كيلو متر من ميناء الحديدة، لكن أمريكا وفرنسا وروسيا والأمم المتحدة أعادتها غصبا إلى خارج المحيط، ثم كلفت أحد أزلامها في المنطقة بسحب كافة قواته إلى خارج الجغرافية، وتركت الحديدة كاملة للحوثيين".

 

- استعراض يقوّي ورقة إيران

من جهته، يقول المحلل السياسي ياسين التميمي: "إن الاستعراض العسكري في الحديدة هو صناعة إيرانية بامتياز، وهو ضمن المخطط الاستراتيجي لطهران الذي يهدف إلى تثبيت مليشيا الحوثي كقوة لا يمكن قهرها في الساحة اليمنية".

وأشار إلى أن "الاستعراضات الحوثية ترافقت مع ما يمكن وصفه باشتباه محدود بين البحريتين الأمريكية والإيرانية في باب المندب، عندما أرسل الأمريكيون قاربين مسيّرين باتجاه إحدى المدمّرات الإيرانية، ثم جرى السيطرة على القاربين قبل إطلاقهما تحت ضغط البحرية الأمريكية".

وتابع: "هنا إيران تريد القول بأنها حاضرة في اليمن"، مشيرا إلى أن "هذا يقوّي ورقة إيران أكثر مما يقوّي الحوثيين أنفسهم، كون الحوثي في النهاية أعاد تدوير ذات القوات والأسلحة التي عرضت في صنعاء، وأعادوا عرضها في الحديدة ليقولوا بأنها القوات التي لا تقهر".

وأضاف: "لنقل بأن إيران لها أهداف واضحة كما لمليشيا الحوثي أهداف واضحة، لكن المشكلة في البعثة الأممية لماذا بقيت في الحديدة، وهناك بند في الميزانية يريدون استنفاده أو الاستفادة منه إلى أقصى حد، وتصدير مواقف تثبت أن هذه البعثة موجودة".

وقال: "صحيح أن البعثة الأممية أبدت اعتراضها على الاستعراضات العسكرية، لكن هذا لا يجدي، فهي كانت بعثة فض اشتباك بين قوتين كانتا تتقاتلان في وسط مدينة الحديدة، واليوم مدينة الحديدة تحت سيطرة مليشيا الحوثي بالكامل"، متسائلا: "لماذا تبقى هذه البعثة؟".

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.