ثورة ٢٦ سبتمبر واعلان قيام الجمهورية

الإصلاح في ذكرى تأسيسه الـ32.. انحياز للجمهورية وكفر بالخرافة ورفض للصوصية السلالية

كواحدة من روافع العمل السياسي وأبرزها يمثل وجود الأحزاب السياسية أهمية كبيرة في البلدان الديمقراطية ، إذ أن أساس عمل الأحزاب يبدأ من كينونتها عامل انتعاش للحياة السياسية والفضاء الديمقراطي.

 

تمسك بالثوابت الوطنية

في اليمن البلد الذي عاش ردحًا طويلًا من الحروب على فترات مختلفة ، لعبت الأحزاب السياسية دورًا بارزًا خصوصا منذ إعلان الوحدة اليمنية في العام 1990 حيث تهيأ المناخ لبدء انطلاقة سياسية وان كانت صورية خصوصًا مع وجود سلطة حاكمة تحتكر العمل السياسي في أفق ضيق .

كان وجود حزب سياسي صلب قادر على التمسك بمبادئه وأهدافه والسير في طريق وطني خالص والتجديف في واقع سياسي مضطرب لعشرات السنين بل لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن أشبه بالمعجزة ، غير أن حزب التجمع اليمني للإصلاح فعلها ليتم عامه الـ 32 وهو حزب متماسك رغم كل ما تعرض له من مؤامرات اجتثاث داخلية وخارجية ، والأهم من ذلك تمسكه بالثوابت الوطنية والهوية اليمنية .

في ذكرى تأسيسه الـ 32 نحاول في سياق هذا التقرير الإحاطة بمواقف الإصلاح حيال عملية التجريف التي تعرضت لها الهوية اليمنية ولا زالت، خصوصا في ظل الانقلاب الأسود الهادف لإعادة اليمن الى مربع الوصاية السلالية وتغييب ملامح الجمهورية.

 

رديف للجمهورية

منذ تأسيسه قبل 32 عامًا سجل الفضاء السياسي اليمني مواقف بارزه لحزب الإصلاح شهد بها خصوم الإصلاح قبل مناصريه وتمثلت أبرز هذه المواقف في تدعيم كل مظاهر الدولة الجمهورية ذات النظام الديمقراطي ، والدفاع عن هامش الحريات في البلاد

ومع إصرار السلطة التي حكمت البلاد منذ ما قبل الوحدة وحتى عام 2006 وجد الإصلاح نفسه أمام خطر يحيط بالجمهورية وسلطة تهدف لطمس معالم الديموقراطية وتغييب الحق الشعبي في اختيار من يمثله ما دفع الإصلاح لاستنهاض شركاء العمل السياسي والدفع بمرشح توافقي للرئاسة آنذاك.

في 2011 كان حزب الإصلاح سباقًا في دعم خيارات الشباب المتطلع لنهضة بلده، فساند بكل ثقلة ثورة الشباب التي أفضت لمؤتمر حوار شامل توافق عليه كل اليمنيين وانقلبت عليه المليشيا الإمامية السلالية الحوثية في الحادي والعشرين من سبتمبر الأسود 2014.

ومنذ ذلك التاريخ رفع الإصلاح شارة إنذار مبكر لكل شركاء العمل السياسي وجموع الشعب عن خطر ما أقدمت عليه المليشيا من انقلاب يهدف لاجتثاث مكتسبات ثورة الأجداد في سبتمبر وأكتوبر ودفن الجمهورية بكل مظاهرها.

 

كفر بالخرافة

منذ سبتمبر المشؤوم الذي عطلت فيه المليشيا الحياة السياسية لم يكتفي الإصلاح السباق للمواقف الجمهورية بالتحذير من خطر طمس معالم الجمهورية بل أعلن حالة طوارئ في الجانب الفكري نسف من خلالها كل خرافات السلالة واكاذيبها الرجعية واظهر بشاعة استجرارها للماضي البائد الذي يرفضه كل اليمنيون.

تعامل الإصلاح من خلال عمله السياسي وبياناته ومواقفه وما يصدر عن قياداته واعضائه من تصاريح مع مليشيا الحوثي كسلالة كهنوتية طائفية معجونة بالجهل والخرافة وكشف للشعب وللعالم زيف ما تدعيه من أحقية في الحكم وحقر من سعيها للوصاية على اليمن الكبير وتغييب هويته.

تصدر الإصلاح قائمة الأحزاب الوطنية في تفنيد روايات السلالة وتسطيحها واستطاع خلق وعي شعبي يعلي من قيمة الهوية الوطنية والجمهورية والوحدة والنضال الوطني.

 

 

مجابهة الفكر السلالي

تُعَدُّ الهوية اليمنية الرابط والانتماء والتوصيف الوحيد لكل المواطنين، ومن لا يزال يتوهم أن شرف الانتماء لليمن بما تحمله من تاريخ وثقافة وإرث حضاري عريق لا يكفيه فهو مريض يحتاج للعلاج والعقاب، هكذا وبهذه اللغة المزلزلة والتعابير الصارمة جاء موقف الإصلاح من فكرة الجباية السلالية الساعية لنهب اليمنيين تحت مسمى الخُمس.

تصدر مجددًا الإصلاح بل انه قاد معركته في تدمير خزعبلات السلالة الكهنوتية غير آبه أن كان سيتبعه أحد من الأحزاب أم سيذهب منفردًا، إذ أن الإصلاح يرى أن مجابهة الفكر السلالي واجب اللحظة وضرورة وطنية بذل الإصلاح لأجلها تضحيات معمدة بالدم.

لم يتوقف موقف الإصلاح على مجرد الرفض الصريح والنسف الواضح للصوصية السلالة باسم الخمس بل قال في ذات البيان الصادر عنه المعبر عن موقفه ، أن النظام الجمهوري الذي ارتضاه اليمنيون وناضلوا لأجله عقوداً طوال، وما أنتجه من إنجازات تضمنها الدستور والقانون وإقرار المواطنة المتساوية والتعددية هو مصير وحياة البلاد التي لا رجعة عنها، وإن كل الدعوات العنصرية والأفكار والتشريعات المريضة التي يحن لها البعض خارج المرجعيات والثوابت الوطنية؛ لا مجال أمامنا إلا إسقاطها وإسقاط من يقفون خلفها.

 

خرافة الغدير

تعامل حزب الإصلاح مع خرافة المليشيا المسماة بعيد الغدير كابتداع غرضه جباية المزيد من أموال اليمنيين وشرعنة لصوصيتها بغطاء طائفي ومن هذا المنطلق جاء في بيان سابق للإصلاح قوله :

لقد سعت هذه العصابة الكهنوتية وعبر تاريخ طويل -ولا تزال- من أجل فرض مشروعها العنصري والكهنوتي لتشويه تاريخ اليمن وطمس معالمه الحضارية، وفي نفس الوقت تشويه الإسلام الحنيف ورسالته العظيمة القائمة على مبادئ المساواة والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية من خلال محاولات إضفاء الشرعية الدينية على ما جاءت به نظريتها في الاصطفاء الإلهي، وما تستلزمه من دعاوى التفضيل العرقي وادعاء الامتيازات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والدينية.

لذلك فقد اعتبر الإصلاح كذبة الغدير واحدة من ملامح المشروع الضلالي الذي تهدف المليشيا الحوثية الكهنوتية من خلاله تشويه معالم الدين الحنيف ومحاولة فرض معتقدات فاسدة على المجتمع اليمني المعروف بتدينه السليم وفكره الذي استقاه من نبع الإسلام الصافي.

 

الهوية خط أحمر

ومن خلال تتبع مواقف حزب الإصلاح فإن الحزب شكل مدماك قوي ورافعة صلبة من روافع الجمهورية وسياج للهوية اليمنية عجزت محاولات السلالة الكهنوتية في اختراقها، ولعل الحقيقة التي تؤكدها الأحداث والأيام أن الإصلاح بوفائه للمبادئ التي أعلنها منذ تأسيسه في سبتمبر 1990 ونضاله من أجل الجمهورية وهوية البلاد لا يمكن سوى اعتباره مكسبًا للأمة اليمنية أو هكذا يقول تاريخ الإصلاح بشهادة خصومه قبل محبيه.

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.