بعد 8 سنوات من الحرب.. لماذا تعثّر الحل العسكري في اليمن؟

تتوالى التصريحات الإقليمية والدولية حول تعثّر الحل العسكري في اليمن، كان آخر تصريح لوزير الخارجية المصري، سامح شكري، قال فيه إنه "لا يوجد حل عسكري للأزمة في اليمن"، وهو ما عبّرت عنه سابقا شخصيات دبلوماسية عربية وغربية عديدة.

فإذا كان الحل العسكري في اليمن متعثّرا لأسباب منها ما هو معلوم، ومنها ما يحتاج العلم به إلى مرور وقت طويل، فما الحل إذن، والحرب تدخل عامها الثامن، والحلفاء العرب الذين بدأوا عاصفة الحزم بـ17 دولة تناقصوا حتى أصبحوا دولتين؟ ومع ذلك، نسي التحالف، الذي صار دولتين (السعودية، والإمارات)، الأهداف الرئيسية من التدخل في اليمن، وهنا يطرح المواطن اليمني سؤالا: لماذا كان تحالفاً، وكيف تحوّل إلى محتل من جهة، ووسيط من جهة أخرى؟!

 

- لا سلام مع مليشيا الحوثي

يقول الباحث السياسي، الدكتور ثابت الأحمدي: "قلناها في السابق، ونقولها اليوم، وسنظل نقولها مرارا وتكرارا، بألا سلام مع مليشيا الحوثي مطلقا، ولا حوار ولا تفاوض؛ لأنها جماعة حرب، ولا تنتهي إلا بالحرب، ولنا معهم عشرات التجارب من فترة طويلة".

وأضاف: "لن أتكلم عن تجارب التاريخ القديم، وسأتكلم فقط عن التجارب منذ العام 2004، حيث انقلبت هذه المليشيا على الدولة، ووقّع النظام السابق معها عشرات الاتفاقيات، وأخلّت بها جميعا، وعقد معها أيضا نظام عبدربه منصور هادي عشرات الاتفاقيات ونقضتها جميعا، ونقضت مؤخرا اتفاقية الهدنة، وخرقت الهدنة قبل أن يجف حبرها، فهي مليشيا ستنقض أي اتفاقية وأي سلام".

وأشار إلى أن "حديث وزير الخارجية المصري يأتي في إطار سياسي، فهو كرجل دولة شقيقة ينظر لليمن ضمن مصلحة بلاده الخاصة، سواء هذه المصالح اتفقت مع قضية اليمن بصورة مباشرة أم غير ذلك".

وقال: "إذا كان المجتمع الدولي نفسه صاحب رؤية وفصل في أي قضية إقليمية أو دولية لكان أنهى قضية فلسطين، التي يدعو فيها للسلام والحوار منذ أكثر من 70 عاما".

وأوضح أن "المجتمع الدولي مجرد وسيط يعمل بأدواته الخاصة، ويعمل أيضا وفق أجندات اللاعبين الكبار، وفي محصلته النهائية يمثل مصالح هؤلاء اللاعبين، وهذه المصالح تتعارض مع مصالح اليمنيين".

وتابع: "نحن نعلم بأن لولا الضوء الأخضر من قِبل الدول الكبرى، ومن بعض الدول الإقليمية، لما خرجت مليشيا الحوثي من كهوفها في مران، ولما دخلت صنعاء، ولما انقلبت على الدولة".

وأضاف: "نحن لا نراهن على المجتمع الدولي مطلقا، نحن نراهن على القيادة اليمنية، وعلى الرئيس رشاد العليمي، الذي يعيش مرحلة البناء ولمَّ الصفوف، ونراهن عليه في تجاوز ثقل التركة التي ورثها عن الرئيس السابق عبدربه منصور هادي".

ويرى أن "هناك ملفات عميقة جدا، وسوداء، وهناك مشكلات كبيرة ترحّلت من الفترة السابقة، ونحتاج لفترة طويلة لتجاوزها -للأسف الشديد- لأنه فعلا كان هناك خلل بين من قِبل الرئيس السابق، وبعض معاونيه، أدى إلى ما نحن فيه الآن".

 

- غياب الرؤية الواضحة

من جهته، يقول نائب رئيس تحرير المصدر أونلاين، علي الفقيه: "إن الجميع يتحدث عن حل سياسي، ولكن لا أحد منهم لديه رؤية واضحة للحل السياسي، خصوصا الأطراف الإقليمية، بينما الأطراف الدولية لديها وصفة منذ العام 2018م لم تتغيّر، تتلخص في شرعنة الأمر الواقع، وعادة المجتمع الدلي والأمم المتحدة عند حل أي نزاع يحاولون النزول عند الطرف المتغلّب، وخصوصا عندما يكون الصراع بين دولة وعصابة".

وأوضح أن "المجتمع الدولي والأمم المتحدة عادة ما يمارسون الضغوط على الدولة، على اعتبار أن الدولة تلتزم بكافة المواثيق الدولية والأعراف، وتتعاطى بمرونة مع القضايا ومع الأطراف الخارجية".

وأشار إلى أن "الجماعات المسلحة، الخارجة عن الدولة والقانون، تتصلب عند رأيها، وتحاول فرض أمر واقع، ويظل المجتمع الدولي يحاول إرضاءها والنزول عند مطالبها، وهذا ما نلاحظه في اليمن".

وأوضح أن "فرص الحل السياسي انعدمت خلال السنوات الأخيرة، لأنه كلما طالت الحرب واستقوت المليشيات زاد الأمر تعقيدا، وصعب الحل السياسي، الذي تعتقده الأطراف الإقليمية، لذا اليوم مليشيا الحوثي أخذت لقمة كبيرة بقوة السلاح، وتخاطب الدول التي ترعى الاتفاقيات بأنها لن تسلم شيئا، ما لم ينتزع منها بالقوّة".

وقال: "من يدير الملف اليمني ليس لديه رؤية واضحة، ولهذا نشأت النتوءات، وهذه الجيوش والكيانات المسلحة ذات الأجندات المختلفة والمتناحرة، كانت هي من أبرز نقاط الضعف التي جعلت الجميع يتحدث عن عدم إمكانية الحل العسكري، حتى مع وجود مجلس القيادة الرئاسي".

وأضاف: "قد يتحوّل المجلس الرئاسي إلى مشكلة في ظل التضاربات والخلافات ووجود التشكيلات العسكرية الموجودة على الأرض بأجندات مختلفة، ستجعل من المجلس عاجزا عن توحيد قراره".

المصدر: بلقيس

 

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية