نقلت نحو 7 آلاف طن من المساعدات.. "قطارات الخير" التركية تغيث أكثر من 700 ألف أفغاني
نقلت "قطارات الخير" التركية نحو 7 آلاف طن من المساعدات الإنسانية إلى أكثر من 700 ألف أفغاني للمساعدة في تخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في أفغانستان.
ومع خروج قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية من أفغانستان في أغسطس/ آب 2021 ووصول حركة طالبان إلى السلطة، وجدت البلاد نفسها فجأة محرومة من المساعدات الدولية في ظل تعرضها لأزمة اقتصادية خانقة.
ووصل أفغانستان 6 قطارات (قطارات الخير) محمّلة بأطنان من المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني، للمساهمة في معالجة الأزمة الإنسانية الحادة، تماشيا مع توجيهات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وبتنسيق من وزارة الداخلية ورئاسة إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) وبدعم من منظمات تركية غير حكومية.
وتم توزيع حوالي 7 آلاف طن من المساعدات في 34 محافظة أفغانية، تحتوي على ملابس شتوية وأغطية ودقيق وسكر وزيت ومعكرونة وبقوليات وطماطم، لدعم عشرات الآلاف من الأسر المحتاجة.
وجرى أيضا إمداد مجموعة كبيرة من دور الأيتام والمدارس ودور العبادة والمستشفيات بمساعدات إنسانية ومواد أخرى مثل القرطاسية والسجاد والكراسي المتحركة والأدوية والمستلزمات الصحية.
كما تم إيصال صناديق من المساعدات إلى مئات الأسر الأفغانية التي تضررت جراء الزلازل والفيضانات في البلاد خلال أشهر الصيف.
وجرى توزيع المساعدات على الأسر الأفغانية المتعففة بإشراف السفارة التركية في كابول، وبتنسيق من المؤسسات التركية العاملة في أفغانستان مثل "آفاد" والوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا) ووقف المعارف التركية والهلال الأحمر التركي والهلال الأحمر الأفغاني، وبحضور ممثلي المؤسسات التركية في كل نقطة توزيع.
** مناشدة إنسانية
وقال سفير أنقرة لدى كابول جهاد أركينآي لمراسل الأناضول، إن تركيا ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني لتخفيف وطأة الأزمة الإنسانية.
وأكد أن أفغانستان تعاني من أزمة إنسانية حادة ما دفع تركيا إلى إرسال شحنات من المساعدات الإنسانية عبر "قطارات الخير".
وناشد المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والمنظمات غير الحكومية، المساهمة في تخفيف الآثار السلبية للأزمة الإنسانية التي يعاني منها الشعب الأفغاني.
ولفت أركينآي إلى أن تركيا تساهم بشكل فعال في الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لتلبية احتياجات الشعب الأفغاني، وأن "قطارات الخير" الستة وفّرت مساعدات إنسانية وغذائية مباشرة لما يتراوح بين 70 و75 ألف أسرة، أي ما بين 700 و750 ألف شخص.
** شتاء قاسٍ
وأفاد أركينآي بأن التوقعات تفيد بأن فصل الشتاء الحالي سيكون الأقسى منذ أعوام، مشددا على أهمية الاستجابة لدعوات توفير المساعدات الإنسانية التي تطلقها المؤسسات الدولية لصالح الشعب الأفغاني.
وأكد أن أفغانستان بحاجة لمساعدات عاجلة في جميع المجالات، وقال إن الناس في أفغانستان يعبرون في كل فرصة عن امتنانهم من المساعدات التركية التي تحتل مكانة الصدارة.
وتابع: "من المهم أن تستمر أنشطة المساعدة هذه في الفترة المقبلة لأن الإحصائيات تظهر أن غالبية السكان يعيشون للأسف تحت خط الفقر".
وأردف: "أصبح سوء التغذية مشكلة بالغة الأهمية في أفغانستان خاصة بين الأطفال والأمهات، ما يزيد الضغط على المستشفيات ويخلق احتياجات عديدة في النظام الصحي. ونحاول المساعدة في هذا المجال أيضا".
وذكر أركينآي أن تركيا قدمت أيضا مساعدات عاجلة إلى مستشفى أتاتورك للأطفال في كابول، وهو ثاني أكبر مستشفى للأطفال في أفغانستان.
** طرق وعرة وقرى نائية
وقال أركينآي إن الفرق التركية واجهت صعوبات عديدة في إيصال المساعدات داخل أفغانستان بسبب الطرق الوعرة.
واستدرك: "لكننا تغلبنا على كل هذه المشاكل وحاولنا قدر الإمكان الوصول إلى أماكن وقرى نائية لم تتلق مساعدات من قبل".
وختم بقوله: "ومع ذلك، فإن أنشطة المساعدات الإنسانية في أفغانستان لا تزال غير مستدامة. للنهوض من جديد، يحتاج الشعب الأفغاني لجهود حقيقية يبذلها المجتمع الدولي".
التعليقات