عشر سنوات أناضول
قبل عشر سنوات بدأت العمل مراسلا لوكالة الأناضول، منذ فبراير ٢٠١٣، وهي تجربة رائعة اكسبتني الكثير خاصة وأن الفترة هذه شهدت الكثير من التطورات التي أعقبت ثورة فبراير ٢٠١١ وما تلاها.. بدءا بمؤتمر الحوار الوطني ثم الانقلاب الحوثي والحرب التي مضى عليها نحو 8 سنوات.
لم يقتصر عملي على المتابعة الإخبارية فقد شمل بطبيعة الحال تقارير وتحقيقات ومقابلات متنوعة واكبت الأحداث؛ وكانت الأناضول خلال هذه الفترة واحدة من أهم وكالات الأنباء المهتمة بالشأن اليمني.
في الآونة الأخيرة تراجع اهتمامي وارتباطي بالعمل لدى الوكالة لأسباب كثيرة بعضها متعلق بظروف الحرب وما افرزته من قوى وتداعيات، وبعضها مرتبط بي وبالإدارة وطريقة تعاطيها مع المراسلين.
وفي السنوات الأخيرة، وبحكم أني مقيم في عدن التي تحكمها قوى تابعة لدولة ناصبت تركيا العداء، فقد نالني (من الحب جانب)، حيث ينظر هؤلاء إلى العمل مع الأناضول باعتباره تهمة وجريمة يعاقب عليها القانون. حتى أن قرار منعي من إجراء المقابلات التلفزيونية استند إلى عدة حيثيات (ظريفة جدا)، ومن ضمنها أنني أعمل مراسلا لوكالة الأناضول.
ومع كثرة مراسلي الوكالة في اليمن فإن التحاقي المبكر بها من قبل الحرب بأكثر من ثلاث سنوات خاصة في تغطية الأحداث في عدن وبقية المحافظات جعلني، (في نظر بعض الأذكياء جدا) مسؤولا عما تنشره الوكالة حتى لو لم أكن أنا كاتب المادة.
قبل فترة اتصل بي أحدهم غاضبا من خبر نشرته الوكالة، وقال لماذا تكتب هذا الكلام؟ وعندما قلت له أنني لست صاحب الخبر قال أنا أعرف هو مكتوب اسم واحد ثاني لكن هو أنت مراسل الأناضول!!!
خلاصة القول أن هذه مرحلة مهمة بالنسبة لي ولعملي الإعلامي استفدت منها الكثير خاصة بوجود قامات صحفية من دول عرببة مختلفة ولهم باع طويل في العمل الصحفي، أوجه لهم التحية والامتنان، كما أحيي كل الأصدقاء والزملاء الذين كان لهم فضل التعاون والدعم والمساندة كلما احتجت إلى ذلك.
التعليقات