ثورة ٢٦ سبتمبر واعلان قيام الجمهورية

ألغام الحوثي.. القاتل الخفي الذي يطارد اليمنيين!

تحصد الألغام الحوثية أرواح اليمنيين بشكل يومي، مخلفة مئات القتلى والجرحى بين المدنيين، وتاركة ندوباً لا تختفي مع الزمن، على أجساد الكثيرين منذ بداية الصراع اليمني في 2015. وفي يناير (كانون الثاني) الماضي فقط، وثق المرصد اليمني للألغام، مقتل 32 مدنياً، وإصابة 42 آخرين بانفجار عبوات ناسفة زرعتها الميليشيا الموالية لإيران في عدد من المدن، وعلى رأسها الحديدة.

ووثق المرصد اليمني أيضاً، انفجار 41 لغماً، وعبوة، من مخلفات الحرب في 9 محافظات يمنية في يناير (كانون الثاني) الماضي، وخلفت هذه الحوادث 74 ضحية بين قتيل وجريح في صفوف المدنيين.

ومنذ بداية الصراع اليمني في 2015، وسعت ميليشيا الحوثي عمليات زرع الألغام، لتصل إلى أكثر من مليون، بحسب تقرير لوزارة حقوق الإنسان اليمنية، التي أكدت أن هذا العدد من الألغام يعتبر الأعلى منذ الحرب العالمية الثانية. كما قالت الحكومة إنها تحتاج إلى 48 مليون دولار لدعم عمل الفرق التابعة لها من أجل نزع الألغام.

 

في الحديدة

تؤثر الألغام على كل المحافظات اليمنية دون استثناء، لكن الصورة الأشد قتامة تأتي من محافظة الحديدة، حيث تصدرت قائمة أكثر الضحايا في يناير (كانون الثاني) الماضي، إذ تم تسجيل وتوثيق سقوط 18 قتيلاً مدنياً منهم 8 أطفال وامرأة، فيما بلغ عدد المصابين 20 جريحاً بينهم 11 طفلاً في المحافظة الساحلية، وتوزع باقي الضحايا من القتلى والجرحى في محافظات الجوف ومأرب وصعدة وحجة وشبوة وأبين والبيضاء وفي مديرية نهم بمحافظة صنعاء.

يقول المدير التنفيذي للمرصد اليمني للألغام فارس الحميري، إن "شهر يناير (كانون الثاني) الماضي مثل بداية سنة سيئة لعدد من الأسر اليمنية التي فقدت عائلها أو أحد أبنائها، لقد شهدنا تصاعداً كبيراً في الخسائر البشرية والمادية التي خلفتها حوادث انفجارات الألغام التي زرعها الحوثيون، والعبوات والمقذوفات من مخلفات الحرب خلال الشهر الماضي مقارنة بالأشهر السابقة من سنوات الحرب الأخيرة"، وفقاً لما ذكره موقع "البوابة نيوز".

وتلجأ ميليشيا الحوثي لاستخدام هذا النوع من الأسلحة تحديداً، لمنع تقدم القوات الحكومية اليمنية.

 

في تعز

كانت تعز أيضاً وما زالت واحدة من المحافظات اليمنية الشاهدة على مآسٍ كثيرة بسبب الألغام الحوثية، فهي تعطل العملية الدراسية في أحيان كثيرة هناك، بسبب وصول شرارة الألغام إلى قلب عدد كبير من مدارس المدينة.

وفي 25 يناير (كانون الثاني) الماضي، أكد مسؤولون في مشروع "مسام السعودي" المتخصص بإزالة الألغام، إصابة 107 من الطلبة اليمنيين جراء انفجار الألغام المموهة التي زرعتها الميليشيات الحوثية في مدارس عدة في محافظة تعز. وأضافوا أن هذه الألغام تسببت بشلل تام للمدارس، حيث توقفت العملية التعليمية مؤخراً.

 كما لفتوا إلى أن زراعة الألغام أثرت على الطلاب والعملية التعليمية بأكملها، حيث توقف العديد من المدارس عن أداء أعمالها، إضافة إلى نزوح الكادر التعليمي إلى محافظات أخرى.

يؤكد مشرف فرق مسام في تعز عارف القحطاني، أن الكثير من المدارس في المحافظة، عانت انتشار الألغام فيها مثل مدرسة الشعب عكاد في جبل حبشي، وقد حقق فريق مسام إنجازات إنسانية كبيرة في هذه المدرسة، حيث اكتشف العديد من الألغام والعبوات الناسفة والقذائف التي لم تنفجر بعد، وكذلك مدرسة قطيبة ومدرسة شهيد الزبيري في جبل حبشي ومدرسة الثورة في الميعارف، ومدرسة عقبة بن نافع في صالة، وكذلك مدرسة إبراهيم بن عقيل في مديرية صبر الموادم، حيث زرعت الألغام في كل هذه الفضاءات التربوية وفي ومحيطها والطريق المؤدية لها.

وقال القحطاني إن هذه الألغام أعاقت العملية التعليمية، مما دفع بعض أولياء الأمور إلى الإحجام على إرسال أطفالهم لها، خوفاً عليهم من أخطارها، بحسب ما ذكرته صحيفة "سبق" الإلكترونية.

 

خلال الهدنة

لم يقتصر أذى الألغام على اليمنيين في أيام الحرب فقط، لكن وفي الهدنة أيضاً، كشفت الأمم المتحدة في 15 فبراير (شباط) الجاري، عن أن أكثر من 300 مدني وقعوا ضحايا للألغام والمتفجرات خلال فترة الهدنة في اليمن، التي امتدت في الفترة ما بين أبريل (نيسان) وحتى أكتوبر (تشرين الأول) 2022.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، فإن الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة تسببت في مقتل وإصابة 343 مدنياً خلال فترة الهدنة، من بينهم 95 قتيلاً، مشيراً إلى أن الألغام والمتفجرات التي زرعها الحوثيون لا تزال تشكل الخطر الأكبر الذي يواجه المدنيين ويلحق بهم خسائر فادحة، لا سيما النساء والأطفال، وفقاً لموقع صحيفة "البيان".

 

جهود مسام

وفي تقريره الشهري الأخير، أكد المركز الإعلامي لمشروع مسام نزع 4615 لغماً وعبوة ناسفة، من تلك التي زرعتها ميليشيا الحوثي في عدد من المحافظات اليمنية.

وأوضح المركز الإعلامي لمشروع مسام، أن إجمالي الألغام والعبوات والذخائر المنزوعة خلال يناير (كانون الثاني) الماضي توزعت بين (536 لغماً مضاداً للدبابات، و49 لغماً مضاداً للأفراد، و4023 ذخيرة غير منفجرة، و7 عبوات ناسفة)، بينما بلغ إجمالي المساحة المطهرة 968147 متراً مربعاً من الأراضي اليمنية.

وأشار المركز الإعلامي إلى أن إجمالي الألغام والذخائر المنزوعة منذ انطلاق عمل مشروع مسام وحتى الآن، بلغ 384220 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة زرعتها ميليشيا الحوثي بعشوائية في مختلف المحافظات اليمنية، وبلغ إجمالي المساحة المطهرة 43612168 متراً مربعاً.

 

"علب فول"

وفي إطار عمل فريق مسام المستمر في اليمن، رصد خبراء تفكيك المتفجرات أنوعاً كثيرة من الألغام الحوثية، مشيرين إلى أن الميليشيا لجأت إلى ما هو غير متوقع، ومن أكثر أنواع الألغام غرابة من تلك التي تعاملت معها فرق مسام ما كان على شكل أحجار، وخرسانات حديدية، وغيرها من الأشكال المألوفة والخادعة.

يقول مدير المشروع أسامة القصيبي في لقاء مع صحيفة "الشرق الأوسط" في 20 فبراير (شباط) الجاري: "من الغرائب أن الميليشيا حوّلت علب الفول إلى متفجرات، حيث تضع قطعاً حديدية وكمية من البارود وحشوة متفجرة متصلة بكبسولة كهربائية تنفجر بمجرد الاقتراب منها، بالإضافة إلى تمويه العبوات الناسفة على شكل صخور مفخخة أو جذوع نخل متفجرة، ووضعها في مزارع المواطنين"، إلى جانب تعامل مشروع مسام مع عبوات ناسفة في إطارات السيارات.

 

"صحيفة 24 الإلكترونية"

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.