الأمراض المزمنة والمعدية تتفشى في اليمن والحوثيون يرفضون اللقاحات ويصفونها بالمؤامرة البشرية
أكدت مصادر محلية، عودة انتشار مرض الحصبة والجدري في صنعاء وغيرها من مناطق سيطرة مليشيا الحوثي بالتزامن مع حملة تحريض ضد اللقاحات.
وقالت المصادر، إن بعض مستشفيات صنعاء الحكومية والأهلية استقبلت خلال الأسبوعين الماضيين عشرات الأطفال المصابين بالحصبة، والجدري.
وأفادت بأن عدد من الأطفال توفوا خلال الأيام الفائتة جراء مرض الحصبة، كما لا تزال عشرات الحالات في غرف العناية والرقود بعدد من المستشفيات.
ولفتت المصادر الى أن العديد من المستشفيات تستقبل ما بين ثلاث الى ست حالات يوميا، بعضها في حالة خطرة، مضيفة، أن الأطفال الذين تم تطعيمهم وأصيبوا تكون الأعراض أقل خطورة من الأطفال الذين لم يأخذوا اللقاح.
إلى ذلك كشفت مصادر حقوقيو في صنعاء عن انتشار أمراض جلدية وتنفسية وأخرى مزمنة ومعدية في عشرات السجون التابعة لمليشيا الحوثي.
وذكرت المصادر، أن مئات المعتقلين في السجن المركزي والسجن الحربي وسجون جهاز الأمن والمخابرات، وفي مراكز الحجز والتوقيف الشرطية، أصيبوا بالتهابات حادة في الجهاز التنفسي، مع تفشي الأمراض الجلدية وأمراض الكبد والكلى والكوليرا والملاريا والحميات وسوء التغذية.
وأرجعت المصادر ذلك التدهور الصحي إلى استمرار الفساد والإهمال الحوثي المتعمد، إضافة إلى مصادرة ونهب قادة المليشيا، الموازنات التشغيلية الخاصة بالسجون الرسمية، بما فيها مخصصات النظافة والتعقيم والعيادات الطبية.
وكان تقرير صادر عما تسمى «إدارة الترصد الوبائي» في صنعاء، أقرت بإصابة عشرات السجناء والمعتقلين بأمراض وأوبئة مختلفة، منها الكوليرا والتهابات تنفسية وأمراض جلدية.
خرافات وتحريض
عدد من قيادات مليشيا الحوثي حرضت في وقت سابق ضد اللقاحات وبينها قيادي الحوثي "سليم السياني" والذي هاجم صراحة منظمة الصحة العالمية ولفق التهم إليها بأنها تقف خلف إغراق الأسواق بـ"اللقاحات" و"حبوب الحمل"، فيما ظهر قيادي آخر يدعى "عبدالعزيز الديلمي"، يزعم أن "اللقاحات شماعة ليس لها أساس علمي".
القيادات الحوثية زعمت أن قيادة الحوثيين ومنهم زعيم المليشيا هم المخرج الوحيد للناس للتحصن من الأمراض وزيادة المناعة"، فيما اعتبرت اللقاحات "مؤامرة عالمية" تستهدف البشرية.
وزير الصحة بحكومة الانقلاب غير المعترف بها المدعو طه المتوكل، ذهب هو الثالث لاعتبار أن "اللقاح ليس إلزامياً بالمطلق" مدللاً على عودة تفشي شلل الأطفال الذي وصفه بأنه "عمل عدائي".
رد الحكومة
واعتبرت الحكومة اليمنية منع وهجوم مليشيات الحوثي على اللقاحات أنها "تصرفات طائشة تغامر بمستقبل أطفال اليمن"، ونددت بشدة برعاية مليشيات الحوثي لندوة ضد اللقاحات.
وقالت وزارة الصحة في الحكومة اليمنية في بيان إن "رعاية مليشيا الحوثي مثل هذه الخرافات هو مغامرة بمستقبل أطفال اليمن في مناطق سيطرة المليشيات وترك مصيرهم تحت رحمة خرافات المشعوذين والدجالين المدعين للطب في الوقت الذي أجمع العالم كله على الطب المبني على الأدلة العلمية".
وأكد البيان أن "واجب وزارة الصحة هو نشر الرسالة الإعلامية الصحية السليمة وإيصال المعلومة الدقيقة وأن العمل الوقائي المانع لظهور الأمراض والأوبئة واهمها اللقاحات هو أفضل وسيلة لمواجهة الأمراض".
وكشف البيان أنه "بفضل اللقاحات تم القضاء على كثير من الأمراض مثل الجدري وأُعلِن اليمن خال من شلل الأطفال عام 2009 حتى عاد عام 2019 في محافظة صعدة نتيجة لسلوك المليشيا المانع والمهمش للقاحات".
وبحسب الصحة اليمنية فإنها تلقت رسالة مشتركة من ممثل منظمة الصحة العالمية والقائم بأعمال ممثل منظمة الطفولة العالمية (يونيسيف) في اليمن في شهر سبتمبر/أيلول 2020، عبرتا فيها عن مخاوفهما من نتائج الاستمرار بعدم السماح بتنظيم حملات التحصين التكميلية ضد شلل الأطفال واهتمامهما جراء انخفاض نسب التحصين الروتيني ضد شلل الأطفال وغيره من الأوبئة الفتاكة في بعض مناطق البلاد وخاصة تلك الخاضعة للانقلابيين.
جاء ذلك عقب ظهور عدد من حالات الإصابة بشلل الأطفال بين الأطفال في محافظتي صعدة وحجة، ما دفع وزارة الصحة بطرح ذلك بمختلف المحافل الإقليمية والعربية والدولية للمطالبة باتخاذ خطوات جادة في سبيل الضغط على المليشيا لتلافي الوضع قبل حلول الخطر الذي يتهدد ملايين الأطفال في اليمن .
وجدد البيان استنكار وزارة الصحة للسلوك الصادم المنافي للعقل والعلم والمنطق، مؤكدا أن هذا الترويج للأفكار الظلامية التي لا يقيم اعتباراً لسلامة اليمنيين وحياة ومستقبل أطفالهم، كارثة يجب أن يتصدى لها الجميع.
كما دعت إلى "تعرية ما يقوم به الحوثيين لاسيما مع عودة الأمراض والأوبئة التي كانت قد انتهت وهي اليوم تعود بعدما وفر لها الظلاميون بيئة خصبة لتعود للفتك بصحة الإنسان اليمني، ومنها مرض شلل الأطفال".
وطالب البيان، المجتمع الإقليمي والدولي التحرك من أجل منع هذه الثقافة السلبية والمناقضة للعلم والصحة والحقيقة على حد سواء، وإدانة ما يحدث، والقيام بواجبها عبر خطوات تضمن عدم انتشار هذه السلوك الكارثي.




التعليقات