برنامج : اليمن الكبير : تعز أيقونة الثورة والحرية والنضال

ما حجم الخلافات بين الانتقالي والرئيس العليمي؟

تعاني اليمن حربا منذ ثماني سنوات، تداخل فيها الصراع المحلي مع الإقليمي، وتبادلت فيها بعض الأطراف مواقع تمترسها وتحالفاتها، غير أن المجلس الانتقالي، المدعوم من التحالف السعودي - الإماراتي، يبدو الحالة الأشد غرابة وتناقضا، إذ يعيش دورين متناقضين في آن واحد.

فبينما يعد المجلس الانتقالي شريكا في السلطة الشرعية من جهة هو أيضا مليشيا تقوِّض عمل هذه السلطة من جهة أخرى، وبينما هو ممثل في هرم السلطة من جهة يرفع راية الانفصال عن السلطة نفسها التي هو جزء منها، ويستمد شرعية سيطرة قواته على الأرض من تبعيته الرسمية لهذه السلطة المعترف بها.

 يشتد التصعيد اليوم بين المجلس الانتقالي ورئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، على خلفية تصريحات العليمي بشأن القضية الجنوبية، حول وجوب تأجيل نقاشها إلى ما بعد استعادة الدولة، وهو ما يراه البعض أنه تصريح يخفي خلفه خلافا بين الرياض وأبو ظبي، خصوصا بعد رفض السعودية دخول الانتقالي محافظة حضرموت، وتأسيسها قوات درع الوطن، ونشر قواتها في المحافظة.

 

 - نوع من المغالطات

 يقول الباحث والمحلل السياسي، نبيل البكيري: "إن هذه التصريحات تدور في إطار التصريح السياسي للقضية اليمنية، وتتجاوز الكثير من القضايا الجوهرية، التي كان يفترض أنه قد تم الاتفاق حولها فيما يتعلق باتفاق رياض واتفاق نقل السلطة، حيث كان هناك جملة من القضايا المتفق عليها من ضمنها القضية الجنوبية، التي نوقشت على أنها قضية لاحقة لأي نقاش آخر يدور حول استعادة الشرعية، وإسقاط الانقلاب".

وأضاف: "هناك الكثير من الملاحظات في الحديث عن القضية الجنوبية، وينبغي أن يدركها الكثير من المراقبين والإخوة في المجلس الانتقالي، بأن هذه القضية لم تعد بتلك الصورة التي كانت تقدم فيها قبل 2011م، صورة المظلومية والشراكة وغيرها، لأن السلطة اليوم أصبحت شراكة بين مختلف الأطراف اليمنية، وفي مقدمتها المجلس الانتقالي الذي لديه نصيب الأسد منها".

وأوضح أن "الكثير من الحقائق اليوم -إذا ما أردنا أن نكون واضحين فيها- يجب أن توجه كأسئلة للمجلس الانتقالي، مثلا ما يتعلق بالأراضي التي كانوا يتحدثون عنها، والمال العام والوظيفة العامة، فالمجلس الانتقالي مسيطر سيطرة تامة على هذه الملفات، ونتساءل أين ذهبت الأراضي التي كان يقال عنها إن نظام صالح هو من نهبها؟ فملف الأراضي يعد اليوم أكثر سوءا من كل المراحل التي مرت بها عدن".

وتابع: "ينبغي أن يدرك المجلس الانتقالي وأصحاب فكرة الانفصال أنه لا يمكن أن يكون هناك انفصال في إطار شرعية تعيش وضعا مأساويا يتمثل بوجود الانقلاب".

وأشار إلى أن "هناك نوعا من المغالطة في تصريحات ناطق المجلس الانتقالي، علي الكثيري، فيما يتعلق بوجود بند خاص بالقضية الجنوبية في مشاورات الرياض".

وقال: "القضية الجوهرية والمركزية اليوم، أو المنطقية السياسية اليوم، تقتضي استعادة الدولة؛ بعد ذلك تطرح كل قضايا الدولة على طاولة المفاوضات ويتم النقاش حولها، لأن في الأخير ليس هناك مقدسات لا يمكن الحديث حولها، فاليمن فيها مظالم كبيرة، وليس الجنوب وحده الذي ظلم".

وأضاف: "الحديث اليوم عن القضية الجنوبية في إطار الوضع المعقد، ليس هناك شرعية تسيطر على عاصمة البلاد، وفي ظل وجود انقلاب لا يعترف إلا بنفسه وذاته، وهو نقيض لفكرة الدولة والجمهورية والديمقراطية، وكل المفردات السياسية الني ينبغي لها أن تحضر في هذه المرحلة".

 وأفاد أن "القضية الجنوبية اليوم عندما تناقش، ما هو الإطار الذي ممكن تناقش فيه، وما هي الأدبيات السياسية الي يمكن النقاش حولها، باعتبار أنه لا الانتقالي ممثلا للجنوب كاملا، ولا الانتقالي مخولا بأن يكون المتحدث الرسمي باسم الجنوب، لأن هناك مكونات جنوبية شتى داخل الجنوب، وإن كانت لا تمتلك مليشيات، ولا تستطيع فرض رأيها، إلا أنها تمثل قطاعا كبيرا من الجنوبيين، ولا يمكن تجاوزهم".

ويرى أن "المشاكل، وحالة الانقسام الحاصلة في الداخل الجنوبي، لا تسمح لفريق جنوبي أو طرف جنوبي أن ينصِّب نفسه والحديث باسمهم جميعا، ولا أن يمتلك حق تقرير مصير البلاد".

 ولفت إلى أن "الوحدة ليست دينا ولا الانفصال كفرا، فقط تعالوا نتفق على مضامين كيف يمكن استعادة البلاد والدولة أولا من الانقلاب، أما تكريس فكرة الانفصال لتطغى على فكرة استعادة الدولة فكرة خاطئة، لأنك ستعطي من خلال هذا المسمى شرعية لوجود الحوثي".

وأضاف: "نتذكر خطاب عيدروس الزبيدي، عقب تشكيل المجلس الرئاسي، قال فيه إنه تم تأجيل جميع القضايا إلى ما بعد استعادة الدولة والبلاد، وتحرير صنعاء في غضون 7 أشهر، فأين ذهب مثل هذا الخطاب اليوم؟".

 

- نتيجة تراكمات مستمرة

من جهته، يقول رئيس مركز عدن للدراسات، الموالي للانتقالي، حسين الحنشي: "إن ما أثار حفيظة المجلس الانتقالي من تصريحات العليمي هو التراكمات المستمرة والتنصل عن الوعود ثم عدم الوضوح والجدية".

وأضاف: "عيدروس الزبيدي، عقب تشكيل المجلس، تحدث بجدية عندما قال إننا بحاجة إلى سبعة أشهر لا سبع سنوات، وكان حديثه بلسان وحدوي ويمني خالص، وهو الأمر المنطقي الذي نحن بحاجة إليه الآن من توحيد للجهود، لكن خيبة الأمل المتتالية للقيادة الجنوبية من الشركاء هي التي أوصلتنا إلى هذه المرحلة".

وتابع: "المتفق عليه في اتفاق نقل السلطة، بأن يكون هناك وفد تفاوضي مستقل للمجلس الانتقالي، في أي مفاوضات تسوية مع الحوثيين، وألا ترفض جهة معينة ضمن الشراكة تعيين حتى محافظ لمحافظة يراد تحريرها حتى نصل إلى صنعاء، كما حصل من حزب الإصلاح في محافظة الجوف، هناك اعتراضات لما حصل في شبوة، واعتراضات لتطهير أبين من الإرهاب:.

وأردف: "نحن قبلنا أن نشترك مع مدينة المجمع في مأرب، ومع نصف مدينة تعز، ومع جزء بسيط من الشمال مناصفة حقيقية؛ بأن يكون رئيس الجمهورية شماليا، ورئيس الحكومة شماليا، لكن كل ذلك ليس مقدرا".

اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”

أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية

اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”



وسيبقى نبض قلبي يمنيا