البحار اليمنية.. الحدود المكشوفة والأمن القومي المفقود

تمتلك اليمن حوالي الفين ومائتي كيلو متر طولي من الحدود البحرية المفتوحة المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب, المطل على المحيط الهندي, للأسف فإنّ  اليمن لم تتصالح بعد مع محيطها البحري وحدودها الحيوية, بل تركتها نهبا للإرهاب وللتمرد والاختراق.

وكنموذج  لهذا الإختراق نورد هنا تقريرا مختصرا لما قامت به المليشيات الحوثية الإرهابية المتمرّدة في فترة وجيزة سابقة من أعمال وقرصنة بحرية إرهابية  نوجزها فيما يلي:

• في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 احتجزت مليشيات الحوثي سفينة سعودية صغيرة وزورق سحب يحمل علم كوريا الجنوبية ضمن عملياتها الممنهجة في قرصنة سفن الشحن, تنفيذا لإملاءات إيران .

• سبق لمليشيات الحوثي أن قامت بقرصنة سفينة عمانية تعرف بـ"الراهية" في فبراير/شباط عام 2020, إثر جنوحها بسبب الرّياح إلى جزيرة صغيرة واقعة تحت سيطرة الانقلابيين الحوثيين, قبالة سواحل الحديدة، حيث اعتقلت المليشيات طاقم السفينة المؤلف من 20 بحارا من الجنسية المصرية والهندية لأكثر من عام.

• استولت المليشيات الحوثية في مستهل عام 2022, على سفينة الشحن ذات النداء "روابي" وتحمل علم دولة الإمارات، تعرضت للقرصنة والاختطاف، أثناء إبحارها قبالة محافظة الحديدة, كانت تحمل معدات طبية تابعة لمستشفى ميداني بجزيرة سقطرى.

• خلال الاسبوع الاول من شهر مارس من هذا العام 2023 ذكرت شبكة سكاي نيوز العربية ,أنّ البحرية البريطانية صادرت سفينة إيرانية محمّلة بأسلحة إيرانية مهرّبة لصالح المليشيات الحوثية المتمرّدة في المنطقة البحرية القريبة من خليج عدن .

وتشير الكثير من االدراسات والتقارير الدولية أنّ المجال البحري لمناطق غرب آسيا, حيث تقع في قلبها الحدود والمياه البحرية اليمنية وعلى وجه التحديد البحر الاحمر وخليج عدن, أنّه يشهد الكثير من القرصنة والأعمال الإرهابية  والمناشط البحرية غير المشروعة  منها :

تهريب المهاجرين

• التهريب والاتجار غير المشروع في الأسلحة والبشرو والمنتجات الحيوانية والنباتية المحضورة

• الصيد غير القانوني خاصة في المياة البحرية اليمنية والتفجير الجائر للمستوطنات البحرية  الطبيعية للاسماك

• إغراق السواحل اليمنية بالنفايات والملوثات السامة

• سرقة النفط وبيعه في السوق السوداء

• القرصنة والتهديد الإرهابي للسفن.

عرّفت دائرة معارف العلوم الإجتماعية الأمن القومي, بأنّه " قدرة الأمة على حماية قيمها - ومصالحها - الداخلية من التهديدات الخارجية   ,ووفق هذا العريف, يبدو جليا أنّ اليمن أضحت مصالحا الداخلية وأمنها القومي مكشوفا ومعرّضا للنهب والاستهلاب, ولم يكن هذا حدثا عارضا ومستجدا بعد الانقلاب الحوثي على السلطة الشرعية في العام 2014, ولكن بات مزمنا منذ عقود, وفي ظل الأنظمة السابقة التي حكمت اليمن, وهذا الذي شجّع  إيران على استثماره كثيرا وعبر ذراعها المحلي – المليشيات الحوثية المتمرّدة – فعاثت فسادا في مياه البحر الاحمر, الى جانب عمليات القرصنة البحرية من قبلها  ومن قبل بعض العصابات الإرهابية الأخرى القادمة من السواحل الصومالية.

إنّ ما يقوم به  المسئولون في السلطة الشرعية اليمنية والى جانبهم سلطات قوات التحالف وقواتها البحرية ليس كافيا في مواجهة هذا الإرهاب القادم من البحر, وعليهم تدارك  الموقف ليس فقط لسد هذه الثغرة في خاصرة الامن القومي اليمني, ولكن لحماية الأمن القومي على المستوى الإقليمي والدولي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  https://alyoum8.net/posts/89072

  https://www.skynewsarabia.com/world/1601676

                                  التهديدات الأمنية غير التقليدية غربي المحيط الهندي وخليج عدن, دراسة في تطوير آليات المواجهة, على الذهب, مركز  الجزيرة للدراسات,2021.

                          سالم, تكنولوجيا المعلومات والإتصالات والأمن القومي للمجتمع, ص 3.

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية