اليمنيون يتهمون وزير خارجيتهم بافتعال أزمة مع مصر.. فما القصة؟

تصدر وسم اقالة وزير الخارجية اليمني مواقع التواصل الاجتماعي في عدد من الدول العربية على خلفية زيارة أحمد عوض بن مبارك، وزير الخارجية اليمني، للعاصمة الإثيوبية أديس بابا.

مطالب الإقالة جاءت عقب منع عشرات المسافرين اليمنيين من دخول الأراضي المصرية بعد وصولهم على متن رحلة طيران اليمنية رقم 601، تطبيقاً للإجراءات الجديدة التي تشترط تقارير طبية صادرة عن مستشفيات حكومية في مصر.

ونشر موقع وزارة الخارجية اليمنية في وقت سابق، خبر لقاء الوزير بن مبارك في العاصمة الإثيوبية أديس بابا بنائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإثيوبي دمقي مكونن حسن، لمناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين.

 

كيف علق أحمد عوض بن مبارك؟

ومن جهته، علق وزير الخارجية اليمني، أحمد عوض بن مبارك، على الحملة التي طالته عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

فقال "إنها تحاول الإساءة للعلاقات بين اليمن ومصر"، وذلك على خلفية زيارته إلى إثيوبيا وما أعقبها من تغيير السلطات المصرية إجراءاتها بشأن زيارة وإقامة اليمنيين على أراضيها.

وقال الوزير بن مبارك عبر تويتر: "تابعت خلال اليومين الماضية حملة إعلامية منظمة استهدفتنا شخصياً، إثر قيامنا بخطوات إصلاحية لمعالجة وضع الملحقيات الفنية في سفاراتنا وهو أمر اعتدناه".

وأضاف: "لكن ما لا يمكن قبوله أبداً أن يستخدم الاستهداف الشخصي للإساءة لعلاقتنا المتينة والتاريخية مع مصر من خلال فبركات لا أساس لها من الصحة".

وتابع الوزير قائلا: "فمصر أولا أكبر من ذلك، ونحن لا يمكن إلا أن نكون معها دوماً وأن نبادلها الوفاء بالوفاء في كل المواقف والمنابر، خالص التهاني في ذكرى نصر العاشر من رمضان لمصر وشعبها وقياداته الحكيمة".

 

السفارة المصرية في اليمن

ومن جهتها، قالت السفارة المصرية في اليمن في تغريدة: "حظي السفير/ أحمد فاروق، سفير جمهورية مصر العربية لدى الجمهورية اليمنية بلقاء فخامة الدكتور/ رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي. شكل اللقاء فرصة للتأكيد على متانة العلاقات بين البلدين الشقيقين واستمرار دعم مصر لليمن الشقيق حكومة وشعبًا والترحيب بكافة اليمنيين في بلدهم مصر".

 

نائب رئيس المجلس الانتقالي

وطالب نائب رئيس المجلس الانتقالي، هاني بن بريك، المجلس الرئاسي بإقالة وزير الخارجية اليمني، أحمد بن مبارك، لإصلاح الوضع مع مصر.

وقال بن بريك في سلسلة تغريدات إن ‏"ما جرى اليوم في مطار القاهرة للمسافرين اليمنيين - حسب ما بلغنا - من دخول كبار السن والأطفال وإرجاع غيرهم ممن يحملون تقارير طبية من عدن مصدقة من الخارجية أمر يتحمله وزير خارجية اليمن ووجب على المجلس الرئاسي إقالته ولعل هذا يصلح الوضع مع مصر التي لم تقصر معنا وكانت رئة تنفس الشعب".

وأضاف قائلا: "عالجنا آلاف الجرحى وعشرات الآلاف من المرضى في مصر الحبيبة وانتقلوا إليها بمرافقيهم، واستقر في مصر ما يقارب المليون أو يزيدون تعاملهم الحكومة المصرية والشعب المصري الكريم كأشقاء في بلدهم الثاني يتملكون ويتعلم أبناؤهم في المدارس والجامعات والأكاديميات غير المنح المجانية من مصر".

وتابع قائلا: "أي مسؤول لا يتحلى بروح المسؤولية ومنها المحافظة على مصالح شعبه والأمانة وعدم التورط بالفساد المالي والأخلاقي وجب إزالته ومحاسبته ولو كان من كان حتى لو كان محسوبا على المجلس الانتقالي البداية به تكون، الفاسدون وعديمو الضمير والمسؤولية لا تبنى بهم الأوطان ولا يستقيم بهم الحال أبدا".

 

الخطوط الجوية اليمنية

وقالت الخطوط الجوية اليمنية في بيان نشرته عبر حسابها في فيسبوك، إن "مدير إدارة خدمات الركاب في الخطوط الجوية، وضاح الذهب، أكد أن التعميم الصادر عن السلطات المصرية وصل إلى الشركة بعد أن أقلعت الرحلة 601 من مطار عدن إلى مطار القاهرة".

وأوضح الذهب أن "التعميم المصري الجديد، ينص على أن التقرير الطبي يجب أن يكون صادرا من مستشفيات مصر"، بخلاف التعميم السابق، وأنه "تم إشعار الشركة بالسماح للركاب في هذه الرحلة بالدخول بصورة استثنائية".

وأضاف البيان: "تفاجأت الشركة عند وصول الطائرة إلى مطار القاهرة بمنع الركاب من الدخول بحجة وصول توجيهات صارمة بمنع دخول الركاب إلا بتقارير صادرة من مستشفيات مصر".

 

مواقع التواصل الاجتماعي

ومن جهته، قال البرلماني المصري مصطفى بكري في تغريدة: "الشعب اليمني شعب شقيق، محب لمصر، ويجب ألا يؤاخذ بسبب موقف وزير الخارجية اليمني الحالي. الرئيس السيسي فتح أبواب مصر لكل الأشقاء دون تفرقة، ومنحهم العديد من التسهيلات، وهذا موقف يحسب له. مصر أكبر من أي تصرف يقوم به مسؤول اليمنيون أنفسهم أدانوه".

وتعليقا على تغريدة بكري، قال السياسي لطفي شطارة: "إن استفزاز دولة كمصر في ظل دور قيادتها الحكيمة في تخفيف معاناة المواطنين في ظل الحرب، أمر غير مقبول بل ومرفوض جملة وتفصيلاً،".

وأضاف: "على مجلس القيادة الرئاسي التضحية بشخص أفضل من التضحية بشعب وتعظيم معاناته وتحمله المهانة التي يواجهها من جراء تصرف أحمق"، وشدد على "ضرورة أن يستقيل بن مبارك أو يقال".

 

مطالبات بإقالة ومحاكمة بن مبارك

وتداول ناشطون يمنيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديو ليمنيين عالقين في مطار القاهرة ممن قررت السلطات المصرية إعادتهم، بسبب تصريحات وزير الخارجية بن مبارك.

فقال أنيس منصور: "سيكتب التاريخ أن أسوأ مرحلة تعرض فيها المسافرون والمغتربون اليمنيون في عهد أحمد عوض بن مبارك. هذا الفيديو كفيل بإسقاط ومحاكمة الحكومة أولهم وزير الخارجية".

 

دعوات للتظاهر

ودعا أبناء الجالية اليمنية في مصر إلى وقفة احتجاجية أمام السفارة اليمنية بالقاهرة "لإعلان التضامن مع مصر والمطالبة بإقالة الحكومة اليمنية ومحاسبة وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك".

 

اتهامات بالتضليل

واتهمت منصة "صدق" اليمنية وزارة الخارجية، وسفارة اليمن في القاهرة، والخطوط الجوية اليمنية، بـ"تضليل المواطن اليمني".

وكتبت المنصة عبر تويتر: "كان الأولى بالوزارة والسفارة اليمنية متابعة الموضوع منذ صدوره عن السلطات المصرية، والتأكد من الإجراءات قبل نشرهم توضيحا ذكروا فيه أنه لم يحصل تغيير بهذا الشأن، وأن التغيير الوحيد هو فيما يخص التأشيرات فقط".

وأضافت المنصة: "وتحت مبرر أن التعميم وصلهم بعد إقلاع الطائرة المتجهة لمصر، قامت اليمنية بنشر بيان تتنصل فيه من مسؤولياتها".

 

مدافعون عن وزير الخارجية

وفي المقابل، دافع آخرون عن وزير الخارجية اليمني، أحمد عوض بن مبارك، إذ اعتبروا أن إقالته ليس حلا.

فقالت بلقيس الحريزي: "ليس دفاعاً عن وزير الخارجية اليمني ولكن المطالبة بإقالة بن مبارك ليست حلاً، ولمصر والمصريين كامل الاحترام، لكن إقالة وزير الخارجية اليمني سيكون لها أثر سلبي على اليمن وعلى اليمنيين، وسيحول مصر من دولة داعمة إلى دولة تمارس ابتزازا سياسيا. لكن الحل بذهاب العليمي إلى مصر لحل الخلاف".

 

سفارة الجمهورية اليمنية في القاهرة

وقد وجهت السفارة اليمنية في مصر، ممثلة بالسفير الدكتور محمد علي مارم، رسالة عاجلة إلى رئيس مجلس الوزراء، معين عبدالملك، بخصوص الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها السلطات المصرية لدخول أراضيها.

وقالت السفارة اليمنية بمصر في معرض رسالتها الموجهة إلى رئيس الوزراء وفقًا للوثيقة إن "ما تم اتخاذه من إجراءات جديدة بخصوص الدخول والإقامة في جمهورية مصر العربية، لم يكن مخصصًا لحاملي الجنسية اليمنية فقط".

وأوضحت السفارة أن "ما حدث هي إجراءات جديدة اتخذتها السلطات المصرية لتحديث إجراءات الدخول والإقامة في الأراضي المصرية، وقد قمنا بشرح ذلك في رسالة لمقام وزارة الخارجية".

وطالبت السفارة رئيس الوزراء بتشكيل لجنة عليا مشتركة بين الجمهورية اليمنية وجمهورية مصر العربية بشكل عاجل لتحديث الاتفاقات والبروتوكولات الموقعة بين الجانبين، وأكدت أنها "ستسهم بلا شك في تقديم المزيد من التسهيلات لرعايا الدولة المقيمين والزائرين لمصر".

ودعت السفارة إلى "توجيه الجهات المختصة في وزارتي الصحة والنقل بعدم إضافة أية أعباء على رعايا الدولة الراغبين في القدوم إلى جمهورية مصر العربية لغرض العلاج".

أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية