خرافة الولاية وادعاءات الحوثيين
وصفها بالحل الكارثي.. مسؤول حكومي سابق ينتقد آلية الأمم المتحدة لحل مشكلة الناقلة "صافر"

انتقد المدير السابق لشركة صافر النفطية، المهندس أحمد محمد كليب، آلية الأمم المتحدة لحل مشكلة الناقلة صافر المهددة بالانفجار، ووصفها بـ "الحل الكارثي"، مُشيراً إلى أن الناقلة البديلة التي اشترتها الأمم المتحدة هي قنبلة موقوتة أخرى.
جاء ذلك في تصريحات له عبر تويتر، رصدها محرر "يمن شباب نت"، تعليقا على إعلان الأمم المتحدة إبحار الناقلة البديلة لصافر إلى اليمن، والتسريبات التي تتحدث عن وضع ملف "الناقلة صافر" على أجندة الهدنة التي يجري التفاوض عليها.
وقال "كليب" في سلسلة تغريدات: "من الجميل أن يتم إدراج قضية الباخرة صافر ضمن اتفاق الهدنة كواحدة من الأولويات، ومن هنا أناشد الجميع مراجعة آلية حل المشكلة ووقف هدر الجهود والأموال في حين يمكن أن تستفيد البلد بشكل أفضل.
وأوضح أن "مشكلة الميناء العائم صافر كانت في وجود أكثر من مليون برميل من نفط مأرب في خزاناته، وخطورة إنفجار هذه الخزانات نتيجة خلوها من الغاز الخامل بسبب توقف كل أجهزة الميناء العائم عن العمل، كما أن وجود الخزان العائم محملاً بالنفط في منطقة صراع يزيد من خطر التعرض لما يؤدي إلى انفجاره".
وأضاف: "لم تكن الخطورة في تهالك بدن FSO SAFER إذ أن سماكة البدن كانت وماتزال في الحدود الآمنة رغم سنوات التوقف والتآكل الطبيعي بسبب ذلك، كما أن النفط المخزون قد تم توزيعه في الخزان العائم بطريقة مهنية احترافية تحميه من التسبب في أي إجهاد على أي جزء من أجزائه نتيجة الأوزان وعوامل الطقس".
ولفت "كليب" إلى أنه كان المطلوب بكل بساطة تفريغ FSO SAFER من النفط فقط وبيع الكمية مباشرة في السوق العالمية وهي عملية سهلة لن تكلف الكثير من النفقات وبإمكان العديد من الشركات في منطقة الشرق الأوسط القيام بها بكل سهولة وأمان، حد وصفه.
وتابع: "لكن الأمر تطور إلى شراء باخرة بديلة وتجهيزها في الحوض الجاف بالحد الأدنى الذي لا يؤهلها للعمل كخزان عائم بديل، كما أن حجمها لن يسمح بدخولها كناقلة إلى أي من موانئ اليمن".
ومضى قائلاً: "وحتى لو تمت إضافة عوامة أحادية الارتكاز للمشروع (وهو أمر غير وارد رغم تداوله)، فإن ربط الناقلة إلى تلك العوامة على أمل تشغيلها كميناء عائم سيتطلب تكاليف تشغيلية عالية للحفاظ على مسافة آمنة بين الناقلة والعوامة في الظروف الجوية المختلفة".
وأشار إلى أنه كان الاتفاق على أن تشرف الأمم المتحدة على عملية نقل النفط الخام من "صافر" إلى الباخرة الجديدة وتتحمل مسؤولية إدارتها لفترة أقصاها 9 أشهر على أمل الاتفاق على بيع النفط خلال تلك الفترة قبل تسليمها إلى الحكومة اليمنية لتولي إدارتها، وفي حال تعذر بيع النفط خلال تلك الفترة ستحاول الأمم المتحدة إيجاد وسيلة لتمديد فترة إدارتها للناقلة حتى يتم التخلص من النفط.
وأضاف: "الآن ومع خروج الناقلة الجديدة (نوتيكا) من الحوض الجاف باتجاه رأس عيسى يبدو أن الأمم المتحدة تعمل على تسليم الباخرة الجديدة أو القنبلة الموقوتة الجديدة للحكومة اليمنية بما عليها من نفط خام بأسرع وقت ممكن".
وتساءل مدير صافر السابق: "هل فترة الإدارة الأممية للناقلة بعد شحنها بنفط الخزان العائم صافر لفترة التسعة أشهر قد ذهبت أدراج الرياح؟ وهل ستقبل الحكومة اليمنية تسلم الناقلة الجديدة بحمولتها لتكون قد استبدلت صافر بصافر أخرى حتى لا تظهر في نظر العالم بمظهر المعرقل للحل الأممي للمشكلة؟؟ ..ننتظر لنرى".
وأوضح أنه كان بالإمكان الوصول إلى نفس النتيجة بأقل التكاليف طالما أن الهدف لا يشمل إخراج النفط من المنطقة.
وأضاف "فبدل استبدال صافر بصافر أخرى في محاولة لتأجيل الكارثة عوضاً عن حلها كان من الممكن شراء مولد للغاز الخامل Inert Gas Generator ووضعه وتشغيله على الـ FSO SAFER لتأمين خزانات النفط.
وتابع "لزيادة الحرص (إن أمكن ذلك) كان بالإمكان التعاقد مع شركة غوص محترفة لتصوير الجزء المغمور من البدن، وشركة محترفة لقياس سماكة الحديد لجميع أجزاء الخزان العائم وعمل ما يلزم بهدف استبعاد الخطر فقط (إن وجد وحيث وجد) وبقاء الوضع كما هو ولكن بصورة أكثر أماناً حتى يتسنى الاتفاق على بيع النفط على ناقلة مجهزة لسحبه بمعداتها من الخزان العائم مستأجرة لرحلة واحدة فقط (كان هذا أساس العملية برمتها).
وأشار إلى أن تكلفة هذا الحل لم تكن لتتجاوز 1-2 مليون $ في أعلى التقديرات على اعتبار تعقيدات الظروف الأمنية الحالية في المنطقة (وليس 100 مليون $ ونيف كما يجري حالياً).
وأبدى المسؤول الحكومي السابق، تقديره للجهود التي بذلها الفريق الأممي والصعوبات التي واجهها مع أطراف الصراع في اليمن، مستدركا: "لكن الوصول إلى هذا الحل الكارثي مهما حسنت نوايا المساعدة لا يستطيع عاقل أن يتقبله ناهيك عن الإحتفاء به وتمجيده".
وختم "كليب" بالقول: "الآن مع اتفاق الهدنة الجديد، أتمنى من الجميع إعادة النظر في خارطة طريق حل مشكلة صافر، والاستفادة من الأموال المنفقة فيما ينفع اليمن كما أوضحت سابقا".
والخميس، أعلنت الأمم المتحدة، أن الناقلة التي اشترتها لتكون بديلة عن الناقلة "صافر" المتهالكة، بدأت رحلتها إلى اليمن.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، الخميس، بأن الناقلة البحرية "نوتيكا" التي اشترتها المنظمة لاستبدال ناقلة النفط العملاقة المتهالكة "صافر"، ستُبحر اليوم من تشوشان في الصين متجهة إلى البحر الأحمر.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن السفينة "نوتيكا" ستتوقف في الطريق لإجراء بعض التعديلات التقنية، ومن المتوقع أن تصل إلى وجهتها أوائل أيار/مايو.

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.