قتل وسرقات واختطافات.. الحوثيون في صنعاء أمن خادع ورعاية للفوضى
تتوسع دائرة الفوضى الأمنية في العاصمة صنعاء بشكل أكبر يومياً، حيث زادت الحوادث الأمنية بشكل لافت خلال الأيام الماضية وتتصاعد بطريقة عبثية من قبل مسلحين يتبعون الحوثيين في عدد من الأحياء، وتبرز القتل والسرقة والاختطافات كأبرز الجرائم التي تمارس ضد المواطنين.
ومع انتشار السلاح بشكل منفلت في العاصمة صنعاء المكتظة بالسكان، حيث الجميع يحملون السلاح ويطلقون النار متى ما أرادوا حتى في شجار بسيط في الشارع، وتلك الظاهرة شجعتها ميليشيات الحوثي منذ سيطرتها على صنعاء في 21 سبتمبر/ أيلول 2014. لذا لم يعد السكان آمنون ويعيشون في خوف متواصل فلا شيء يمنع القتل وكل الجرائم الأخرى.
ومساء أمس الخميس 7 مارس/ آذار الجاري، قُتل وأصيب 9 مواطنين، برصاص مسلح في ظروف غامضة حيث قام بإطلاق النار بكثافة على جميع العمال في إحدى ورش الألمنيوم بشارع التلفزيون التابعة لعمه، الذي ينحدر من محافظة عمران (شمال اليمن).
وقال شهود عيان لـ "يني يمن" أن المسلح قتل عمه وثلاثة آخرين من أسرة الجاني وخامس من منطقة الحيمة، فضلا عن إصابة أربعة آخرين بجروح خطيرة أحدهم من أبناء محافظة إب، ولم ترد تفاصيل حول الدوافع التي كانت وراء إقدام هذا المسلح على اقتحام الورشة ومباشرة إطلاق النار على من بداخلها.
الحوثيون جُناة
وباعتبار الحوثيين سلطة امر واقع في العاصمة صنعاء ويسيطرون على كل مؤسسات الدولة وأجهزتها الأمنية، فمن المفترض أن يقوموا بدورهم في حماية الناس، لكن ذلك لم يحدث حيث أصبحوا هم من يمارسون الجريمة عبر مسلحيهم الذين يتبعون نافذين من القيادات الحوثية، ويديرون عصابات تعمل على السرقة والاختطافات والابتزاز للناس.
وأقدم أحد مسلحي الحوثيين في صنعاء الثلاثاء 5 مارس/ آذار الجاري على قتل عامل بناء بدم بارد، حيث قام بإطلاق النار عليه بشكل مباشر أثناء مزاولته لعمله في "حي حزيز"، وينتمي العامل إلى محافظة ريمة (وسط اليمن) يدعى محمد قاسم علي المنتصر.
وقالت مصادر محلية "أن المسلح الحوثي ومعه مسؤولين من البلدية باشروا بإطلاق النار على العمال الذين يعملون في إحدى البنايات، فور وصولهم لإجبارهم على إيقاف العمل بحجة عدم وجود ترخيص".
وخلال الأيام الماضية كشفت مصادر عن مصير "إيمان البشيري" بعد نحو شهر من اختطافها من "حي معياد" بصنعاء، وعلمت أسرتها أنها محتجزة بإدارة البحث الجنائي في منطقة مذبح بالعاصمة صنعاء. وتتعرض للابتزاز من قبل قيادات حوثية نافذة، حيث يجري مطالبتها بدفع مليون ريال يمني (1700 دولار أمريكي) مقابل الإفراج عنها.
صناعة أمن خادع
استطاع الحوثيون في العاصمة صنعاء صناعة أمن خادع استطاعوا من خلاله فرض سطوة أمنية على معارضيهم وإيداعهم في السجون، في الوقت الذي تنتشر الجرائم الجنائية بشكل كبير نتيجة الفجوة الأمنية الكبيرة، وتغييب دور القوات الأمنية بشكل كلي واستبدالهم بمسلحين تابعين لهم.
وتنتشر حالة الفوضى الأمنية في ظل سلطة عصابات منفلتة تعمل بشكل منظم على تنفيذ سرقات بحق المواطنين والنساء بشكل خاص، حيث شهدت خلال الأيام الماضية سلسلة حوادث سرقات لحقائب يدوية لفتيات في الشوارع الرئيسة، في الوقت الذي تقف سلطات الأمر الواقع الحوثية عاجزة عن القبض عن الجناة، في ظل شكوك كبيرة عن تورطها في تلك العمليات.
ففي الوقت الذي يستطيع الحوثيون ملاحقة معارضيهم في كل مناطق سيطرتها، لكنهم في نفس الوقت يغضون الطرف عن الجرائم الجنائية الكبيرة، والذي يرى كثير من السكان في صنعاء "ان مرتكبي الجرائم وحوادث السرقة في العادة يكونون معروفين للجميع لكنهم مرتبطين بالحوثيين بطريقة أو أخرى إما انهم من أنصارهم أو لهم علاقة بقيادات ويعملون تابعين لهم".
وتنتشر الجريمة عبر عصابات منظمة تعمل لصالح الحوثيين حيث يشتركون في عمليات الاختطاف للابتزاز وتجارة الحشيش والمخدرات والكحول، ويقومون بالمتاجرة بها، ونفس الأشخاص هم من يقومون بتنفيذ الجرائم الجنائية ويعملون على اثارة الرعب وسط السكان.
التعليقات