ثورة ٢٦ سبتمبر واعلان قيام الجمهورية

مسار المفاوضات السعودية – الحوثية بين الخلاف والاتفاق

على وقع تجمّد المفاوضات الأممية بشأن اليمن، تتواجد في السعودية قيادات حوثية، ضمن زيارة نسَّقت لها سلطنة عُمان، تحت غطاء أداء العمرة، وزيارة البيت الحرام.

وكشفت مصادر مقرَّبة من مليشيا الحوثي عن دور سلطنة عُمان في الترتيب لزيارة وفد حوثي إلى السعودية بقيادة المدعو يحيى الرزامي -أحد مسؤولي الجماعة العسكريين- الذي كان اسمه ضمن قائمة المطلوبين سعوديا، وأصبح المسؤول عن تنفيذ عملية وقف إطلاق النار بين المليشيا والسعودية.

وأكدت المصادر أن الزامي، بمعية قيادات أخرى، من المحتمل أن يعقدوا لقاءات مع السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، بعد أن تعثرت المفاوضات بين الجانبين؛ بسبب اشتراطات كل طرف على طريقة تنفيذ الاتفاق الأولي؛ الذي تم خلال زيارة السفير السعودي إلى صنعاء قبل أكثر من شهرين.

 

-رسائل متبادلة

يقول الصحفي الموالي لمليشيا الحوثي، طالب الحسني إنه لا يمكن القول بأن هناك تقدما في المفاوضات السعودية - الحوثية حتى الآن، لكن هناك ما يشبه الرسائل التي تبني نوعا ما الثقة بمحاولة التقدم.

وأضاف: "تسيير طائرة فيها حجاج يمنيون من مطار صنعاء إلى السعودية يعد تقدما، رغم أن من حق اليمنيين الذهاب إلى أداء مناسك الحج في مكة المكرمة، ولا يحق للسعودية أن تمنعهم، لكن في الفترة الأخيرة كانت الرحلة من مطار صنعاء فيها نوع من الرسائل التي تبني الثقة".

وأعتبر أن الوفد الحوثي، الذي يقوده الرزامي، ذهب للحج فقط لا أقل ولا أكثر، وأنه ليس هناك ما يشير إلى أي نوع من الحوار مع السعودية، خصوصا وأن هذا الوفد متعلق بالملف العسكري أكثر مما هو متعلق بالملف السياسي الذي تجري حوله المفاوضات بشكل أكبر.

وأوضح: "كون هناك نوع من التواصل بين الحوثيين والسعودية، نفذت عملية تبادل في المناطق الحدودية وميدي، وهذا أيضا نوع من عملية التقدم في المفاوضات السياسية".

ويرى أن "مع كل هذه الرسائل المتبادلة، وكل هذه الممهدات، إلا أن المفاوضات لا تزال بعيدة عن الصورة المأمولة، حيث أنه لا يزال هناك الكثير من نقاط الخلاف التي تجعل الأرضية المشتركة للحوار الحقيقي بعيدة تماما".

 

- رغبة سعودية

يقول الخبير العسكري، اللواء محسن خصروف: "ما يحول دون وجود تسوية بين السعودية ومليشيا الحوثي، حتى الآن، هو جوهر ما يجري في اليمن من تدمير لكل مقدرات اليمنيين، سواء في صنعاء، أو في مأرب، أو في تعز والحديدة، ويشارك في ذلك السعودية ومليشيا الحوثي".

وأوضح: "قوات الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية ليس لديها وسائل تدمير لا لصنعاء وتعز، ولا لغيرهما، فهم في خط الدفاع عن النفس، خصوصا بعد أن نجح التحالف السعودي - الإماراتي في إقصائها من مواقع نهم والجوف والبيضاء، وحجّم من قدراتها،:ولم يبقَ إلا المعنويات والإرادة الصلبة والعظيمة، التي لا تلين في مأرب وتعز والضالع وغيرها".

وأضاف: "السعودية تريد الخروج من اليمن بناموسها، لكن مليشيا الحوثي لن تسمح لها بذلك، ولن تقبل المليشيا إلا أن تكون السعودية طرفا حقيقيا في الحرب، وأن تعيد ما تم تدميره، وفي حال قبلت بالسعودية وسيطا فهذه بداية لمرحلة أخرى مختلفة تماما؛ سيكون فيها الحوار والتنازلات والتفاهم على كثير من الأمور".

وأشار إلى أن "ما يعانيه اليمنيون الآن في مخيمات النزوح وفي المدن، من تجويع، وقتل، ومن الألغام، وما يعانيه أبناء تعز من حصار على مدى ثماني سنوات، يدل دلالة واضحة بأن الدولة الشرعية، والجيش في مأرب والضالع وفي تعز وغيرها، يقاتلون بمفردهم في الساحة اليمنية، وبإمكانياتهم الذاتية، بعد أن تخلى عنهم التحالف".

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.