ماذا  وراء حشد المجلس الانتقالي أنصاره في حضرموت؟

من الواضح أن المجلس الانتقالي (الانفصالي) غير قابل بمآلات التطورات الأخيرة، التي شهدتها محافظة حضرموت، فهو ما يزال يضع نصب عينيه السيطرة عليها، ويتحين الفرصة لتحقيق ذلك.

القيادي في المجلس الانتقالي، أحمد بن بريك، دعا أنصار الانتقالي في حضرموت إلى الاحتشاد، الجمعة، تزامنا مع ذكرى حرب صيف 94، زاعما أن الدعوة تهدف إلى المشاركة فيما أسماها فعاليات "يوم الأرض الجنوبي"؛ متوعدا بانتزاع ما وصفها بحقوق أبناء محافظة حضرموت، والسيطرة على مديريات وادي حضرموت؛ معتبرا ذلك هدفا مصيريا.

 

- ذكرى سنوية

يقول المحلل السياسي أحمد بن طهيف: "لا أرى أن هناك تصعيدا للانتقالي في حضرموت، وما يجري هو عبارة عن ذكرى سنوية تمر، ويتم إحياؤها في كل عام".

وأضاف: "ما شهدناه من تصريحات أو بيانات هي تؤكد على أحقية أبناء حضرموت للتعبير عن آرائهم وتطلعاتهم، وإحياء هذه الذكرى السنوية، التي تعودنا على إحيائها في كل عام".

وأشار إلى أن "أي تعرض لأي مظاهرات سلمية ستخرج سيؤدي بالضرورة إلى تصعيد من قِبل جميع الأطراف، ولن يقف أي طرف مكتوف الأيدي، خصوصا وأن الأمر سلميا".

وأكد: "من غير الممكن تسمية المظاهرات بأنها دعوة للفوضى، طالما وأنها سلمية ومجردة من السلاح، ولا تستهدف أحدا، وتمارس عملا ديمقراطيا مكفولا لجميع المواطنين".

 

- استغلال البسطاء

يقول الناشط السياسي، صالح مول الدويلة: "المجلس الانتقالي يعلمون علم اليقين بأن ما يفعلونه لن يأتي بشيء، ولن يحقق شيئا، واستغلال البسطاء من الناس الذين قد يكونوا آمنوا بمثل هذه المشاريع، بسبب أن المجتمع الحضرمي عاطفي لدرجة كبيرة".

وأوضح: "المجلس الانتقالي يريد أن يثبت للعالم الخارجي بأن القاعدة الشعبية في حضرموت ما تزال تدين له بالولاء، والمعروف والمؤكد أن التحشيد لم يعد معيارا لامتلاك القوة أو القاعدة الشعبية، لأن فيه استغلالا للبسطاء".

وأضاف: "المجتمع الإقليمي والدولي يعرف جيدا أين هي مراكز القوة في حضرموت، وهذا الأمر لا تعيره حضرموت أي اهتمام، وما نعتب عليه هو محاولة استغلال الانتقالي للبسطاء في إثارة الفوضى، وهذا ما لا نقبله".

وقال: "نحن نوقن بأن مجتمع حضرموت، وحتى من سيخرج مع الانتقالي غدا، هم من أبناء حضرموت، لكنهم من الناس البسطاء الذي آمنوا بمشروع الانتقالي، ولا يزال قادتهم يحاولون استغلال عواطفهم في مثل هذه الأمور".

ويرى أن "لا خوف على حضرموت طالما وأن السعودية وقفت وقفة قوية مع أبنائها؛ لأنها تدرك مراكز القوى التي تمثل الأساس في حضرموت".

 

- مناسبات تم التخلي عنها

يقول الصحفي عبدالحكيم الجابري: "حضرموت، التي تعودت على النضال السلمي منذ بدايات القرن الماضي، هي لا تزال ترحب بأي عمل نضالي سلمي، ومنه التظاهر، وحق التعبير بالطرق السلمية".

وأشار إلى أن "ما يحز في النفس هو أن تُستغل بعض المناسبات، التي قد تم التخلي عنها، من قِبل بعض المكونات الجنوبية، واليوم يتم إحياؤها كردة فعل للتطورات التي تشهدها حضرموت باتجاه تعزيز الاستقرار والتنمية، منها تأريخ 7/7، الأمر الذي يشير إلى أن الانتقالي يمارس عملية تصعيد".

وأوضح: "المشاريع السياسية لا يمكن فرضها من خلال حشد الجماهير، وشاهدنا في العالم كله كيف كانت تحشد الجماهير، وفي الأخير يتم التخلي على من قام بحشدهم، ولنا تجارب في العراق وليبيا وغيرها من البلدان".

وأضاف: "في حال كانت هذه الفعاليات، التي دعا لها الانتقالي، في إطارها السلمي، لن يتم اعتراضها من قِبل السلطة المحلية والنُّخبة الحضرمية وقوات الأمن، لكن إذا انحنت هذه الفعاليات منحًى آخرَ نحو العنف سيتم التصدِّي لها من قِبل أجهزة الدولة الرسمية".

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية