ثورة ٢٦ سبتمبر واعلان قيام الجمهورية

ما وراء الدعم الأممي المستمر لمليشيا الحوثي؟

في كل مرة يتكشف للرأي المحلي والدولي الدعم المهول الذي تقدمه منظمات الأمم المتحدة لمليشيا الحوثي الإرهابية تحت يافطة المساعدات الإنسانية، فيما يذهب ذلك الدعم الأممي لصالح الجبهات العسكرية الحوثية.

ولعل آخر ذلك الدعم، ما قّدمته الأمم المتحدة عبر برنامجها الإنمائي، الاثنين الماضي، والمتمثل 300 جهاز كاشف وماسح ألغام للمركز التنفيذي للتعامل مع الألغام بقيمة 750 ألف دولار.

الأمر الذي لاقى استنكارًا واستهجانًا كبيرين من قبل عدد من الناشطين اليمنيين، متسائلين: كيف تقدم الأمم المتحدة دعمًا لمليشيا الحوثي، وهي الجهة الوحيدة المتورطة بزراعة الألغام في اليمن.

هذا الدعم الأممي لمليشيا الحوثي ليس الأول، وتحديدًا في مجال نزع الالغام، فقد سبق وقدمت دعمًا سابقًا بعشرات السيارات، استخدمتها المليشيا لاحقاً في جبهات القتال.

 

مساعدات غذائية لدعم مقاتلي الحوثي

لم يكن هذا الدعم الأممي هو الوحيد لمليشيا الحوثي، فالمساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة يذهب ثلثيها لمليشيا الحوثي، عبر نامج الأغذية العالمي، وذلك في أكبر عملية دعم أممية للمليشيا والتي تستخدم هذه المساعدات لدعم مقاتليها في الجبهات.

وفي هذا الصدد، كشفت وثيقة عن توزيع "برنامج الأغذية العالمي" التابع للأمم المتحدة، مساعدات غذائية ونقدية لما يقارب 9 مليون و500 ألف مستفيد في المحافظات الخاضعة لجماعة الحوثي المصنفة إرهابيا خلال دورة يوليو 2023.

يأتي في الوقت الذي يستفيد من هذه المساعدات في مناطق الحكومة الشرعية فقط 800 الف مستفيد، وبنسبة لاتتجاوز9% مقارنة بمناطق المليشيا.

الوثيقة عبارة عن رسالة موجهة من ممثل برنامج الأغذية العالمي في اليمن "ریتشارد ریغان" إلى أمين عام المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي في سلطة الحوثيين "إبراهيم أحمد الحملي" بتاريخ 20 يوليو2023.

وفي الرسالة طلب ممثل الغذاء العالمي من الحوثيين إصدار "الموافقات اللازمة وتسهيل إصدار التصاريح الأمنية لشركاء البرنامج وشركات النقل التابعة للبرنامج لتوزيع المساعدت على 9 ملايين و494 ألف و538 مستفيد في 221 مديرية خاضعة للحوثيين".

وطبقا لرسالة المسؤول الأممي فإن المستفيدين سيحصلون على مساعدات عينية "50 كجم من مادة دقيق القمح، و 3.5 كجم من البقوليات، و4 لتر من مادة الزيت، فيما ستحصل الأسر المستهدفة بالمساعدات النقدية على مبلغ 6.000 ريال لكل مستفيد".

ووعد المسؤول الأممي الحوثيين باستمرار البرنامج في توزيع المساعدات الانسانية كل 45 يومًا، مضيفا: أن "من الأهمية بمكان منح الموافقات اللازمة للمواد الغذائية في الوقت المناسب وكذا تسهيل إصدار التصاريح الأمنية لشركاء البرنامج وشركات النقل التابعة للبرنامج".

 

8% حصة الحكومة الشرعية من المساعدات الأممية

وفي ذات السياق كشف مصدر في الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في الحكومة اليمنية، أن إجمالي المستفيدين من مساعدات الغذاء العالمي خلال دورة يوليو لايتجاوز 800 ألف مستفيد.

وقال المصدر لـ"يمن شباب نت"، إن عدد الأسر المستهدفة في المحافظات الخاضعة للحكومة الشرعية فقط 130 ألف أسرة، وإذا ما تم ضرب الرقم في 6 (متوسط عدد أفراد الأسرة في اليمن) فإن النتيجة 780 ألف مستفيد فقط، أي بنسبة 8.4% من إجمالي ما يتم توزيعه البرنامج في مناطق الحوثيين.

وحسب المصدر، فإن مساعدات برنامج الغذاء العالمي للنازحين في محافظة مأرب التي تحتضن 62% من إجمالي النازحين في الجمهورية تصل إلى 85 ألف أسرة، من إجمالي 350 ألف أسرة نازحة في محافظة مأرب.

يأتي هذا في الوقت الذي تخصص فيه مليشيا الحوثي المساعدات الأممية لدعم مقاتليها في الجبهات وحرمان المواطنين الآخرين منها، كما باتت تقايض المواطنين في مناطقها بهذه المساعدات لدفع المواطنين إلى جبهات القتال او حرمانهم منها.

 

ادانات وتنديد بالدعم الأممي للحوثيين

وكانت ساحة الحرية بمدينة تعز، قد شهدت وقفة احتجاجية عقب صلاة الجمعة، تنديدًا بالدعم الذي تتلقاه مليشيا الحوثي من الأمم المتحدة بذريعة نزع الالغام.

وسخر المحتجون من الذرائع التي بموجبها يتم تقديم الدعم الاممي للحوثيين في وقت أثبتت فيه تقارير دولية أن مليشيا الحوثي هي الطرف الوحيد الذي يعمل على زرع الألغام وتطويرها، بواسطة خبراء ايرانيين ومن حزب الله لبناني.

وطالب المحتجون الأمم المتحدة بالتوقف عن دعم مليشيا الحوثي ومشاركتها جرائم القتل التي تطال المدنيين، مشيرين الى أن المليشيا تلقت هذا الدعم لشراء الاسلحة وتطوير برنامج الألغام.

ودعا المحتجون مختلف مكونات الشرعية لتوحيد الصف الجمهوري من أجل استعادة الدولة وانهاء الانقلاب الحوثي، الذي يعبث باليمن وشعبها.

وشدد المحتجون على ضرورة دعم الجيش الوطني لخوض معركة كسر الحصار عن تعز، بعد أن فشلت الأمم المتحدة في انهائه بالطرق السلمية والسياسية.

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.