النفط والبارود.. هل ستنجو مأرب من السقوط في حقل الدسائس؟
إن أفقر دولة في العالم العربي ستظل برميل بارود لتجدد الحرب ما لم تتوصل الفصائل المتنافسة إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار.
بهذه الجملة فضل المبعوث الأممي، هانس جروندبرج، أن يبدا جولة جديدة لليمن؛ تشمل عدن ومأرب وصنعاء، افتتحها بلقاء رئيس المجلس الرئاسي في العاصمة المؤقتة، ويستعد لزيارة مأرب لأول مرة منذ تعيينه في منصبه للقاء عضو مجلس القيادة - محافظ مأرب، سلطان العرادة، الذي عاد إلى البلاد بعد ما يقارب العام من بقائه في الرياض.
مازالت مواعيد زيارة غروندنبرغ، المبعوث سويدي الجنسية، لمأرب وصنعاء في إطار غير معلن، غير أن أهداف الجولة كانت واضحة في تصريحاته، التي أطلقها، مطلع الأسبوع الجاري، حين قال إن خطر اشتعال الحرب موجود دائما، وإن اتفاق وقف إطلاق النار الهش على كف عفريت.
الجديد في جولة المبعوث هي زيارة مأرب، التي كانت حجر الزاوية، التي فشلت مليشيا الحوثي في تجاوزها، بالرغم من الخسائر الكبيرة التي تكبدتها على أسوارها، وحصولها على ضوء أخضر لمحاولة اكتساحها قبل نحو عامين، غير أنها باءت بالفشل.
تقول المصادر إن زيارة مأرب هي جزء من محاولة التوصل إلى تسوية لفرض منح مليشيا الحوثي حصة من نفط وغاز المحافظة، وهي اشتراطات قدمتها المليشيا للرياض، خلال زيارة سفيرها لصنعاء، مطلع العام الجاري، إلى جانب مطالب أخرى في سياق تسوية ترعاها السعودية.
مأرب تحت الضغط مرة أخرى هذه المرة، يراد تحميلها جزءا كبيرا من التسوية التي تتربع على مقدمة أولوياتها ملفات المرتبات وإنتاج النفط الخام وتقاسم عائداته، ومنح الحوثي نصف الحصة الإنتاجية على أقل تقدير، بالإضافة إلى أجندة الحوثي السياسية والاقتصادية، وربما العسكرية على الأرض، التي لطالما كانت بمثابة العظمة التي وقفت في حلق الحوثي لالتهام البلاد.
عودة عضوي المجلس الرئاسي العرادة والعليمي كانت وسائل إعلام سعودية اعتبرتها جزءا من صميم اهداف إعادة تشكيل المجلس، التي تتمثل في «التفاوض مع الحوثيين، والإسهام في إحلال السلام، بتأييد إقليمي».
اختيار صنعاء لتكون المحطة الأخيرة في جولة المبعوث تكشف عن اختلال كفتي ميزان التسوية؛ باعتبار أنه سيقدم للطرف المنقلب تسوية بشروطه، ويحمل له نتائج زيارته لكل من عدن ومأرب، ومنحه الجائزة الكبرى التي يرغب بها، غير أنه لن يكتفي بها.
استبق الحوثيون كعادتهم كافة زيارات مبعوثي الأمم المتحدة برفع سقف خطابهم السياسي، والتهديدات العسكرية بالعودة إلى خيار الحرب والتصعيد، واعتبار أي تنازلات تحصل عليها المليشيا من قِبل الأطراف الأخرى غير كافية، واستمرار التشكيك في المهام والتنازلات التي تقدّم لهم على طبق من فضة.
يترقَّب الكثير من اليمنيين الكلمة التي ستقولها مأرب للمبعوث الأممي، وكيف ستتمكن من الإفلات من السقوط من حقل الدسائس، الذي يُحاك لها من جديد.
التعليقات