تهديدات مليشيا الحوثي للتحالف.. الأبعاد والدلالات؟

تعاود مليشيا الحوثي مجددا تهديد التحالف بقيادة السعودية باستخدام القوة العسكرية في حال لم يستجب لاشتراطاتها، حيث قال القيادي في المليشيا، مهدي المشاط، في كلمة له بمحافظة عمران، إنَّ الصواريخ والطائرات المسيَّرة كفيلة بحل القضايا الأساسية المتمثلة بالملف الإنساني، وقضية المرتبات.

في السياق ذاته، وصف المشاط الموظفين المحرومين من رواتبهم، المنخرطين في حراك نقابي سلمي، بالحمقى والغوغائيين، معتبرا أن مطالبتهم بصرف الرواتب خففت من الضغوط على الحكومة الشرعية، وأعاقت تسليم الرواتب، مهددا بمحاكمتهم.

وتعتبر مليشيا الحوثي إضراب المعلمين، للأسبوع السادس على التوالي، مؤامرة تهدف إلى زعزعة جبهتها الداخلية، في توجُّه صريح لقمع أي حركة احتجاجية.  

 

- السيناريو المحتمل

يقول المحلل السياسي فيصل الحذيفي: "إن مليشيا الحوثي، في هذه المرحلة، متعرية، على الأقل بعد أن سحبت إيران يدها عن استهداف مرافئ ومنابع النفط في الخليج العربي، التي كانت تستخدم هذه المليشيا لتمكين موقفها التفاوضي في الملف النووي، وغيره من الملفات".

وأوضح: "مليشيا الحوثي، من خلال تهديداتها، تريد أن تقول إنها ليست تابعة لإيران 100%، وأنها قادرة على الفعل من غير إيران، إضافة إلى تطمين وصناعة المجد الزائف لدى أنصارها؛ كون مرحلة اللا سلم واللا حرب أثرت بالمليشيا؛ لأنها لا تعيش إلا على الحرب والدماء".

وأضاف: "انكشاف حقيقة مليشيا الحوثي في هذه المرحلة أمام المواطنين في مناطق سيطرتها، وما نتج عنه من ضغط شعبي عليها، جعلها تبحث عن شماعة ومعركة حتى وإن كانت إعلامية لتصرِف النظر عن المطالب الشعبية".

وأشار إلى أن "مليشيا الحوثي تتهم من يطالب براتبه بالعمالة للخارج، تناست الشعار الذي رفعته في العام 2014م، عندما انقلبت على الدولة، بأن علي بن أبي طالب قال: عجبت لمن لا يجد قوت يومه، كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه؟، واليوم عندما جاع الشعب اليمني تناست علي، وتناست كل شيء".

ويرى أن "تهديدات مليشيا الحوثي ستكون لها نتيجتان، الأولى: أن تعود المعركة من جديد، وتلتئم قوات الجيش الوطني والمقاومة في مأرب والضالع وتعز ولحج وبقية المحافظات، ويدرك التحالف أنه أمام خصم غير مرن، لا يأبه بحالة الشعب، ولا يلتزم بمواعيد، فيما الثانية: أن ترضخ السعودية والحكومة لهذه التهديدات خشية أن يكون هناك تنفيذ فعلي لها، في ظل صراع الطاقة العالمي".  

وأضاف: "في ظل صراع الطاقة؛ نتيجة الحرب الروسية - الأوكرانية، فإن أمريكا وبريطانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي يخشون أن تعود المعركة من جديد، لذا يمارسون الضغوط على الحكومة والسعودية؛ لتقديم التنازلات، وهو السيناريو المحتمل".

 

- نهج السلالة

يقول أمين عام نقابة المعلمين في تعز، عبدالرحمن المقطري: "لا نستغرب من طرح القيادي الحوثي مهدي المشاط، بوصفه المعلمين بالحمقى والغوغائيين والعملاء، لأن هذا هو نهج السلالة منذ عهد الإمامة، حيث ترك الأئمة الناس يموتون جوعا ومرضا في صنعاء، وعندما سئلوا لماذا لا تطعمون الناس وبيت المال مليئة بالحبوب؟ رد أحد الأئمة بقوله: من مات فهو شهيد، ومن عاش فهو عتيق".

وأضاف: "مليشيا الحوثي تنظر لنفسها بأنها أعلى وبقية الشعب لا شيء، لذا لا غرابة في أن تطلق مثل هذه المصطلحات، وأن تحشد كل قياداتها الدينية والسياسية والعسكرية والإعلامية لمحاربة كل من يطالب براتبه".

وتابع: القيادات الدينية لمليشيا الحوثي تجرِّم وتكفِّر كل من يطالب بالمرتَّبات، وتعتبر بأن المطالبة بالراتب يُفسد العقيدة".

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.