صراع أجندة في اليمن.. ما تداعياته على عملية السلام؟

منذ بدء الحرب، عملت السعودية والإمارات - أحد الأطراف الخارجية - على مفاقمة الصراع في اليمن، حيث عملتا على تقوية تشكيلات عسكرية في جنوب البلاد لتنفيذ أجندتهما التوسعية للسيطرة، الأمر الذي خلق شكلا آخر للصراع، بالتوازي مع سيطرة جماعة الحوثيين على شمال اليمن.

 

- صراع الأجندة

يقول المحلل السياسي، سالم بن جذنان: "من خلال ما شاهدنا من كلام، ومن أحاديث قِيلت، ليس هناك خلاف سعودي إماراتي، وإنما هناك التفاف".

وأضاف: "من جاء بإيران إلى المنطقة كأداة لإلهاء العرب عن إسرائيل، هو نفسه من جاء بالأدوات الداخلية لإلهاء العرب عن إيران، وإشغال الدول العربية فيما بينها".

وتابع: "هناك بلدان كثيرة ستتضرر من مشروع الأمير محمد بن سلمان في رؤية 2030، وعملية تعطيل هذا المشروع تأتي من خلال زرع فوضى في الدول المحيطة بها، مثل السودان واليمن وسوريا والعراق وغيرها، حتى تتسلح المملكة، وقيامها بزرع أسلاك شائكة حول حدودها".

وأردف: "السعودية تدرك ما يجري، لكن حكم الأمر الواقع، وطبيعة التحالفات الدولية وتجاذباتها، فرض عليها أن تتماشى مع هذا الموضوع، ولكن الشعب اليمني والشعب السعودي شعبان لا يمكن أن ينسلخا عن بعضهما البعض، وستنتصر اليمن والمملكة، وهي الداعمة الاكبر للجمهورية اليمنية، حسب كل التصريحات والبيانات والأرقام".

وزاد: "فعلا أجندة الإمارات تتعارض مع السعودية؛ لأنها ترى أن السعودية ستسحب البساط من تحت أقدامها".

وأشار إلى "ما قاله محمد بن سلمان: نستهدف في 2030 مائة مليون سائح من أولئك الذين يذهبون للإمارات، وقالها أيضا بالحرف الواحد عبدالخالق عبدالله، وهو مستشار في بلاط الدولة في الإمارات:  أمريكا يجب أن تحمينا مقابل التطبيع مع إسرائيل".

وبيّن: "بدأ الآن يظهر على السطح أن هناك حربا إلكترونية يخوضها مجموعة من داخل الإمارات، كما صرح بها الصحفي الاستقصائي حسين الغاوي، فقد كشف عن شخصية إماراتية مصطنعة، ولكنها حقيقية، لشخص يُدعى إبراهيم، ويدير أكثر من 300 حساب لضرب العلاقات اليمنية - السعودية، في حرب إلكترونية لشيطنة المملكة، وجعلها منبوذة".

وقال: "ستكون نهاية الوضع المتضارب بين السعودية والإمارات بنفس الطريقة التي كانت نهاية الأزمة الحاصلة بين السعودية وقطر، وستتعامل السعودية بحزم؛ لأنه هذه الشخصية، الذي ذكرته قبل قليل إبراهيم الملقب بالصيني، هو يعمل تحت وزير الدولة قرقاش، وقد ذكره بالاسم، فقامت إحدى الإماراتيات بمقاطعة حديثه، حتى لا يذكر هذا الاسم".

وأضاف: "وهناك عبدالخالق عبدالله يذكر بشكل دائم تقسيم اليمن، وضاحي خلفان يجعلون الحوثي يصدق، والشرعية تكذب، وخلفها السعودية، ويقولون إن التحالف جاء لتقسيم اليمن، وأن الانفصال قائم، وأن رايات التشطير قائمة، ويتم دعم عيدروس ومليشياته في عدن ضد الدولة، وقد طردت الحكومة من عدن أكثر من مرة".

وتابع: "لا أعتقد أن المملكة العربية السعودية، رغم كل ما يحدث، ستتماشى تماما مع مطالب الانتقالي والإمارات؛ لأن المملكة -كما نراها وكما لاحظنا دائما خلال السنوات الماضية كلها- لا تتعامل مع المليشيا، فعندما جاء الحوثي إلى الرياض بعد أن عملت اتفاقا مع الإيرانيين أنفسهم".

وأضاف: "المملكة لا تريد في الوضع الراهن صداما مباشرا مع الإمارات أو غيرها، حتى مع إيران لم يكن هناك صدام مباشر، ولكنها تستخدم طريقة النَّفَس الطويل".

 

- السعودية والانتقالي

يقول الصحفي، صلاح السقلدي: "لا أعتقد أن الإمارات ستقف حجرة عثرة أمام التسوية السياسية في اليمن، ولكن بالتأكيد هي لها مصالحها ومطالبها، وهي تقول بنفس المنطق إن هناك تضحيات إماراتية، وعليها أن تجني كما تفعل السعودية تماما".

وأضاف: "من تصفونها بالمليشيات هي التي أخرجت الحوثي من الجنوب، ورفعت من مكانة التحالف، قبل أن يتمرَّغ في التراب، منذ بداية الحرب حتى هذه اللحظة".

وتابع: "في أي سلام يتجاوز المجلس الانتقالي القضية الجنوبية سيكون فاشلا، ومن المتوقع أن توقِّع السعودية اتفاقا مع الحوثيين، لكنها ستصطدم أثناء تنفيذ هذه الاتفاقيات والتوافقات، التي تعملها، مع أن السعودية تقدِّم نفسها كوسيط وليس كطرف، وستحتاج إلى الأطراف اليمنية للتوقيع معها، والمجلس الانتقالي لن يوقِّع على غير استعادة الدولة الجنوبية".

وأردف: "السعودية قد تمارس ضغوطات، لكنها لن تستطيع أن تتجاوز الواقع اليوم، فجنوب اليوم غير جنوب الأمس، وقد تستطيع السعودية أن تنفِّذ ما اتفقت حوله مع الحوثيين في الشمال، لكنها لن تستطيع أن تفرض أي مشاريع وحدوِية في الجنوب".

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية